CET 00:00:00 - 04/05/2010

مساحة رأي

بقلم : محبة مترى
تتزاحم الافكار فى رأسى متداخلة متلاحقة دون ترتيب... ذكريات تتداعى سريعا فى سباق عنيف  محموم داخل مخيلتى بصورة عشوائية ودون أى ترابط أو صلة بينها......صور تومض وتتلاشى ليحل محلها غيرها يفصل بينها سنوات عمر طويلة.......لحظات منطبعة ومحفورة فى الذاكرة كنت أظنها ماتت منذ أمد بعيد ولكنى فوجئت بها تبعث من جديد وأكتشفت بانها مازالت حية تنبض....فرح وحزن.....أمل ويأس...حب وكراهية... وفاء وغدر...حق وظلم.....كل التضاد بدأ يخرج من مرقده فيذكرنى بماضي نسيته منذ أول يوم أدركت فيه بانى أتنفس الحياة وأنى وُجدت فيها لهدف لا أعرفه......

أسئلة كثيرة بدأت تتقافز الى عقلى ليس لدىّ لها اجابات يقينية.....كلمات الاستفهام تدور حولى  تحوطنى ....(اين؟)....(كيف؟)....(متى؟)....(هل؟)....(كم؟)....تتحرك الى اعلي واسفل  يمينا ويسارا حركات بهلوانية سريعة بصورة تستفزنى فاشعر انها تقصد ان تثير جنونى.... حولها آلاف من علامات التعجب والاستفهام تحيط بها الى ان وصلت الى أكتافى وأخذت فى الزحف على ظهرى......

بدأت الدائرة تضيق من حولى تكاد تخنق انفاسى والعلامات تبتسم لى في شماتة.....فجأة ظهرت من وسط الدائرة كلمة متوهجة  لامعة بالوان تخطف البصر من مخبأها اسفلهم باندفاع شديد...( لماذا)...وبمجرد ظهورها اخذت باقي الكلمات تصغر وتبتعد وتتلاشى  مفسحة لها الطريق .......بقيت (لماذا ) وحدها تنظر الىّ بتحدى وانتصار......أخذت تحاورنى وتناورنى لعلها تخرجنى من هدوئي الذى اعرفه وتجعلنى أنفض التراب عن كائن آخر داخلى لم اكن اعرفه من قبل يربض ساكنا كوحش متمرد منتظرا من يفك أسره فيفتك بمن سجنه داخل هذا الكهف قرنا من الزمان.......بالتأكيد هى مدسوسة علىّ من عدو لا أعرفه ......

حاولت ان اتغلب على هذه الحرب الدائرة فى رأسى وأخذت أفكر فى حل ينهى معاناتى ويجعل الكائن الغريب داخلى مستكينا  يقبع فى سلام.....و بعد تفكير عميق وجدت الحل فى انه ربما  لونزعت عقلى ووضعته مكان قلبى ....ووضعت قلبى مكان عقلى  فيتبادلان مكانيهما قد أستريح عندما افكر بقلبى وأخضع مشاعرى لعقلى.... وبعد ان أبدلتهما  وجدت ان الوضع قد ازداد سوءا ووجدتنى أتعاطف مع الظلم والظالمين وألتمس العذر للأشرار وأقسو على البؤساء والمظلومين لأنهم فشلوا أن يخرجوا من بؤسهم وأن يمحوا شقاءهم  أو يثأروا من ظالميهم فليتحملوا أذا اقدارهم فقد خلقوا لذلك......وعندها لم استرح ايضا لهذا الوضع الغريب المعكوس.

نظرت الى نفسى في المرآة لعلني اكتشف شيئا جديدا واتعرف عليها اكثر وافك غموضها......لم يعجبنى شكل رأسى أحسست انها هى سبب بلائى...... اتخذت قرارا حاسما شجاعا ...قررت ان اخلع رأسى.....نعم خلعتها ووضعتها امامى على المنضدة...... شعرت براحة عظيمة حين نزعتها عنى .....نظرت اليها بفرحة وانتصار .....اخيرا قد استرحت ولا تسالونى كيف نظرت اليها....فقد نظرت اليها بعيون قلبى الذى فضل ان يمكث باقى حياته وحيدا دونها.
نزلت الى الشارع لأختبر وقع شكلى الجديد فى عيون الناس , ويالصدمتى وذهولى فقد وجدت الكل يمارس حياته العادية ولايلتفت الىّ !!! لانهم ولدهشتى يسيرون وقد نزعوا رؤوسهم عنهم أيضا مثلى !!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٥ تعليق