خمسة أشياء أمارسها قبل أن أُتم العاشرة

بقلم: سحر غريب
جاء في أحد الإعلانات التليفزيونية اليومية،  قائمة بالأشياء التي يتمني أن يمارسها شاب فى العشرين ، قبل أن يُتم الثلاثين  ، مثل الحصول علي وظيفة الأحلام عن طريق النصب والتزوير، أو التأثير علي قلب فتاة أحلامه، بطريقة ثعبانية ملتوية، أو الجلوس علي كرسي المدير، وذلك بالإستعانة بأسد مُدَرّب جيداً علي إبراز الأنياب الشرسة لمن يشاء صاحبه الذي يطعمه...
وقد تأثر الابن البكري ، الراشد ، العاقل ، لواحدة من  جاراتي تأثراً شديداً بالإعلان ، وقرّر تقليده ، ووضع قائمته الخاصة بنفسه ، لتكتشف والدته أنها تربّي   تحت سقف بيتها ، طفلاً ذو ميول عدوانية ، سيجلب لها العار علي طبق من فضة، تلك الميول التي لم يكن لها وجود في عصر جدتي وجدتك، حيث لا وجود لتلك اللعنات التي أصابت أطفالنا من تليفزيون ، ودش ، وأتارى ، وكمبيوتر، وطفلها ليس طفلاً فريداً من نوعه ، بل أن نوعيته أصبحت منتشرة ، إنتشار النار في الهشيم ، بين جميع  أطفال الجيل الصاعد ، تربية سبيس تونز وأخواتها.

وهذه هي القائمة التي وجدتها الأم بين طيّات ملابس طفلها ، ذو السبع  سنوات ، والتي أخفاها عنها ، كأنها سر عسكري خطير،  ممنوع خروجه للعَلَن ، وقد كتبها باللغة الإنجليزية- كل واحد وعلامه- وقررتُ ترجمتها إليكم ؛ حتي تتعلموا كيفية كتابة القوائم ، فهذه هي القوائم وإلا فلا..
أولاً: الهروب من المدرسة .. يبدوا أن لدي ابنها بعض الميول الإجرامية المُبكّرة ، وقد نصحتها بتنمية هذه الموهبة داخله أكثر وأكثر مع مرور الوقت ، حتي يستفيد الابن من وقت فراغه علي أتم صورة في تعلم ما يفيد مُستقبل التشرد الذي يسعي إليه والذي علي مايبدوا هو المستقبل الوحيد المضمون في زمننا هذا.
ثانياً: تقبيل خد إنجي، بالمناسبة ،  لم يكن خد إنجي هو المقصود منذ أسبوع مضي ، بل كان خد سارة هو الخد الذي عليه العين والنية، لقد أكتشف ابن السابعة وحده كيف أن التجديد مطلوب وعلي هذا فأنا أتوقع  له مستقبلاً باهراً في إيقاع البنات ، وأتنبأ له بأن يكون وزيراً كبيراً للنساء ، وعلي أمه ألا تخجل من العار الذي سيجلبه عليها طفلها العزيز.

ثالثا:ً صناعة قنبلة ، لتفجير المدرسة بها. ماشاء الله في بيتها عالم ذرة ، وفي ذات الوقت إرهابي عظيم ، ماذا تريد الأمهات غير ذلك ؟ لماذا غضبت منه كل هذا الغضب ؟! ألا يكفي أنه سيكون سبباً في شهرتها علي أنها مُنجبة هذا الإرهابي العبقري.
رابعاً: استخدام الكهرباء في صعق جميع زملائه المزعجين ، وما الخطأ في ذلك ؟ إن هدفه نبيل ،  وهو جعل زملائه يشعرون بحالة من الزغزغة الإلكترونية ، حتي يحصل علي ضحكاتهم المدوّية فيما بعد.
أما خامساً: فهو الإستيلاء علي جهاز الكمبيوتر، وأخذه رهينة لديه، حتي يحصل علي لاب توب خاص به، أستاذ قسم في فن التفاوض، هذه هي القائمة، هل كتبت قائمتك بعد عزيزي القاريء؟ ياتري فيها أيه؟