مأمون المليجي:
• أتوقع الأفضل لمصر مستقبلاً لأنة لا يوجد أسوأ مما نحن فيه.
• لست مطربًا كالعندليب ولا ملحنًا كبيتهوفن.
• نحن دولة ليس لها هوية فلم نطول بلح اليمن ولا عنب الشام.
• لابد أن يعرف المسيحيون أن لهم حقوق يجب أن يأخذوها مثل باقي المصريين.
• حزنت لحادث نجع حمادي ووضعت صورة "أبانوب" في كليب "اصرخ بصوتك ".
• أقول للوزراء الحاليين: إما أن تغيروا من سياستكم أو تستقيلوا.
• "النظام" يخيف المسيحيين بـ "بعبع" الإخوان المسلمين.
• أشعر بغصة في حلقي من موقف الإعلام الرسمي منى.
• وقودي هم الناس، وإذا اعتبرت نفسي نجمًا سأصبح بعيدا عنهم.
حوار : عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
الفنان مأمون المليجي ...قبل أن يكون ملحنًا ومطربًا فهو مهندس معماري... لم يمتهن الفن كوسيلة للكسب، لكنه صاحب رسالة يرغب في نشرها ...هو واحد من أهل مصر الطيبين... الذين لم يتلوثوا بحالة "النفاق المجتمعي" وكراهية الآخر المغاير والتعصب الديني.
فنان مهموم بالوطن.. أغانيه ذات شجن معجون بالوطنية.. يختار كلماته لتكون معبرة عن الإنسان المصري القابع في "الحارة" المصرية. يحرص على "التحريض" السلمي بالغناء فهذا سلاحه المتاح. حلمه يشبهه، يرضي بحياته وبشطحاته الجنونية، ورغم إنه يرى أن الشهرة مهمة لكنه لا يهمه كثيرًا وضع اسمه على الأفيش. يحلم مع أخيه المسيحي في العيش الآمن في وطن واحد، طرح "بحر الخوف" خارجًا بعد حادث العبارة الشهير.
"في الشوارع" يحلم بمصر أفضل لأنه لا يوجد أسوأ مما نعيش فيه الآن... يرى أن "ملامح" مصر قد تغيرت بسبب "الضباط الأشرار"... حزن عندما "غابت الشمس" عن 6 من الشباب المسيحي ومجند مسلم قتلوا بلا ذنب في أحداث نجع حمادي...يعتقد أن التدين في مصر تدين شكلي، مستورد من دول الخليج... لا يهمه أن يكسب إعجاب الجماهير العريضة لأنه يبتغي وجه الله وليس إعجاب البشر... أغاني الحب والعشق مؤجلة لديه حتى إشعار آخر... يعتقد أن "النظام" يقوم بإخافة المسيحيين بـ "بعبع" الإخوان المسلمين... يؤمن أن التغيير من القاعدة "الشعب" وليس الرأس "النظام".
في زمن أصبحت فيه المزيكا "عود من غير وتر" وغابت الكلمة الحلوة واللحن المبدع... في زمن رواج البضاعة الرديئة التقينا مع الفنان المبدع مأمون المليجي ... صوت الأغلبية الصامتة.. فكان لنا معه هذا الحوار، والذي يسعدنا أن ننشره يوم عيد ميلاده.
- أستاذ مأمون... رغم إنك بدأت التلحين في عمر 18 عامًا إلا أن بداية مسيرتك الفنية وظهورك كان بعد حوالي 20 عامًا وبالتحديد في عام 2005 ...
**لماذا تأخر ظهورك كل هذا الوقت؟
**بدأت مع نفسي، حاولت وأنا شاب أن أقدم بعض أعمالي للفنانين لكنهم رفضوا، وقتها كنت أقدم أعمال رومانسية، وحدث لي نوع من الإحباط ، ثم انشغلت في عملي الهندسي وزواجي ، وبعد أن استقرت أحوالي المعيشية، تقابلت مع بعض الشعراء المتميزين ، كتبوا كلمات شعرت بها، فأنا قبل أن أغني الكلمات فانا أغنيها لنفسي لأصرف الكبت الداخلي وأعبر بها عن همومي لتصل إلى الجمهور.
