CET 00:00:00 - 14/04/2009

حوارات وتحقيقات

قال أتحدى إن كان يعرف منها إلا شكلها:
-    عزازيل أساءت للمسيحية والعقائد ورجال الدين... وتدعي أن الهرطقة هي الفكر السليم...!
-    سألته: هل من مقاربة بين الأدب والعقائد فأجاب: الأدب يؤلف للحق والخير والجمال.. وهل من الحق والخير والجمال أن يفترى زيدان على العقائد؟؟
-    لو قال زيدان ما قاله عن ابن لادن أو الظواهري لقطعوا رقبته.. ونحن نرد على الفكر بالفكر.
-    مؤلف عزازيل زيّف التاريخ... قلب الحقائق وتطاول على كيرلس عمود الدين.
-    يبدو أن القائمين على الجوائز الأدبية يقدرون الأعمال الفائزة بمقدار الإساءة للأديان..!
أجرى الحوار: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

رواية عزازيل أثارت رواية عزازيل الكثير من نقاط الخلاف بشكل جعل يوسف زيدان مؤلف الرواية محل اتهام من الكثيرين بالإساءة إلى المسيحية والتشكيك في عقيدة رجالها والهجوم على الأرثوذكسية ومحاولة النيل منها، قال الكثيرون أيضاً أن روايته ربحت البوكر لأنها أساءت إلى الأديان ولأن القسم العربى في البوكر فرح بالهجوم على المسيحية مثلما منح القسم الإنجليزي سلمان رشدي نفس الجائزة عن روايته آيات شيطانية... ربما تكون هذه الآراء لامست الحقيقة عند البعض ولكننا فضلنا أن نجري حواراً مع القمص عبد المسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعي وتاريخ العقيدة والنقد الأدبي بالكنيسة الذي ألّف كتاباً في الرد على عزازيل بحسب قوله "الرد على الفكر لا يكون بالمنع والمصادرة وإهدار الدم والقتل.. لكن بمثله وهو قمة السمو الفكري"... آراء كثيرة طرحناها على القمص بسيط فكان هذا الحوار.... فإلى التفاصيل:
*** بداية قل لنا لماذا هاجمت الكنيسة رواية عزازيل؟
الكنيسة لم تهاجم الرواية لكن الرواية هي التي هاجمت الكنيسة وتناولتها بألفاظ وعبارات قاسية وخارجة تكاد تكون سهام موجهة إليها وإلى العقيدة المسيحية، فقد قالت بالحرف الواحد أن كنيسة الإسكندرية هي الكنيسة التي أظلمت العالم.
*** كيف؟
أساءت للكنيسة وللمسيحية وللعقائد ولرجال الكنيسة.
*** هل توضح لنا بتفاصيل أكثر؟
خللينا نمشي واحدة واحدة مع رواية زيدان ونشوف إنه:
هو أساء للعقائد المسيحية وقال أن المسيحية اقتبست عقيدة الثالوث من الثالوث المصري إيزيس وأوزوريس وحورس، ثم عاد ليناقض نفسه وقال أنها أخذت فكرة الثالوث من الفيلسوف المصري أفلوطين، وهذا الكلام غلط لأن سلسلة الإلهة إللي فيها إيزيس ليس بها ثالوث بل تاسوع وأفلوطين ولد في سنة 205م في حين أن عبارة الثالوث موجودة في الكتب المسيحية قبل ميلاده بـ 60 سنة على الأقل، وقال أن المسيحية أخذت فكرة الصليب من رمز الحياة المصري وهذا غير صحيح لأن الصلب والصليب غير رمز الحياة نهائيا، الصلب هو أحد أنواع عقوبة الإعدام، أما روز الحياة فيعطي حياة وأمل. هذا من ناحية هجومه على الديانة المسيحية.
أما من ناحية الهجوم على الأرثوذكسية فإنه قال أن كنيسة الإسكندرية حاربت الآريوسية وحاربت النسطورية وحاربت بولس السموساطي لأنهم هراطقة منحرفين عن العقيدة الصحيحة، في حين أن وجهة نظر زيدان هي أن كنيسة الإسكندرية هي التي تمثل الفكر المنحرف والهراطقة هم أصحاب الفكر السليم، علماً بأن الهراطقة لثلاثة لهم أفكار مختلفة.
