بقلم: مينا ملاك عازر
كانوا زمان بيقولوا تمخض الجبل فولد فأرًا، وذلك رمزًا لأن يقوم رجل طويل عريض يتهز ويعمل نفسه محموء ويقول كلام فارغ ضعيف ليس له قيمة، أو ينبري واحد تاني ويعمل فيها بُرَم ويتخيل الكل أنه حيكسر وحيدغدغ الدنيا وتلاقيه بيقول كلام هايف وتقوم عركة، ويقول آخر حاقطعك حمرمطك حاعمل وأسوي وتلاقيه يروح زقه وطالع يجري، فيقولوا تمخض الجبل فولد فأرًا، ويا مرحبا بالفأر.
واحد يسألني لماذا أرحب بالفأر؟! أقول لك إن الفأر في هذه الحالة أفضل مما ولده المجلس الموقر وسيد قراره حينما لام نائب الرصاص نشأت القصاص، الراجل يطالب بإطلاق النار على المتظاهرين ويصفهم بأنهم خارجون على القانون ويُلام! الراجل يخون شعبه إللي بينتمي له ويلوموه! الراجل يخون أهل دائرته ويطلب بإطلاق النار ويلوموه! الراجل يكذب ويقول إنه لم يطالب بإطلاق النار ويلوموه! الراجل يسيئ للحزب ولسمعته إللي على كل لسان وإللي سمعته مش ناقصة أصلاً ويلوموه!. .
لا تقلق يا عزيزي الراجل ولا تندهش فالراجل من ساعة ما سمع اللوم ماشي عمال يقول بتلوموني ليه لو شوفتم حديده غاليين أد إيه لا تقولوا اندفاعي وإطلاقي لرصاصي على إللي يضايقه مش كتير عليه.. ومشغل شرايط عبد الحليم، وهو مالي عيونه دموع من مية البصل، وما صدقوا رجال الإعلام وصوروا الراجل عشان يوروا خطورة اللوم ومدى عنفه وتأثيره السلبي على الراجل بتاع الرصاص، ومن الرصاص للحديد يا قلبي لا تحزن وأهو كله معادن، ولا تنسى يا عزيزي أن الناس معادن، وإللي مش تبع الرصاص والحديد يبقى مش من الناس، ويبقي يستاهل ضرب النار.
والمدهش إن نائب الرصاص لم يكن وحده حينما طالب بإطلاق النار على المتظاهرين الخارجين على القانون الوحشين "الكُخَّة"، بل كان معاه إتنين تانيين لكنه هو الوحيد إللي إتلام، شفتم بقى ظلم أكتر من كده، يا عيني عليك يا ابني، لا أنا بأطالب من موقعي هذا من فوق السرير، بأن نوجه إحنا كمان اللوم لحميدة ولأبو عقرب حتى نواكب الموقف، صحيح طبعًا لومنا لن يكون بقوة لوم المجلس الموقر، تخيلوا يا جماعة السيد فتحي سرور يقول إن اللوم ده أحَد من أي حاجة في الدنيا، وأحدهم همس في أذني وقال عارف حيعملوا إيه في الراجل الملام ده، قلت له إيه يا سيدي فقال حايخدوه ويمدوه على رجله، ويضربوه على أيده، وحيذنبوه ويودي وشه للحيط ويرفع إيديه، وبعدين يحطوه يومين في أودة الفئران، شفتم بقى إن الجبل تمخض فولد فأرًا، آسف تمخض المجلس وولد لومًا. |