بقلم: نسيم مجلى وهذا حق فنحن مازلنا نواجه المشكلات التي واجهت لويس عوض نفسه. وأن من يريد أن يتصدى لهذه المعارك عليه أن يتسلح بأسلحة العصر، وفي نطاق المعارك الأدبية والفكرية تكون الأسلحة هي المنهج العلمي والمعرفة الموضوعية الشاملة والأمانة في نقل الأقوال والشواهد. ولعل قراءتنا لحياة الرجل وكتاباته هي خير رد على هذه المجادلات البيزنطية. كان لويس عوض إثر عودته من إنجلترا، متأثرًا بمعايشته للمثقفين الأوربيين، بل ومنحازًا للاشتراكيين منهم بصفة خاصة، وكان مولعًا بـ "شيلي" وشعره الثوري يترنم بقوله الشهير " تُلهبني شهوة إصلاح العالم" فكيف به وهو يعيش في مجتمع استشرت فيه عوامل التآكل الاجتماعي "الذي تجلى في تصدع الفلسفة الديمقراطية الليبرالية التي تبلورت في دستور 1923، مما جعل نظام الحكم المتمثل نظريًا في الدستور هيكلاً باليًا يحتاج إلى تجديد. وكان لتجميد الحركة الوطنية والدستورية معًا بتوقيع معاهدة 1936، ثم نشوب الحرب العالمية الثانية أثره في تعميق التناقضات الاجتماعية داخل المجتمع المصري وكشفها على السطح، فعجل بهذا الاستقطاب الشديد بين اليمين واليسار على حساب الوسط الوفدي. كانت أوضح صور اليمين متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين بينما كانت أوضح صور اليسار متمثلة في الجماعات الشيوعية المتعددة، وكان التنافس بين الفريقين على أشده لتجنيد الشاب. في هذا المناخ العصيب وجد لويس عوض نفسه، وكان بحكم نشأته وثقافته يؤمن بعلاقة الأدب بالأوضاع الاجتماعية كما يؤمن بأثر العوامل الطبقية في إنتاج الأدب، وكان يعمد إلى الكشف عن هذه العوامل وأثرها في النصوص الأدبية، كما يعمد إلى إشاعة هذه المفاهيم في طلبته في أثناء شرحه للنصوص الأدبية. وقد أشار الدكتور مجدي وهبة الذي أطلق على لويس عوض لقب "الشريك المخالف في الثقافة المصرية" إلى هذه الطريقة فقال: "كان (لويس عوض) يلجأ إلى أطر دلالة خارج النص الأدبي الذي كان يدرسه، فإذا كان يقوم بتدريس مسرحية مثلاً، تجده يبحث فيها عن الأساطير التي يمكن أن يتكلم عنها من وجهة نظر أنثروبولوجية أو ثقافية، وإذا كانت قصة نثرية فإنه كان يفسرها تفسيرًا نفسيًا، واستطاع في فترة قصيرة من تدريسه لغة أجنبية لطلاب قادمين إلى الجامعة وهم على درجة من البراءة الثقافية، غير متعمقين في أي من الثقافتين، أن يجد لغة عامة خارج النص، واستطاع بذلك أن يثير خيالهم وأن يلهمهم في الأدب والنقد". ومن هذا يتضح أن اهتمامه كان بتكوين العقلية الشابة الماثلة أمامه على التفكير الحر. فهو يحاول أن يخرجها من عالم الأدب أو على الأصح من قيود النص الأدبي إلى علم الانثروبولوجيا أو علم النفس أو الأدب المقارن كنوع من الصدمات الكهربائية. كذلك جاءت كتاباته على شكل صدمات مفاجئة أقلقت الرجعيين والتقليدين فأخذوا يناصبونه العداء. لكن هذه الصدمات قد أثمرت ثماراً عظيمة وحركت مناخ الحياة الثقافية الراكدة. فدعوته لتحطيم عمود الشعر والكتابة بالعامية في الأربعينات كانت ثورة أطلقت مواهب كثيرة، فكانت مدرسة الشعر الحديث. وكانت الدعوة لأدب الحياة أو " الأدب في سبيل الحياة" ثورة تجديدية أخرى، فجرت كل قضايا الحرية السياسية والحرية الاجتماعية في بداية ثورة يوليو عام 53/1954. وقد احتضنت هذه الثورة كل سلالات الأدب الجديد في القصة والشعر والمسرح التي ازدهرت في أوائل الستينات. وكانت أبحاثه عن المعري "ورسالة الغفران" في عام 1964 سببا في تفجير معركة عنيفة من جانب الأستاذ محمود محمد شاكر ... وهي من أشرس المعارك أو الهجمات التي شُنت على لويس عوض فعلاً. و