*** هل توضح لنا أكثر؟
نسطور يؤمن بأن الثالوث هو الآب والابن والروح القدس وأن الله واحد، آريوس يؤمن بالثالوث على أساس أن الآب خلق الابن والابن خلق الكون والروح القدس، آريوس يؤمن أن الإله الحقيقي خالق الكون هو المسيح لكن هذا الإله الحقيقى خلقه خالق غير مرئي، ولما جاء نسطور حارب فكر آريوس لأن فكر نسطور في الثالوث هو نفس فكر الكنيسة، وبولس فكرة يختلف عن الاثنين.
والسؤال هنا: لماذا يعتبر زيدان الهراطقة هم الصح والكنيسة التي حافظت على الإيمان الرسولي المسلم من رسل المسيح منحرفة؟ هو هنايرتكب خطأين، الأول أنه يسيء إلى الأرثوذكسية التي تمثل حالياً الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستناتية باعتبارهم الأغلبية العظمى من المسيحيين، والثاني هو لا يستطيع أن يميز بين الفكر الحقيقي لكل من الهراطقة والكنيسة الجامعة.
*** ولكن هل من مقاربة بين العقائد والأدب، بمعنى هل تهتز العقائد أمام الأدب وتخرج لتعلن حقيقة إيمانها نتيجة لرواية؟
المسيحية لا تعزها رواية أو ملايين الكتب والمفروض أن الأدب يؤلف للخير والحق والجمال وبالتالي فإن الكاتب الروائي يكتب ليعرّف الناس قيم الحق والخير والجمال، فهل من الخير أن يهاجم زيدان المسيحية وعقيدتها ورجالها.
*** وكيف ترى هجوم زيدان على رجال الكنيسة؟
يوسف زيدان أساء للبابوات والأساقفة والآباء، ووصف الكنيسة ككل بالكنيسة التي أظلمت العالم ووصف البابا كيرلس عمود الدين بالقسوة والكبرياء وقال أن رجال الدين أغلبهم قساة، والإيمان لا يكون بالنسبة لهم إيمانا إلا عندما يناقض العقل والمنطق! وقال عن المسيحيين ككل: أنهم يتكاثرون حولنا كالجراد يملأون البلاد من حولنا كاللعنة، ويصف أحد القساوسة: إنه يلبس ثوباً كنسياً ضيقاً يكاد ينفجر معه بدنه الضخم.. بدن مصارع.. في عبوس وجهه قسوة سياف....
القمس ببسيط أبو الخير  *** وهل هذه الألفاظ ضايقتكم؟
حط نفسك مكاننا... صوّر المسيحيين ككل بالوحوش الكاسرة والقتلة والمجرمون الذين يقتلون باسم ربهم العجيب ووجوههم دائماً مكفهره يقتلون كل من هو غير مسيحى... ولو قال هذا الكلام عن بعض رجال الإسلام فماذا كانوا سيفعلون به؟.
يقول عن البابا كيرلس عمود الدين: عجّلت الآلهة بأيامه السوداء.. لقد جعل المدينة كالخراب منذ تولى أمرها.
*** الناس تطالب بانسحاب المؤسسة الدينية إلى حدودها وأن ترفع يدها عن الأدب، فما رأيك؟
عندما كتب سلمان رشدى روايته آيات شيطانية الغربيين قالوا أنه أدب وهو ده ردي السريع، ولماذا هاج العالم الإسلامي على الرواية طالما أنها أدب.. العالم الإسلامي أهدر دمه ونحن نرد على الفكر بالفكر.. هل كان غيرنا أبطال عندما أهدروا دمه؟
الكنيسة تركت لي الأمر في الرد على الفكر بالفكر باعتباري متخصص في اللاهوت الدفاعي وتاريخ العقيدة والنقد الكتابي، مثلما فعلت مع إنجيل برنابا المزيف وشفرة دافنشي وإنجيل يهوذا والقبر الذي وّجد في أورشليم وزعموا أنه قبر المسيح.
*** لكنها رواية تاريخية؟
 كان على يوسف زيدان أن ينقل التاريخ بأمانة دون أن يزيفه أو يقدم التاريخ كعبرة.
*** وهل زيف يوسف زيدان التاريخ؟
يوسف زيدان لم يتحر الأمانة وعكس الحقائق جعل من المسيحية ديانة اضطهاد وجعل من الآريوسيين الذين اضطهدوا المسيحيين 49 سنة وكأنهم ضحايا بل وجعل المسيحية هي التي اضطهدت الوثنيين واليهود والهراطقة، وهكذا عكس ما حدث في التاريخ تماماً، فقد ذنب البريء وبرأالمذنب.
زيف التاريخ بقوله أن البابا ثاوفيلس هدم معبد السيرابيوم على رؤوس المصلين من الوثنيين وكأنه هدم بيت ريفي مبني بالطوب اللبن ومسقوف بالجريد، وهذا المعبد كان ضخم جداً ومبني بالأحجار، والذي حدث أن الإمبراطور ثؤدوسيوس الأول أمر بتحويل بعض المعابد إلى كنائس لما زاد عدد المسيحيين ولما حاول البابا ثاوفيلس تحويل السيرابيوم أو جزء منه إلى كنيسة قام الوثنيين بقتل آلاف المسيحيين داخل وخارج السرابيوم وما كان من الإمبراطور إلا أن أصدر قرارين الأول يعتبر القتلى المسيحيين شهداء، والقرار الثاني يقضى بعفو شامل عن جميع الوثنيين بشرط أن يخلوا السرابيوم.
*** زيدان قال أنها رقوق تاريخية ومن قال أنها حيلة؟
يوسف زيدان للأسف الشديد كتب رواية وبناها على زعم كاذب يقول أنهوجد مخطوطات سيريانية تركها الراهب هيبا وأنه قام بترجمتها إلى العربية بمساعدة أسقف قبرصي يدعى الأب كازاري ولم يقل في الرواية أنها حيلة أدبية ولكن الأحاديث التليفزيونية والإعلامية أضطرته أن يعلن أنهامجرد حيلة أدبية لأنه لا توجد مخطوطات ولا راهب بهذا بل وأنا متأكد أنه لا يعرف من اللغة السريانية إلا شكلها.
يوسف زيدان *** لكنه قال أنه أخذ 8 سنوات في ترجمتها إلى العربية؟
أنا على استعداد أديله جملة واحدة يترجمها، عارف جورج قرداحي بتاع من سيربح المليون أنا ها أخللي جورج قرداحى يديله المليون بس اتصل بجورج وأقوله اعمل مسابقة ليوسف زيدان بس أنا أختار الجملة.
*** بماذا تفسر حصوله على جائزة البوكر؟
المعنى واضح.. الغرب كرّم سلمان رشدى بسبب روايته آيات شيطانية في المقابل كرم القسم العربى للجائزة رواية زيدان لأنها هاجمت المسيحية، ويبدو أن القائمين على الجائزة معجبين بالذين يسيئون للأديان ولا يرون الأدب أدباً إلا إذا أساء للأديان.
*** ماذا تقصد؟
أحد أعضاء لجنة الجائزة استقال بعد منح الرواية الجائزة لأنه لم يعجبه الكلام. وبالرغم من أنه أعلن أنه لم يسقل لهذا السبب إلا أنه أصر على الأستقالة وفي نفس التوقيت.
*** هناك مطالبات برجوع المؤسسة الكنسية إلى حدودها وعدم المنع والهجوم على الكتب والابداع.. فما رأيك؟؟
لماذا يثورون ضد أصحاب العقائد عندما يدافعون عن عقائدهم والإعلام يتكلم عن الكتب الخارجة التي تسير ضد التيار ونحن نرد على الفكر بالفكر... رجال الدين المسيحيون يردون على الأدب بالأدب، والفكر بالفكر وهل من حق الكاتب أن يتطاول على المسيح ونسكت؟!
هل يقبل المسلم أن يسيء الكاتب إلى نبي المسلمين.
*** الكنيسة خرجت عن القاعدة الذهبية: دعهم يكتبون إنهم يكتبون؟
لأن الفكر ينتقل بسرعة عن طريق الرواية أسرع عشر مرات من الكتاب الديني الأدب والسينما، ورواية شفرة دافنشي مثلاً خدعت الكثيرين في الغرب.
*** وهل الابداع يهز الكنيسة؟
 لأ.. لا الابداع ولا غيره ولكن لو تطاول أحد على الكنيسة لما سكتت عن هذا الكاتب أو المبدع.. الكنيسة لم تهدر دم الكاتب ولم تكفره ولم تحاكمه أو تصادر روايته، إنما ردت على الفكر بالفكر: هل هذه جريمة؟!
هل المعايير لسه ما اتضبطتش عند الناس؟ لو ردينا يقولوا بنحجر على الإبداع.. ولو سكتنا يقولوا دا عجز.
لى كلمة أخيرة: اعبد الحجر لكن لا تلقيني به.
وقمة السمو الفكري أن ترد على الفكر بالفكر... وفي النهاية نرسل رسالة للجميع... ناقشوا الفكر بالفكر واقتدوا بنا!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٧ صوت عدد التعليقات: ٣٠ تعليق