**هل الكلمات التي تقوم بتلحينها وغناءها هي التي تعطي الفكرة للشعراء فيكتبون لك؟ أم تنتقي ما يتفق مع إحساسك؟
**عملت أكثر من 55 أغنية منهم اثنين أو ثلاثة فقط أعطيت الفكرة للشعراء، عادة لا أضيف ، لكن يحدث حوار متبادل حول بعض الكلمات التي قد لا أرتاح لها.
**نلاحظ أنك عادة تذكر أسماء مؤلفي كلمات أغانيك، رغم أنه من العادة تجاهل الشعراء؟
**أهم شئ في الأغنية الكلمة، فميلاد الأغنية هو الكلام، من الحقوق الأدبية أن اذكر اسم الشاعر،
وإذا كان هناك قيمة في ما أقدمه فهي قيمة الكلمة فلست مطربًا كالعندليب، ولا ملحنًا كبيتهوفن، فيستحق هؤلاء الشعراء أن يظهروا ويأخذوا قيمتهم المعنوية والأدبية.
**بدايتك في الظهور كانت مع أغنية "في الشوارع" التي فازت بأفضل فيديو كليب عام 2008 ... ما قصة نجاح هذا الكليب؟
**عملت هذا الكليب بصوتي وهو من كلمات الشاعر أحمد قدري، وذهبت للمخرج أحمد عفيفي، وطلبت منه أن يخرجه بدون أن اظهر فيه، وأخذت فكرة الكليب لفنان نحات بالإسكندرية، فاقترح المخرج عليّ أن نختار الفنان الدكتور صلاح عناني لشهرته كنحات معروف، ووافقت، وكثيرون اعتقدوا أن الكليب بصوت عناني، ورغم أن الكليب كان يُعرض على محطة فضائية واحدة، إلا أنه وجد نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ورفضت محطة "مزيكا" عرضه بدعوى عدم اتفاقه مع سياسة المحطة.
أغنية "في الشوارع" تقول بعض كلماتها "في الشوارع ليه بنسأل 100 سؤال والطريق نمشي وتاني نرجعه... كل حاجة فوق حدود الاحتمال كل واحد فينا **جرحه بيوجعه"... يتساءل كثيرون في مصر الآن، طريق مصر إلى أين أو "مصر رايحة على فين" .. ما هي رؤيتك ؟
**هذا سؤال صعب، ليس من السهولة لأحد الإجابة عليه، لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى دائمًا يحفظ مصر، مثلما جاء في الإنجيل "مبارك شعبي مصر" وفي القرآن الكريم " } اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ {.
مصر رايحة على خير لأنه لا يوجد أسوأ مما نعيش فيه الآن، فعلى مر التاريخ مرت مصر بمراحل صعود ونزول، أعتقد إننا في مرحلة الصعود، وما سيأتي سيكون خير بصرف النظر عن من سيقود البلاد في الفترة القادمة.
**في أغنية "ساعات" قلت "ساعات بتتغير ملامحك" في رأيك ما هو سبب تغيير ملامح مصر، هل هذه مصر قبل 30 أو 50 عامًا مضى؟
**سبب هذه التغيير "الضباط الأشرار" لقد خدعونا وقالوا أنها ثورة شعب ونحن صدقناهم لكنها انقلاب عسكري، منذ الانقلاب وحتى الآن ، نحن نمر بالحكم العسكري.
مشكلتنا في مصر أننا لا نعرف هويتنا، لسنا دولة دينية ولا دولة علمانية، لا نعرف هل نحن دولة اشتراكية أم رأسمالية، تركيا أصبحت دولة علمانية فتقدمت، إيران دولة دينية تصنع نووي الآن، الصين دولة اشتراكية تقدمت، أمريكا رأسمالية... إذا قالوا لنا إننا دولة علمانية أو دولة اشتراكية... سننجح ونتقدم ... نحن الآن لم "نطول بلح اليمن ولا عنب الشام"، "نرقص على السلالم" بدون أن نعرف هويتنا بالتحديد ما هي.
الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه، يجب أن نُجَنب الدين، ليكون داخل دور العبادة، لا يصح أن تحدث أية مشكلة بين مسيحي ومسلم فتصبح مشكلة طائفية، في المسيحيين يوجد أخيار وأشرار وهكذا المسلمين.
لابد أن يعرف المسيحيين أن لهم حقوق يجب أن يأخذوها مثل باقي المصريين، ويجب على المسلمين أن يدافعوا عن حقوق الأقباط وينادوا بحق الأقباط في بناء وترميم الكنيسة وحقهم في الطموح في الوصول إلى المناصب العليا ومنها منصب رئاسة الجمهورية، فلماذا نُخَوِّن المسيحي وهو مولود في هذا الوطن ؟**
**لا أؤمن بفكرة الأقلية والأغلبية، فإذا كان البعض يعتقد أن المسيحيين أقلية فيجب على المسلمين أن يرفعوا الحرج على المسيحيين وينادو بمطالبهم حتى لا يقول أحد أنهم عملاء وغير وطنين، أحزن كثيرًا عندما يقوم المسيحيين بمظاهرة في الكاتدرائية، الأفضل أن ينزلوا إلى ميدان طلعت حرب للتظاهر وان يطالبوا بمطالبهم المشروعة كمواطنين مصريين وليسو مواطنين مسيحيين.
في إحدى أغانيك قلت "تموت الضحكة وفي ثانية تغيب الشمس عن الدنيا"..في أحداث نجع حمادي غابت الشمس عن 6 من الشباب المسيحي ومجند مسلم، عندما سمعت هذا الخبر ماذا كان شعورك وماذا كان رد **فعلك؟
**حزنت وأكاد أكون بكيت، أول ما تخيلته ، أنني في صباح عيد الأضحى يدخل على أحدهم حاملاً ابني ملطخ بالدماء، ويقول لي أن شخص ما مسيحي أو يهودي أو سيخي مخبول قد قتله بدون معرفة سابقة ، وجاء في ذهني ابني حسن، إنه أمر في منتهى الصعوبة والقسوة أن تتخيله.
وحتى الآن كلما أشاهد صورة "أبانوب" أحزن، لذلك وضعت صورته في كليب "اصرخ بصوتك" في الشطر التي تقول "حاسب لحلمك يتسرق.. أصرخ بصوتك"
**ما هو توصيفك لحادث نجع حمادي؟
حادث نجع حمادي سياسي وليس طائفي، لأنه لم يأتي من شخص متدين أو متشدد ديني، لكنه من مسجل خطر لأسباب انتخابية أو لإلهاء الشعب أو تصفيات سياسية، فلم يفعلها بسبب الغيرة على الإسلام.
غنيت "مسلم والرَك على النية مش قصة دقن وجلابية"... أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "جالوب" الأمريكي، أن نسبة التدين في مصر بلغت 100 % **ومع ذلك هناك تقرير مغاير يقول أن مصر في المرتبة رقم 123 من 177 دولة في درجة الشفافية ما تفسيرك لهذا التناقض؟
**التدين في مصر تدين شكلي، مستورد من دول الخليج، مصيبتنا هي حالة النزوح التي حدثت بعد موت جمال عبد الناصر إلى دول الخليج، فعاد هؤلاء الناس بفكر وهابي، قد يقول لك البعض إنه يتشبه بالرسول... أقول لهم إن أبا جهل وأبو لهب أيضًا كانا بذقن وجلابية.
هناك حديث شريف يقول "إِنَّ الله لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ" فلماذا لا ينادي أحد بهذا الحديث.
كل إنسان فاشل لم يستطع أن يأخذ وضع مالي أو تعليمي أو ثقافي أو منصب مهم، فيأخذ شكل مختلف لكي يحترمه الناس ويبدأ في التحليل والتحريم.
