بقلم: نبيل المقدس
قصة يقرأها الصغـــــار ... !!!
ياصغاري الأولاد والبنات ... تُوجد غابة من الغابات ... يسكنها الكثير من الحيوانات ... مختلفين في النوعية والجنسيات ... منهم عائش علي الحشائش والنباتات ... ومنهم عائش علي صغار الحيوانات .
مرض ملك الغابة ... وكانت فرصة للحيوانات أن يطيبوا خاطرهُ ... وكانوا يزورونهُ يومياً ويلقون عليه بالنصائح لكي يخففوا عنه المرض ... فكانوا يهدوه يومياً لحم من لحوم الغزلان التي كان يحبها ... إغتاظت فصيلة الغزلان , فوجدت نفسها في العدد تقِلْ , غير أنهم يتذوقون مرارة الحزن والأسي عند إختيارهم الضحية الذي سوف يقدمونه كدواء للملك . فأجتمع كبير الغزلان بهم وتعهد أنه سوف يجد طريقة مع الملك لوقف هذا التمييز , لأنه من الواضح أن شفائه مالهوش نهاية ... فسيأتي اليوم وينقرضون من الغابة.
فكر الغزال بأن يذهب من نفسه إلي الملك ويشكوه بأنهم لو إستمر الحال علي هذا سوف ينقرض جنس الغزال وسوف لا يتبقي منهم حيوان حتي يتذوقه أجياله الجاية من الأشبال ... وصل إلي عرين الملك , وظن الملك أن هذا الغزال هو غذاؤه في هذا اليوم ... فقبل أن يلتهمهُ صَرخَ الغزالُ وقال لهُ : لي نصيحة ياسيدي أحببتُ أن أعلنها لك قبل أن تلتهمني لكي أريّح ضميري من جهتك ... أعطاه الملك فرصة الكلام ... وبدأ الغزال يقول لهُ : واضح ياسيدي أن الجراثيم المُسببة لمرضك من الجراثيم الماكرة والتي تستطيع أن تتحايل علي كل وسائل الشفاء . ... فإذ بفأر كان علي مقربة منهما إستغل هذه الفرصة العظيمة و لأنه بينه وبين الثعالب ثأر كبير نطق وبدون إستئذان وقال : يبقي مافيش أحسن من لحم الثعالب !, عشان هي من الفصيلة الماكرة , فأكيد لحمها سوف يتغلب علي الجراثيم الماكرة . إنفرجت أسارير الملك وزأر فرحا بإكتشاف هذا الدواء الذي سوف يبرأهُ من مرضه , فأخرج فرمان بوقف أكل الغزلان والبدأ في أكل لحوم الثعالب الماكرة ... خرج الغزال بعد ما قبّل الفأر الصغير علي هذه الفكرة الرائعة وأسرع يبشر فصيلته بالنبأ السعيد , وأقاموا الأفراح ... حتي سمعهم الثعلب المكار , فذهب يسأل عن سبب أفراحهم , فردوا عليه : سوف تسمع بنفسك الخبر ... النهاردة بفلوس , بكره هيبقي ببلاش ياحلو يامكــــار.
صدر فرمان بفتوة أكل الثعالب حلال للملك لأن لحمهم فيه الشفا ... ووصل النبأ إلي كبير الثعالب الذي إندهش إندهاشاً عظيماً كيف يكون هو المكير اللئيم ولا يستطيع أن يخلص بني جنسه ... أخذ بعضه ليقابل الملك ...
طبعاً وبطريقة ماكرة قال لـه : أنا أتيتُ إليكم لكي أقدمُ لكم شُكري وشُكر قومي علي تقديركم لنا .. وتقبلتَ لحومنا أن تكون شفاء لكم ... وأكمل الثعلب مكره وقال : ألم تلاحظ سيادتكم عندما يتعارك أسدين كبيرين علي قيادة بلدتنا الغابة... تجدهما في أغلب الأوقات يقتلان بعضهما البعض لأن الإثنين أقوياء ؟؟... نظر الأسد إلي الثعلب , وقال له : ماذا تعني من كلامك هذا ؟؟ قال له الثعلب : لو أكلت لحم الثعالب الماكرة فسوف تتقاتل مع الجراثيم الماكرة ويحدثُ بينهما قتالاً عنيفاً سوف يؤثر علي بقية أجزاء جسمك ... حتي ولو خَلصت من المرض , لكن سوف يترك القتال الذي كان يحدث في داخلك توابع ونتائج أهمها الضعف والوهن وتصبح مسخرة بين زوجتك وبين الغابة إلي أن يأتي أسد آخر يتغلب عليك بسهولة ويحتل الغابة بدلا منك ,ويلهف منك زوجتك و سوف تعيشَ أنت لـه تابعا ... خاف الأسد علي نفسه , وقال للثعلب : قل لي ماذا أفعل : قال له الثعلب : أنت تحتاج لحم يشبه لحم الإنسان لأن وجود لحمه وخصوصا مخه وعقله سوف يخترع وهو بداخلك طريقة كيف يقضي علي هذا الجرثوم ... ألم تسمع عن عقل الإنسان وما يسببه لنا من متاعب . قال الأسد : من أين نحضر كل يوم إنسان لكي ألتهمهُ ...؟ قال له الثعلب : عندنا مايشبه الإنسان في أعضاء جسمه الداخلي حتي أن طلبة كلية الطب يدرسون عليه أعضاء الإنسان . قال من هو هذا الحيوان ؟ قال له [الأرنب] ... وإنتشر الخبر بأن أكل الأرانب سوف يكون فيه الشفا للملك .
