بقلم : هند مختار
مفيدة محمد غنيمي...أول مخرجة في العالم
مصر كانت وستظل أبدًا معجزة العالم ..فكل مافيها معجز، تاريخها معجز واقعها معجز، ومعجزة المعجزات هذا الشعب الغريب، فمن هذا الشعب ظهر أوائل على مستوى العالم في كل شيء وفعلوا مالم يفعله أحد من قبل.
وكانت أول امرأة في العالم تخوض مجال الإخراج السينمائي - والذي كان ولا يزال مهنة ينظر لها على أنها مهنة ذكورية – هي مفيدة محمد غنيمي أو الفنانة العبقرية عزيزة أمير صاحبة شركة إيزيس فيلم للإنتاج السينمائي ..
ولدت عزيزة أمير في مدينة دمياط في 17 ديسمبر في سنة 1901 أو 1902 فلم يتفق مرجع واحد على سنة ميلادها وبعد ميلادها بخمسة عشر يومًا مات والدها وأصبحت يتيمة، نشأت عزيزة أمير في الإسكندرية ثم رحلت بعد ذلك هي وأسرتها للقاهرة وأقامت في حي السيدة زينب بشارع خيرت.
تعلمت عزيزة أمير القراءة والكتابة والعزف على البيانو مثلها مثل كثير من الفتيات في تلك الفترة ثم تعلمت بعد ذلك اللغة الفرنسية لغة الصالونات والطبقة الأرستقراطية.
يقال أن أحد أقاربها من رجال السياسة آنذاك هو من تولى تثقيفها ورعايتها والاهتمام بها، وأنها تزوجته لفترة قصير ثم طُلقت منه لفرق السن بينهما ولأنه كان متزوجًا ولديه أطفال.
في سنة 1925 قرأت في إحدى الصحف إعلانًا لفرقة رمسيس يطلب يوسف وهبي فيه ممثلات للفرقة فبعثت له خطابًا به صورها وبأنها ترغب في أن تكون بطلة لإحدى المسرحيات، فأعجب يوسف بك بثقتها بنفسها ومثلت دور العروس الخجولة في مسرحية الجاه المزيف ...
بعد موسم مسرحي وحيد مع يوسف وهبي تركته وذهبت لفرقة (شركة ترقية التمثيل العربي) وفرقة (نجيب الريحاني ) ومثلت معهم العديد من المسرحيات لتعود بعدها ليوسف وهبي لتمثل معه بطولة مسرحية أولاد الذوات والتي أنتجت بعد ذلك في السينما وذهب الدور الذي كانت مرشحة له للفنانة أمينة رزق.
وكان آخر دور مثلته هو دور بريسكا في مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم والذي أفتتحت به الفرقة القومية موسمها الأول سنة 1935
تعرضت عزيزة أمير للمرض لفترة طويلة وألزمها الفراش وقام زوجها أحمد الشريعي من أعيان الصعيد بشراء آلة عرض سينمائية لها للترفيه عنها في فترة مرضها ومشاهدة الأفلام عليها ولكنها طلبت منه أن يشتري لها كاميرا سينمائية لتصوير أصدقائها ،وكان أن صورت عائلتها ومعهم صديقاتها أمينة رزق وأمينة محمد وزينب صدقي وكتبت تصوير وإخراج عزيزة أمير وعرضته في منزلها.
في سنة 1926 جاء إلى القاهرة مغامر تركي ادعى إنه مخرج إلا أنه كان مدعي فن وهو وداد عرفي وأقنعها بإنتاج فيلم "ليلى" والذي كان وقد سبق وأخرجه بعنوان "نداء الله" وكان من فصلين فقط وبطولته أمام عزيزة أمير أما "ليلى" فكان من خمسة فصول وبطولة أحمد علام ..ولم يكمل وداد عرفي إخراج الفيلم وأكمله كل من إستيفان روستي وأحمد جلال وحسين فوزي والمصور الإيطالي تيليو كياريني والمصور المصري حسن الهلباوي.
وتم مونتاج الفيلم في منزل عزيزة أمير في جاردن سيتي والذي حول إلى ستوديو.
وفي ليلة العرض الأولى حضر كل من طلعت حرب وأحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب.
أما أول أفلامها إخراجيًا فكان سنة 1928 وكان اسمه "بنت النيل" (لم أجد عنه معلومات كافية).
وأنتجت سنة 1933 فيلم "كَفري عن خطيئتك" والذي خسرت فيه مبالغ مالية طائلة لأنه كان فيلمًا صامتًا في عهد الفيلم الناطق، وتوقفت بعده عن الإنتاج.
أما أول أفلامها الناطقة كان فيلم "بياعة التفاح" عن قصتها وساعدها في السيناريو مخرج الفيلم حسين فوزي وشارك في الحوار بيرم التونسي وشارك في الغناء في الفيلم المطرب حسن مختار صقر والذي قدمته في كل أفلامها وكان أمامها في البطولة الوجه الجديد محمود ذو الفقار والذي تزوجته فيما بعد.
توفيت عزيزة أمير في 28 يناير سنة 1952 بعد حريق القاهرة وكانت قد أنتجت آخر أفلامها "آمنت بالله" والذي قد أحرقت منه أجزاءا كثيرة في حريق القاهرة ولكن تم إنقاذ البقية وتعديلها وتم عرضه في نوفمبر سنة1952 وتم وضع باقة ورد كبيرة مكان عزيزة أمير.
من أقوالها: "لقد أنجبت بنتًا واحدةً وهي السينما المصرية " ونقول ومعها سوف تظل هذه الابنة. |