أي إنسان يلبس عباءة الدين فهو يسترزق بها فكلما طالت الذقن طال النفاق.
**في إحدى أغانيك انتقدت كثرة الفتاوى قائلا "افتي يا مفتي يا صاحب الدار نزرع قتة ولا خيار" ... ما رأيك في فتاوى التكفير؟
**هؤلاء الناس ليس غرضهم الدعوة، فإذا كان غرضهم الدعوة عليهم أن يعلموا الناس ويشاركوا في تقليل نسبة الأمية، لكنهم لا يريدون لأنهم إذا فعلو ذلك لن يستطيعوا الاسترزاق فهم يعتمدون في دعوتهم على الجهلاء، يريدون أن يأتي إليهم البسطاء ليسألوهم من يتزوجون وماذا يأكلون ويشربون.
من الطبيعي لكل من يرغب في الانتشار أن يخاطب مشاعر الجماهير العريضة ليكسبهم إلى صفه ... ولكن الأفكار التي تنادي بها قد تصطدم مع **مشاعر **الأغلبية ...هل نُسببت لك بعض المشاكل؟
**لا يهمنى، فأنا أعمل لوجه الله، أخاف من الله ولا أجامل الناس على حساب ربنا، أؤمن بما أقوله و أبتغي وجه الله وقد أكون خطأ فأعيد حساباتي مرة أخرى، فنحن شعب طيب وبسيط يصدق كل شئ، وأقول لهم لا تصدقوا كل شئ. فابتغِ وجه الله "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضي الناس وكله الله إلى الناس" .
أنا لا أبحث عن الشهرة، أول كليب عملته لم أظهر فيه، رغم أني المنتج، الشهرة رغم أنها جيدة وليست تهمة لكنها ليست هدفي، فهدفي أن تصل كلمتي للجماهير البسيطة لتنير طريقهم وليس فقط المثقفين.
**معظم أغانيك ذات قضية ورسالة وقليلا ما تغني أغاني خاصة بالحب والعشق؟
**مش وقته، لكل مقام مقال، لدي أغاني فرح وحب، لكن ليس وقته الآن، لدي أولويات، عندما تصبح الحياة أكثر راحة، يمكن أن نشجع كرة القدم ونغني للحب والعشق.
إحدى أغانيك السياسية ذكرت الرئيس الأمريكي "أوباما" قلت عنه "أسود في البيت الأبيض... أسود أبيض أصفر أحمر كله صنع في أمريكا...أحمد هو الحج **أحمد..يا وطننا مكلمة شغالة عالفاضى"، هل أصبحنا ظاهرة صوتية؟
**هذه حقيقة، معظم الشعب يتكلم بدون فعل، فأصبحنا "مكلمة" المثقفين يعيدون نفس الكلام.
قال البعض أن "أوباما" من أصول إسلامية لذلك سيتعاطف مع العرب، في أمريكا لا يوجد ما يسمى "بناء على توجيهات السيد الرئيس" فهناك سياسة واضحة لا تتحدد بشخص رئيس الجمهورية، فإذا كان لدينا "نظام" "system" فلن يفرق إذا جئنا بعم عبده البقال ليصبح رئيس جمهورية، يجب أن نعتمد على الإدارة والتخطيط الجيد في رسم سياستنا.
لا يمكنني أن اشكك في وطنية ونزاهة الوزراء الحالين، لكنهم رغم كل ذلك فقد فشلوا في النهاية لذلك أقول لهم إما أن تغيروا من سياستكم أو تستقيلوا وتتركوا المجال لدم جديد يقوم بعملية التغيير.
على الفيس بوك كتبت "الغنوة طلقة بندقيتها اللسان هدفها طبلة جوة أركان الودان يا تصيب وتبني يا تصيب وتهدم حسب النيشان.." هل تعتقد أن الفن أو **الأغاني يمكن أن تعالج الاحتقان الطائفي ؟
**بالطبع، لكن المشكلة أن مثل هذه الأغاني مثل أغنية "نحلم سوا" وهي من كلمات الشاعر أحمد قدري التي قمنا بعملها قبل أحداث الفتنة الطائفية بالإسكندرية، هي أغنية تترقرق لها القلوب وتغمر المشاعر الفياضة، فعندما ترى طفلين أصدقاء مسيحي ومسلم عاشا طفولتهم معًا وكبرا معًا في جو من المحبة والصداقة سيكون رد فعلك ايجابيًا... ومع ذلك هذه الأغنية لم تذاع سواء قبل الأحداث الطائفية أو أثنائها.
النظام يريد أن يخيف المسيحيين بـ"بعبع" الإخوان المسلمين، النظام يمكنه أن يتخلص من الإخوان في أي وقت...لكنه ليس من مصلحته لذلك يستخدم فكرة "فرق تسد" وليس لدى النظام مشكلة في فعل أي شئ ليظل موجودًا على الكرسي...لقد تربيت في لبنان وسط الشيعة والسنة والدروز والأرمن واليهود وسط هذا التنوع والتسامح الديني، ولم تكن المشكلة في رأيي طائفية لكنه سياسية. فحزب الكتائب والوطنيين الأحرار كان به مسيحيين ومسلمين، وأكبر حرب في لبنان كان بين المسيحيين من أنصار عون وأنصار "جعجع" فكانت حرب سياسية وليست طائفية.
في إحدى أغانيك تنشد وتقول "متحطنيش في المفرمة وتقولي عيش"، انتشرت وكثرت الوقفات الاحتجاجية في الفترة الأخيرة سواء للعمال أو الموظفين **أصحاب المطالب الاجتماعية نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية...هل تؤيد وتشارك في هذه الوقفات الاحتجاجية؟
بالطبع، أؤيد الدعوة لهذه الوقفات الاحتجاجية، لكني للأسف لا أشارك، ربما بسبب سني، أو أن ميولي هادئة أكثر، لكني أقوم بدور "التحريض" من خلال** الأغانى، وهناك الشباب أمل المستقبل الذين ينزلون في الوقفات الاحتجاجية للاعتراض.
في أغنية "غير حروف الغنا" قلت "انزل حواري البلد هتلاقي ناس تانين.. عايزين يربو الولد ويسترو البنتين ...غرباء في وطن مختصر" لماذا يشعر بعض **الشباب المصري بالغربة في وطنه؟
**لأنهم لم يجدوا المثل الأعلى في هذا الوطن، لكن شبابنا بخير ولدية انتماء ربما لا يظهر إلا في أوقات الشدة، يمكننا أن ننتقد بعضنا البعض وننتقد حكومة بلادنا، لكن لا نقبل أن يسئ إلينا أي فرد من مكان أخر.
في أغنية "الحلم السجين. الكلمات تقول "يا وطن مستني مين يزرع الشمس في نهارك"، هل تعتقد إن مصر تحتاج إلى مخلص أو بطل مثل الدكتور **البرادعي؟
**لو جاء البطل المخلص ولم يقف معه الشعب فلن يحدث تغيير، لابد أن يخرج التغيير من الشعب، حتى لو نزل " نبي". لذلك في آخر كلمات الأغنية نقول " يالي عايش بين همومك والحظر... اعدل الصورة وركز بالنظر... هتلاقيك أنت الإمام المنتظر وهتلاقيك أنت اللي واقف بانتظارك" فكل واحد فينا هو الإمام المنتظر.
**هل يمكن أن يكون البرادعي هو رمز التغيير؟
**احترم البرادعي جدا وأومن بما ينادي به، لكن أقول أن الشعب هو الأساس فالتغيير يأتي من القاعدة.
التغيير من "الرأس" لن يتغير إلا بــ "بالرأس"، لدينا قاعدة متينة لكنها غير مجمعة.