حصل هرج ومرج في بلاد الأرانب , وأقاموا الإجتماعات , وأخذ كبيرهم (الأرنوب باشا) يفكر في طريقة للخروج من هذا المأزق ... الكل حاول أن يجتهد في إيجاد فكرة للتخلص من هذا الملك الجبار ... وبينما هم جالسين يفكرون , إذ بصوت صغير يادوب يُعتبر همس ... قال أنا عندي المقدرة بأن أقتل هذا الجبار ..!! الكل إلتفت نحو هذا الصوت , وإذ صاحبه أرنوب صغير مشهود له بالشقاوة , لكنه ذكي جداً . غضب كبير الأرانب ( أرنوب باشا) وأمر أمه أن تذهب بهِ إلي جحره لينام , فهم في حالة ليس الهزار له مجال . لكن أصر هذا الأرنب الصغير أن يقول ما عنده من فكر ... فنصحت أمه كبيرهم ( الأرنوب باشا) , وقالت له : أرجوك يا كبيرنا أن تسمع له , أنا لا أنكر أنه شقي لكنه في بعض الأحيان يكون ذكي جدا. وافق كبيرهم , وقال لهُ تكلم يا ( أرنب يا مفعوص ) . ثم تكلم الأرنب المفعوص عن خطة ذكية وأمر كبيرهم ( الأرنوب باشا) أن تتم الخطة بالطريقة التي وضع خطتها هذا الأرنب الصغير , وعلي جميع الأرانب ينفذون ما يطلبه منهم .
في الصباح الباكر , أخذ أرنوب الصغير بعضه ومعه بعض الأرانب الصغيرة , متوجهين إلي عرين الأسد , وطلبوا من الحراس أن يقابلوا الملك فوراً لأمر هام ... دخلت الأرانب إلي العرين , ونظر الملك إليهم وبدأ يتعامل معهم علي أساس أنهم أتوا لكي يكونوا إفطاراً له ... تفوه الأرنب الصغير , وقال للملك : أرجوك يا حضرة الملك قبل أن تلتهمنا عليك أن تسمع لنا : قال لهم إتفضل ياسيدي تكلم بسرعة لأني جوعان . قال له الأرنب : أن هناك في بلدتنا أسد آخر ينافسك وهو قابع بجانب البحيرة التي طرفنا منذ فترة , ليتغذي بنا ومنتظر موتك بفارغ الصبر لكي يتولي السلطة بدلا منك .. وها نحن علي وشك الإنقراض ... فسوف لا تجد من لحمنا شيئا ليكتمل شفائك ... إتغاظ الملك الجبار وقال سوف أتحامل علي نفسي وأذهب معكم لكي أعطيه درساً قاسياً لـهُ أن لا يقترب منكم ... نظر الأرنب الصغير إلي أصدقائه نظرة تدل علي أن أول خطوة في الخِطة نجحتْ ... ذهب الأسد معهم , ودخل مكانهم , ومن هلع الأرانب الكبيرة بادرت في الدخول إلي جحورها ... ثم أخذ الأرنب الصغير الملك الكبير إلي البحيرة , وقال له : أنظر هنا في صفحة البحيرة سوف تجد غريمك موجود بيأخذ حمّام ... نظر الأسد إلي سطح مياه البحيرة ووجد خيالـه في المياه , لكن من غبائه إفتكرهُ غريمهُ , وبسرعة قفز الأسد إلي البحيرة ... وبما أنه لا يعرف العوم أخذ في الغوص حتي انتهت حياته ...!!!!
وعندما سمعت باقي الحيوانات ... زحفت إلي مواقع الأرانب لكي تهنيء الأرنب الصغير ... ويخرج من بينهم ( ابو الفصاد ) يزعق و يقوووووووول :-
صدق إللي قال ..... البلـــــــــد .... عايزة الولــــــــد...!!! |