كانت أصلاً لعدة معارك جانبية أعادت كل كتابات لويس عوض السابقة إلى دائرة الضوء من جديد بدءًا من ديوان" بلوتولاند" الذي دعا فيه إلى الكتابة باللغة العامية سنة 1947. المهم أن أراءه حول المعري وأثر الثقافة الإغريقية في "رسالة الغفران"، فسرت على أنها تشكيك في أصالة المعري وفي دينه، وتشكيك في أصالة الثقافة العربية ككل. وفي عام 1987 دعا توفيق الحكيم إلى حياد مصر وطالب بأن تنفض يدها من مشاكل الأمة العربية وتعيش على الحياد كسويسرا وأيده في هذه الدعوة الدكتور/ حسين فوزي واختلف معهم الدكتور/ لويس عوض، داعيًا إلى مناقشة الأمر من خلال نظرة واقعية تضع في حسابها أمن المنطقة كلها كوحدة جيوبوليتكية لا ينفصل أمن دولة فيها عن الأخرى، ونشر مقالاً بعنوان "الأساطير السياسية" يقول فيه إن أسطورة الدعوة الانعزالية لا تقل شططًا عن الدعوة إلى الوحدة الاندماجية القائمة على العروبة أو العنصرية الملتهمة لكافة ما في المنطقة من قوميات. وأغضب هذا الرأي بعض المتعصبين فكتبوا إليه يتهمونه بأنه يتكلم كالمبشرين الذين يسعون لنسف كياننا القومي والديني. وكان رد لويس عوض " إن التفتيش في ضمائر الناس عن دوافع خفية تدفعهم إلى اعتناق المبادئ والتعبير عنها بدلاً من التركيز على الحوار العلمي الموضوعي يضعف الحجة ولا يقويها، وهو خليق بمحاكم التفتيش التي انطوت فيما انطوى من تاريخ الإنسانية الحزين". يدخل في صلب الموضوع أيضًا كتاب " مقدمة في فقه اللغة العربية" وفيه يحاول لويس عوض إثبات أن الأمة العربية حديثة الظهور نسبيًا وأن اللغة العربية هي أحد فروع شجرة للغات الهند – أوربية. والكتاب يعد محاولة أصيلة وجريئة لوضع أساس علمي لدراسة فقه اللغة العربية، إلا أن الكتاب لم يتعرض لمناقشات علمية جادة. فقد تدخلت النيابة العامة بناء على مذكرة من لجنة البحوث بالأزهر وصادرت الكتاب. المهم أن هذه المعارك قد أصبحت جزءًا من تراث حياتنا الفكرية والثقافية كما أنها ارتبطت بهذا المفكر ومواقفه الفكرية والسياسية، وأصبح من المستحيل إجراء أي دراسة موضوعية لإنتاج الرجل سواء في مجال الفكر والنقد أو في مجال الإبداع بالنسبة لمسرحية "الراهب" 1961 وقصة " العنقاء" سنة 1966 أو ديوان شعره السالف الذكر ... دون دراسة هذه المعارك وتحليل الانتقادات التي وجهت إليه ... والتي تطرق الأمر فيها إلى اتهامه بالعمالة لمراكز التبشير والاستعمار العالمية ... وبالعمل ضد العروبة والإسلام على اعتبار أنه مسيحي لا يؤمن إلا بالقومية الفرعونية لمصر ... أو على اعتبار أنه مستغرب يؤمن بالفكر الليبرالي العلماني الغربي ... ويحتقر كل ما هو عربي وشرقي مثل أستاذه سلامة موسي. والواقع أن لويس عوض مفكر من طراز فريد يستعصي على التصنيف وأي محاولة تضعه في خانة غلاة اليسار أو غلاة اليمين لن تجد لها سندًا مؤكدًا وسوف تعبر عن قراءة ناقصة ومبتورة لإنتاج لويس عوض الغزير والمتنوع، وعن الجهل التام ببواعثه الثقافية والاجتماعية. لقد بدأت يقظة لويس عوض مع يقظة الشعب الكبرى على نداءات الثورة عام 1919، كانت يقظته مبكرة إذ تنبه عقله وهو طفل في الرابعة من عمره على هتافات الثورة "تحيا مصر" "يحيا سعد"، "الاستقلال التام أو الموت الزؤام". فأخذ يسمع ما يقوله أبوه وأقاربه عن أحداث الثورة وتطوراتها. ولم تكن مداركه تسمح له أن يفهم معناها بوضوح ولم يتهيأ له ذلك إلا في مرحلة النضوج حين عاد لدراسة هذه الأمور التي بقيت عالقة بذهنه. ومن هذه الذكريات أن طالبًا قبطيًا بكلية الطب اسمه "عريان يوسف سعد" حاول اغتيال رئيس الوزراء القبطي يوسف وهبه باشا في 15ديسمبر 