كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون ومن هذا المنطلق أقامت هيئة الكتاب ندوة حول كتاب "عشاق النيل" وشارك فيها كل من حفني مصطفى حفني مؤلف الكتاب، ود. أحمد سعيد أستاذ الحضارة المصرية القديمة، ود. أبو اليسر فرح أستاذ التاريخ اليوناني، وحلمي شعراوي مدير مركز البحوث العلمية والجغرافية وخبير العلاقات العربية الإفريقية. وأدارها دكتور فتحي أبو عيانة الذي بادر بالقول "للأسف كثيرون من الشعب المصري يعشقون التنزه على ضفاف النيل ولكن هذا الحب لا يترجم إلى احترام في استهلاك مياهه التي هي مصدر الحياه في مصر، فقد أدرك أجدادنا منذ قديم الزمان أن مصر هبة النيل، والحقيقة أن كتاب " عشاق النيل " الذين نحن بصدد مناقشته في هذه الندوة يتميز بجمال العرض وسهولة الأسلوب وفي نفس الوقت هو تجميع رائع للكتب والأبحاث التي تكلمت عن النيل، مؤكدًا على أن مشكلة دول حوض النيل المثارة حاليًا ليست بجديدة بل هي موجودة منذ سنين طويلة لذلك حالة الهياج الإعلامي المتمركز حول الحرب القادمة حول مصادر المياه لن تجدي نفعًا، ولكن حل المشكلة في إيجاد صيغة مناسبة لتقسيم مياه النيل، وتعميق مفهوم المنفعة المتبادلة بين دول حوض النيل. النيل .. مصدر للاستقرار والنماء والرخاء ومن جانبه أضاف "حفني مصطفى حفني " مؤلف الكتاب قائلاً: "منذ قديم الزمان والنيل أرسى قواعد الحياة على أرض مصر، وكان مصدرًا للاستقرار والنماء والرخاء، بل مصدر لتلك الحضارة المصرية التي نفخر بها جميعًا، ولكن للأسف هذا النيل الذي عبده المصريون القدماء وأقاموا له عيدًا يسمى " وفاء النيل " نقوم نحن الآن بتلويثه وإلقاء مخلفاتنا الصناعية والزراعية والعضوية فيه"، متعجبًا من هذا التهاون والسلبية واللامبالاة التي أصابت الشعب المصري في هذه الأيام، حيث إننا في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن ندرة المياه نجد الكثيرين يتعاملون مع المياه بسلوكيات مستهترة تنم عن عدم الحب او حتى الالتزام الأخلاقي تجاه النيل، الذي يعد المصدر الرئيسي للري والزراعة بل والحياة ، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يعد موسوعة تشمل الكتب العلمية والجغرافية وحتى قصص الأطفال التي تحدثت عن النيل، حيث يحمل هذا الكتاب رسالة توعية إلى جميع أهل مصر بمشكلة المياه . " حابي " .. رب الرزق العظيم وأوضح دكتور أحمد سعيد أن سر عظمة النيل عن بقية أنهار العالم يرجع إلى تكوينه الطبيعي وإلى ما يمتاز به من مميزات جغرافية طبيعية، كان لها أبعد الأثر في تكوين أرض هذا الوادي الخصبة وإعدادها لتكون مهد أعرق حضارة في التاريخ، فلولا النيل ما تعلم المصريين القياس والحساب والفلك ومواسم الزراعة ، مشيرًا إلى أن من أحراش الدلتا نمى بردي النيل الذي استُخدمت سيقانه في اختراع ورق البردي الذي سُجل عليه معتقدات وأدب قدماء المصريين، ومن غرين النيل صُنع الفخار والأواني ، ومن الطوب اللبن تم بناء البيوت والقبور، هذا إلى جانب مساعدة النيل لهم على رواج تجاراتهم الداخلية عبر القوارب ، بالإضافة إلى حرفة الصيد التي تعد من أهم الأنشطة في حياة المصري القديم . ومن أجل ذلك قدَّس المصريون القدماء نهر النيل وأطلقوا اسم " حابي " على إله الفيضان ووصفوه بإنه رب الرزق العظيم . فيضان النيل .. و دموع إيزيس وأكد دكتور أبو اليسر على أن جميع الحكام في تاريخنا المعاصر ارتبطوا بالنيل وبفكرة تأمين نظام الري لعلمهم أنه هو مصدر الحياه لبلادهم، ومن هؤلاء محمد علي الذي أنشأ القناطر الخيرية، وجمال عبد الناصر الذي أنشأ السد العالي، مشيرًا إلى أن النيل كان مصدر تعجب وانبهار الإغريق الذين لم يعلموا من أين تاتي مياهه، كما أن المصريين أيضًا لم يكتشفوا سر فيضان النيل فارجعوه إلى أسطورة فحواها أن مياه النيل تزيد بسبب دموع إيزيس على زوجها . المنفعة المتبادلة بين دول حوض النيل بينما نفى " حلمي شعراوي " ما يتردد حول المشروع الإسرائيلي الذي يهدف إلى الحصول على حصة من مياه النيل عن طريق الضغط على دول المنبع بإعادة تقسيم مياه النيل بالتساوي. وأرجع الخطر الحقيقي إلى الإعلام غير المسئول الذي يتناول المشكلة بين دول حوض النيل بالكثير من الإثارة، وإلى رأس المال المصري الذي يجب أن يُستغل في استخراج المياه الجوفية، وإلى العلماء المصريين الذين يجب أن يسعوا من أجل تحلية مياه البحار مثل دول الخليج، وإلى الدبلوماسية المصرية التي يجب أن توجد إطار من المنفعة المتبادلة بين دول حوض النيل. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |