كتبت: ميرفت عياد - خاص الاقباط متحدون
يعد اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تحتفل به دول العالم في 3 مايو من كل عام فرصة للاحتفال بالمبادىء الأساسية لحرية الصحافة والدفاع عن وسائل الإعلام أمام الهجمات التى تشن على استقلاليتها وللتعبير عن إجلال الصحفيين الذين لقوا مصرعهم أثناء عملهم .
جاء ذلك في بيان أصدرته المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" الذى قالت فيه أن حرية الإعلام مبدأ يقتضى من المنظمات والحكومات أن تتيح ما لديها من معلومات وتسهل الإطلاع عليها لأى شخص يريدها, وذلك استنادا إلى حق الجمهور العام في أن يكون على دراية بالأمورالتى تجرى في بلاده وبلاد العالم .
والحقيقة أن وجود الصحافة الحرة كانت ولا زالت سبب أساسي وعلامة بارزة تميز المجتمعات الحرة والدول الديمقراطية لان الصحافة بمثابة برلمان شعبي لذلك يجب أن تتمتع بالحرية وبمساحة لتقبل الآراء والانتقادات بهدف الوصول الى افضل حالة للمجتمع ، كما أن الصحافة تقوم بدور مواز لمؤسسات الدولة بعدة أساليب ، مثل كشف القضايا الحساسة والمثيرة للرأي العام و طرحها بكل شفافية و مصداقية دون تحيز مع أو ضد أي طرف من أطراف القضية و بذلك تحصل القضايا على أكبر قدر من المناقشة وتسليط الضوء عليها حتى لا تكون مؤسسات الدولة منفردة في اتخاذ القرار ، ومن هذا المنطلق اطلق على الصحافة لقب " صاحبة الجلالة " لانها تمثل السلطة الرابعة لانها تقود الرأي العام و تقوم بتوجيه سلوك الأفراد في المجتمع، بالاضافه إلى أنها أداة كاشفه للفساد والمفسدين وتهدف إلى المصلحة العامة ، لذلك حرية الصحافة جزء لا يتجزأ من حق الإنسان في حرية الرأي والتعبير التى نص عليها الدستور المصري .
النظم المستبدة .. يد قابضة على الحريات
ولكن للأسف الكثير من النظم المستبدة والقابضة بيد من حديد على الحريات هي في الحقيقة تصيب كل الحريات في مقتل وعلى رأسها حرية الصحافة، وعلى الرغم من أن القانون ينص على عدم المساس بأمن الصحفى بسبب رأيه أو المعلومات التي ينشرها ، وحقه في الحصول على المعلومات والأخبار وعدم فرض إيه قيود على حرية تدفق المعلومات ، وأن كل إهانه أو تعدي على الصحفي بسبب عمله يعاقب بالعقوبة المقررة لأهانه الموظف العام أو التعدي عليه أثناء القيام بمهام عمله.
وفى المقابل نحن لا ننكر الواجب المنوط على الصحفى أن يقوم به وهو الالتزام بميثاق الشرف الصحفي، وبالمبادئ والقيم التي يتضمنها الدستور، وأن يلتزم بألا يتعرض للحياة الخاصة للمواطنين وأن يمتنع عن نشر أية أخبار تتعارض مع قيم المجتمع وأسسه ومبادئه وآدابه العامة أو مع رسالة الصحافة وأهدافها .
الصحافة .. ظاهرة اجتماعية تؤثر وتتأثر
إن الصحافة ظاهرة اجتماعية لابد أن تؤثر وتتاثر بالحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في البلد التى تظهر بها ، والحقيقه أن مصر اول بلد عربى عرفت الصحافة في نهاية القرن الثامن عشر، عندما دخلت المطبعة إلى مصر أثناء الحملة الفرنسية، فأصدر الفرنسيون أول صحيفة في مصر باللغة الفرنسية وحملت اسم "لوكورييه دي ليجيبت"، أما اول صحيفة مصرية فقد أصدرتها حكومة "محمد علي" باشا والي مصر آنذاك تحت اسم "الوقائع المصرية"، التي لا تزال موجودة حتى الآن وتنشر فيها قرارات الحكومة والرئاسة المصرية والقوانين، ولكنها توزع بشكل محدود على بعض المكتبات والمصالح الحكومية. وشهدت "الوقائع المصرية" تطوير كبير على يد رفاعة الطهطاوي عام 1842 سواء كان في الشكل أوالمضمون أوالأسلوب، حيث يعد رفاعة الطهطاوى اول رائد من رواد النهضة الحديثة واول استاذ من اساتذة الصحافة ، وبسبب النشاط الكبير الذي قام به رفاعة الطهطاوى في نشر الثقافة خشى منه رجال الدولة آنذاك ، فنفوه إلى السودان ، كما توقفت الصحيفة في عهد الخديوي سعيد باشا ما بين عامي 1854 و1863 .
الاحتلال البريطاني .. وازدهار الصحافة المصرية
وبدأت الصحافة المصرية في الازدهار مرة أخرى مع الاحتلال البريطاني لمصر 1882 إذ نشطت الصحافة الشعبية التي تنتقد الممارسات الاحتلالية وتحث على الاستقلال، وكانت أول الصحف الشعبية التي ظهرت في مصر هي "وادي النيل"، ثم صدرت "الأهرام" التي أسسها سليم وبشارة تقلا عام 1876، كما اشتهرت صحيفة "الطائف". التي أصدرها عبد الله النديم عام 1881، وتحولت إلى لسان حال الثورة العرابية المصرية ، كما أن من أشهر الصحف التي وقفت ضد الاحتلال الإنجليزي لمصرصحيفة "المؤيد" لصاحبها الشيخ علي يوسف، و"المقطم" و"اللواء" اللتان أصدرهما الزعيم مصطفى كامل.
وشهدت الفترة التى تسبق الثورة صدور العديد من الصحف؛ التي لا يزال بعضها موجودًا حتى الآن مثل "أخبار اليوم"، "اللواء الجديد"، "الإخوان المسلمون"، "الكاتب المصري "ولعل الاصدارات الكثيرة للصحف هى التى ادت إلى نشأت نقابة الصحفيين المصرية في عام 1941، وكان عدد أعضاءها120 عضوًا في ذلك الوقت ، اما اليوم فان عدد اعضائها يقارب أربعة آلاف صحفي ، ولم يكن للنقابة مقر ثابت حتى افتتح أول مقر رسمي لها بالقاهرة في عام 1944 .
أخطر الحملات الصحفية
ومن أخطر الحملات الصحفية في تاريخ الصحافة المصرية ما قامت به مجلة روزاليوسف أثناء حرب فلسطين حيث كشفت عن صفقات الأسلحة الفاسدة التي عقدها الملك فاروق وضباط الجيش سنة 1950، وهنا تم التحقيق مع إحسان عبد القدوس رئيس تحرير المجلة، و أصدر الملك تشريع يقيد حرية الصحافة فازداد سخط الشعب واتسعت الحملات الصحفية ، وظهرت حركة المنشورات السرية وشحنت النفوس ضد الملكية الفاسدة وانتهت المأساه بحريق القاهرة عام 1952 ، ومهد كل ذلك إلى قيام ثورة 1952 |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|