1919. وكان يسمع عمه حبشي وابن عمه يحمدان الله ان هذا الطالب كان قبطيًا. فلو كان مسلمًا لتكررت مأساة رصاصات الورداني التي قتلت بطرس باشا غالي في 1910 فقسمت البلاد إلى قسمين، وكادت أن تؤدي إلى فتنة طائفية. وكانا يشيدان بالوحدة الوطنية التي بناها سعد زغلول والوفد المصري – كما كان يسمع أن بعض المتعصبين من المسلمين كانوا يضعون الصلبان على بيوت المسيحيين في بعض الأحياء المدنية تمهيدا للقيام بمذبحة طائفية يفتكون فيها بالأقباط. وكان والده يرجع ذلك كله إلى مؤامرات الإنجليز، ويقول أن لهم ماضٍ عريق في إثارة الفتن الطائفية بين الهندوس والمسلمين في الهند، وأنهم يجربون سياسة "فرق تسد" التي نجحوا فيها في الهند. لكن رقي المصريين جعل مؤامراتهم تفشل، فوعي عريان سعد هو الذي جعله يتطوع للتصدي لرئيس الوزراء القبطي. (أوراق العمر ص121). سأل لويس عوض أباه حين نُفي سعد زغلول في المرة الثانية إلى سيشل سنة1922، بعد خطبته ضد عدلي التي قال فيها إن "جورج الخامس يفاوض جورج الخامس": فسأل لويس أباه : "مادامت الناس تحب سعد باشا، فلماذا لا يعين الملك فؤاد سعد باشا رئيسًا للوزراء فيتكلم سعد باشا مع الإنجليز بدلاً من عدلي باشا؟". وأجابه أبوه: " الملك تركي وعدلي باشا تركي وعبدالخالق ثروت باشا تركي وتوفيق نسيم باشا تركي وأحمد زيور باشا تركي وحسين رشدي باشا تركي، ومحمود سعيد باشا تركي وأحمد مظلوم باشا تركي، الباشوات الأتراك وحدهم الذين يحكمون مصر، أما سعد باشا وزعماء الوفد فهم فلاحون، وأبناء الأتراك لن يسمحوا لأبناء الفلاحين بحكم بلادهم. وهكذا انفتحت عينا الصبي على البعد الطبقي في قضية النضال الوطني، وعرف أن الفرق بين ما يسمونه "التطرف الوطني" " والاعتدال الوطني" في ثورة 1919 هو الفرق بين من كانوا يملكون ثلاثمائة فدان مثل سعد باشا ومن يملكون ثلاث آلاف فدان مثل عدلي يكن، تمامًا كما كان الأمر أيام عرابي (500 فدان) وسلطان باشا (5000 فدان). وعندما نضج وعي لويس عوض عرف أن ثورة 1919 كانت في حقيقتها استكمالا لثورة عرابي في 1882 ولم يكن مصادفة أن زعيمها العظيم سعد زغلول كان آخر العرابيين، وأن يوسف وهبه باشا الذي أُختير رئيسًا للوزراء ليقضي على ثورة 1919 كان قبل ذلك بستة وثلاثين سنة قد عُين سكرتيرًا للجنة التحقيق مع العرابيين في 1882 أي أن أعداء الثورة العرابية كانوا لايزالون يطاردون ثورة 1919. هذا هو الاكتشاف الهام الذي توصل إليه لويس عوض من قرائته للتاريخ وكان له أكبر الأثر في انتماءاته الفكرية والسياسية فيما بعد؛ إذ ثبت له من هذه القراءة أن الانتماء الطبقي والمصالح المشتركة هي التي تجمع يوسف وهبه باشا وعدلي يكن باشا وبقية البشاوات الأتراك والملك في معسكر واحد ضد مصالح الشعب المصري أو أبناء الفلاحين، حتي لو دفعهم ذلك إلى تبعية الاستعمار الأجنبي ممثلا في الإنجليز. يقول لويس عوض: وحين قرأ لويس عوض كتاب كلوت بك "لمحة من تاريخ مصر" 1940 وجده يردد رأي محمد علي في المصريين من أنهم جنود ممتازون ولكنهم قادة أردياء. فقد كان محمد علي يري أن الضابط المصري حين يبلغ رتبة البيكباشي (المقدم) يسوء سلوكه فيجنح إلى الشغب من جهة ويتصرف تصرفات لا تليق بهيبة مركزه من جهة أخرى. ولهذا فقد قرر محمد علي عدم ترقية الضباط المصريين إلى رتبة البيكباشي إلا في أضيق الحدود. ويعلق لويس عوض على هذا قائلا: "والأغلب أن الميل إلى الشغب الذي يتحدث عنه محمد علي كان الجنوح إلى الثورة على الأوضاع ورفض وصاية الضباط الأتراك على الضباط المصريين. وقد حققت الأيام ظن محمد علي حين قامت ثورة الأميرالايات