CET 00:00:00 - 06/05/2010

مساحة رأي

 بقلم : هيام فاروق
التحديات التى تواجه المصريين بصفة عامة ، و المسيحيين بصفة خاصة .. تجعلنا نعلو فوق بعض السُفسطائيات، و نسلك السلوك المسيحى المبنى على الحب و التقدير
 
هالنى ما أسمعه هذه الأيام من كثرة ترديد عبارة ( هذا أرثوذكسى ، و هذا كاثوليكى ، و هذا بروتستانتى ) حيث كنت نادرا ما أسمعها . أما الآن فهى كالغذاء اليومى لكل المتسلقين على حساب الدين
 
إننا كمصريين مسيحيين نتفق على ثوابت كثيرة لاهوتية ، و وطنية ، و أمامنا القضايا العديدة التى يجب أن نوليها إهتمامنا بدلا من التفرغ بعضنا لبعض بهذا التطاحن بين الطوائف ، رغم أن جميعنا يعلم أنه من الصعب بل من رابع المستحيلات أن نحقق الوحدة العقائدية بين الطوائف ، و لكن على الأقل كلنا ننشر رسالة الخلاص و المحبة و السلام
 
و كما أن الكنيسة الأرثوذكسية كانت و لا تزال بركة للعالم كله ، هكذا أيضا الكنيسة الكاثوليكية و البروتستانتية .. فلا يوجد ما يسمى بالمخططات و لا الغزو الطائفى و لا أى شىء من هذا القبيل الذى لا يُنطق إلا فى لغة الحروب .. و ليس أدل على هذا من كلام صاحب الغبطة أبينا و راعينا قداسة البابا شنودة فى حواره مع الإعلامى جابر القرموطى على قناة ( أون تى فى ) أن ( من يقول هذا الكلام هو متوهم و أنه خيال × خيال ) و قد أكد على هذا الكلام حضرة القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية ، الذى يعلن دائما عن حبه الجم لقداسة البابا

و قد لفت نظرى قيام بعض القيادات الكنسية الأرثوذكسية مع إحترامى لهم بإصدار أقوال غير قوية الحُجة مثل قولهم بأن ( الكنيسة البروتستانتية تستخدم التقنيات العلمية و الألعاب ، لإبهار شبابنا ، و تقديم الهدايا لهم ، و الرحلات ، و الدورات التدريبية الرياضية ).. و تعقيبى هو (( و إيه المشكلة ؟؟ )).. فلماذا لم تستخدم كنيستنا كل هذا ؟

هل أموال كنائسنا لا تُغطى هذه المطالب ؟؟؟!!!! _ كـــــلا_ .. هل خدامنا قليلين ؟؟؟!!!_كــــلا_ .. هل هناك شىء من هذه التقنيات و الهدايا و الدورات ، مُنافِ للعقيدة و الطقس؟؟؟!!! _أبدا _ أم ماذا ؟؟
لماذا لم نتطور مع تطورات العصر و متطلبات الشباب ؟ لماذا نوقف معهم لغة الحوار ؟ لماذا لا نشجعهم على التكلم مع الوضع فى الإعتبار إحترام المقدسات و الحياة المقدسة بدلا من تسخينهم ضد إخوتهم البروتستانت و إثارة الرأى العام بكلمات لا محل لها من الإعراب ( غزو-مخطط-مؤامرة...) و نطالبهم بطاعة الوصية بمحبة الأعداء و نحن غير قادرين على محبة ولاد عمنا مثلا مع إنهم إخوتنا و أعضاء جسدنا ؟
فإذا كنا غير قادرين على الإهتمام بأبنائنا و الحفاظ عليهم ، فلماذا نغضب إذا ذهبوا إلى مكان آخر ؟ و على رأى المثل: إذا كنت شبعان فى بيت أبويا ، آكل ليه فى بيت عمى
كنيستنا يا أحبائى كنيسة قوية و لذلك يجب ألا تنصاع إلى هجوم و لا حتى هى فى حاجة إلى دفاع
 
أحبائى .. إن الوجود الكاثوليكى و البروتستانتى فى مصر أصبح أمرا واقعيا سواء قبلنا أم أبينا .. فجميع مؤسساتنا تخدم الوطن ، و هما لا يقلان وطنية ، و إنتماءاُ و حباُ و عطاءاٌ لمصر .. و دخول السما من عدمه ليس حكرا فى يد مذهب بعينه فشعب المسيح من كل الأمم و القبائل و الشعوب
أحبائى .. التنوع بركة كبيرة و لا ينبغى أن يهدد هذا التنوع و الإختلاف روح المحبة بيننا داخل الكنيسة .. فالجميع يشيد بالكنيسة الأرثوذكسية فى روحانيتها .. و الكنيسة الكاثوليكية فى نظامها .. و الكنيسة البروتستانتية فى نشاطها .. فأين الخطأ فى هذا ؟

يجب أن نعلم نحن الأرثوذكس أن مقياس القوة لم يعد فى قوة الترهيب، و التخويف .. بل أصبح فى قوة إحترام العقول و مخاطبتها بالمنطق و الحجة
كما أن جميعنا لم نتبنى المطلقات و لذلك لابد من قبول الآخر أيا كانت عقيدته و دينه و فكره .. و إلا سنصبح عقلية تصادمية لا تعرف معنى ثقافة قبول الآخر مما سيؤدى بنا إلى عواقب وخيمة

أحبائى .. لنترك اللعب بالنار و لنعلم أن هناك أطراف خفية من صالحها أن يبقى هذا التصادم القائم بيننا بهذا التطاحن فى حين أننا فى أمَّس الحاجة إلى الحب و الإلتفاف حول اليد الواحدة التى ترفعنا جميعا بلا تمييز و نرسخ فى أذهان أبناؤنا أنه بالرغم من أن دعوة الله للجميع واحدة ، إلا أن طريقة التعامل معها تختلف من شخص لآخر و إن كان لهم نفس الطائفة
فلنعد إلى الجسد الواحد و نكون أغصان مثمرين فى كرمة واحدة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٦ صوت عدد التعليقات: ٢٠ تعليق