خلال السنوات الأخيرة، تفاعلت من الشباب من خلال الفيس بوك، وتغيرت نظرتي نحو الشباب للأفضل، في كليب "نحلم سوا" تعاون معي بعض الشباب المسيحي الجميل المثقف، يسمعون مارسيل خليفة ويقرأون لأمل دنقل، ويعرفون صلاح عبد الصبور.
**كان من المزمع أن تقيم حفل بالمنصورة يوم الجمعة الماضي, لكن الحفل تم الغاؤه لماذا؟
**السبب المعلن لإلغاء الحفل هو عدم ترحيب الأمن بأي تجمعات في المنصورة، وأعتقد أن من قام بهذا مجرد رجل أمن صغير يعبر عن عدم إدراكه للأمور لأنه تصرف تافه !!
**لمن يُحب أن يسمع الفنان مأمون المليجي؟
**أحب أن أسمع لمحمد منير - وخاصة قبل أخر 5 ألبومات له- وصوت مدحت صالح، بالإضافة إلى معظم المطربين اللبنانيين مارسيل خليفة الذي أعتبره مثل أعلى، جوليا بطرس، كارول سماحة، مروان خوري، فضل شاكر وصابر الرباعي.
**هل جربت أن تكتب ؟ وهل تستمتع أكثر بالتلحين أم بالغناء؟
**للأسف لم أجرب الكتابة، واستمتع بالتلحين أكثر من الغناء.
**لك أكثر من 4300 صديق على الفيس بوك غير الجروبات التي أنشأها محبيك..ومع ذلك تتواصل مع معظم من يكتبون لك على الفيس بوك .. كيف؟
**وقودي هم الناس، وعندما يصبح الإنسان نجمًا، يصبح بعيدًا عن الناس وينفصل عنهم، أنا أقترب من الناس فهم الوقود لي من يمدوني بالمشاعر والإحساس والأفكار، لأني في النهاية محدود ومشاكلي محدودة فعندما أطلع وأحتك بالآخرين ومشاكلهم أستزيد، فأنا واحد من الناس وأقل منهم.
**هل تحب أن يطلق عليك البعض "مطرب الإنترنت" بسبب شهرتك العريضة على الإنترنت"؟
**لا أحب أن أكون مطرب الإنترنت أو مطرب الفيس بوك، لكني أحب أن أطلق عن نفسي "صوت الأغلبية الصامتة"
**هل تشعر بظلم إعلامي في عدم إتاحة فرص إعلامية لك في التلفزيون الرسمي للدولة؟
**لا أشعر بالظلم، لكني أشعر بغصة في حلقي، أنا حزين من موقف الإعلام، وعادة أقول لاصدقائي الشعراء أن "شغلنا سيخرج شاء من شاء عندما يتغير المناخ ويأتي إعلاميين ...سيد درويش لم يكن أحد يسمعه في زمنه، وخرج في جنازته عدة أفراد لكنه الآن أصبح ذائع الصيت.
أؤمن أن عملي سيظهر في يوم من الأيام "أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
**هل من رسالة يمكنك توجيهها لكل مواطن مصري؟
**لابد من أن نغير من طريقة تعاملنا مع الأشياء، الطبيب في عيادته، والمهندس في موقعه، الموظف في عمله...الخ. لا يجب أن نعلق أخطاءنا كلها على الحكومة، لأن الحكومة جزء منا وليسوا مستوردين من الخارج، سلوكياتنا خاطئة، الفساد موجود في المجتمع ، فكما تكونوا يُوَلّي عليكم وكل شعب يستحق حكامه، لأنهم خرجوا منه.
**ونحن في نهاية حوارنا قلتم في أغنية لكم "أنا حلمي شبهي ولونه من لونى"...بماذا تحلم لمصر؟
**بحلم ببكرة شمس ونهار ..والبسمة طله من كل دار.. بحلم أعيش على أرض خير.. تملا القلوب حب وعمار.. وأشوف بلادي فارده الأيادى.. تبدر غناوي تطرح خضار.. لكل عشاق النهار.
للاستماع و المشاهدة إلى إحدى أغنيات الفنان مأمون المليجي أنقر ( نحلم سوا) |