بقيادة أحمد عرابي في 1882 ثم ثورة البكباشية بقيادة عبد الناصر في 1952" (أوراق العمر ص150). هكذا كشف لويس عوض عن اتفاق الرأي بين اللورد كرومر وبين محمد علي فيما يخص المصريين جميعًا. ولا بد أن تلتفت إلى أن هذا الاتفاق ليس نابعًا عن تقييم موضوعي للإنسان المصري وإنما نابع من رؤية معادية تعمد إلى التقليل من شأن المواطن المصري وتبرر احتقاره واستغلاله من حاكم أجنبي هو محمد علي أو اللورد كرومر ممثل الاستعمار الإنجليزي في مصر. ومن خلال هذا الصراع المحتدم على مدى أجيال، بدأت تتكشف للويس عوض حقائق التاريخ والواقع فراح يمعن النظر في خريطة القوى، ويتعرف على مواقع الأصدقاء والأعداء: إن اعداءه هم أعداء وطنه من الأترااك والإنجليز وأعوانهم من أسرة محمد علي والمرتبطين بهم من الأتراك والمتمصرين. ولويس عوض ذو عقلية تحليلية تبحث عن السبب وعن العلة وراء كل ظاهرة. وقد استنتج من هذه الأحداث أن الأتراك هم علة العلل في كل مآسي مصر مع التخلف والانحطاط الثقافي والاجتماعي. وجريمة الاحتلال التركي العثماني باستنزافه لثروة مصر وقواها الطبيعية والإنتاجية هي سبب الانهيار الذي شجع الغرب على مهاجمة مصر والدول العربية واحتلالها. وفي هذا يكمن السر في تعاطف لويس عوض مع الجنرال يعقوب قائد الفيلق القبطي أيام الحملة الفرنسية على مصر 1801. ومن الخطأ أن نفسر هذا التعاطف على أنه انحياز طائفي من لويس خليل حنا عوض ليعقوب حنا لأنه قبطي مثله. هذا قياس خاطيء، لأنه قائم على رؤية مشوشة لتاريخ ولموقف لويس عوض أيضًا. فلو كان الأمر عند لويس عوض هو أمر ارتباط ديني أو طائفي لسوى في تعاطفه بين يعقوب حنا وبين يوسف وهبة باشا القبطي أيضًا. لكنه أدان يوسف وهبه باشا وكشف مواقفه في معاداة الثورة العرابية وثورة سعد زغلول واعتباره خروجًا حقيقيًا على إجماع الأمة، التي سارت خلف سعد زغلول بعكس ما كان عليه الحال في زمن المعلم يعقوب إذ كان الشعب جماعات ممزقة مسحوقة تحت إمرة المماليك والأتراك الذين يستنفدون طاقته فسعى يعقوب لتخليص مصر من شرورهم، واستعان بالفرنسيين لبناء قوة عسكرية تؤمن استقلال مصر. وهذا هو رأي الدكتور محمد شفيق غربال الذي قاله في كتابه "الجنرال يعقوب والفارس لاسكارس ومشروع استقلال مصر سنة1801م"، والذي أعاد لويس عوض تأكيده في كتاباته. يقول شفيق غربال: " وكان وجود الفرقة القبطية إذن أول شرط يُمكِّن رجلاً من أفراد الأمة المصرية يتبعه جند من أهل الفلاحة والصناعة من أن يكون له أثر في أحوال هذه الأمة إذا تركها الفرنسيون وعادت للعثمانيون والمماليك يتنازعونها ويعبثون فيها فسادًا. أراد يعقوب أن تكون القوة الحربية المصرية الجديدة مدربة على النظم الغربية فكان سباقًا إلى تفهم الدرس الذي ألقاه انتصار الفرنسيين على المماليك أو قل إلى ما أدركه محمد علي بعد قليل من أن انتصار الغربيين في جودة نظمهم العسكرية فسرق البرق من الآلهة وكان له ما كان" هذا هو الرأي الذي ردده لويس عوض عن المعلم يعقوب، والذي جر عليه الكوارث لأنه كما يقول "فتح دمل التعصب الديني في بعض المثقفين فطفح كل ما فيه من قبح على السطح، وسوف يحاسب التاريخ الرجعية العربية حسابًا عسيرًا لأنها سجدت أمام التمثال الذي أقامه شفيق غبريال للجنرال يعقوب ثم مزقتني إربا لمجرد أني رددت أراءه وترجمت وثائقه" ثم يضيف: إن هجوم الرجعية العربية كان وما زال موجهًا ضد رموز النهضة المصرية ورموز التنوير والعقلانية لكن التركيز على لويس عوض كان مقصودًا به تنشيط وتسخين الفتنة الطائفية. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |