بقلم : ميرفت عياد
بلغنى أيها الملك السعيد .. ذو الرأى الرشيد .. أن الملك (هاموشير) كان جالسًا فى شرفته الملكية .. فى ساعة العصرية .. حيث كان يحتسى كوبًا من الشاى .. ومن خلفه سًمع صوت رقيق يقول يامولاى .. فإذا بها جاريته (كهرمانة)، بخدودها الحمراء كالرمانة .. تقول له: عفوًا يامولاى إنى مُدانة .. لأننى تتطفلت على مجلسك الموقر .. فمن المؤكد أنك - فى شئون المملكة - تفكر ..
فنظر إليها الملك فى إعجاب .. وقال لها: ما أجمل تلك الثياب .. تبدين فيها كنجمة فوق السحاب .. وهنا، على وجه (مرجانة) الإبتسام .. وتمنت معه لحظات من الحب والإنسجام .. وفجأة تذكرت الغلام .. أنه ابن أحد الخدام .. أتى إليه ليكشف المستور .. ويطلعه على حقيقة الأمور، هكذا قال لمسرور ..
ولكننى لا أعرف لماذا خاف مسرور.. عجباً وكيف يخاف .. ذالك السياف ..
وفيما هى مشغولة البال .. قال لها الملك: تبدين فى حيرتك كالأطفال .. أتحتاجين إلى المال .. فإستفاقت كهرمانة من غفوتها .. ولعنت خوفها وحيرتها .. وقالت للملك فى الحال: هنا غلام ابن أحد العمال .. يريد معك الحوار.. فضحك الملك فى استهتار .. وقال فى سخرية :ماذا يريد هذا الأمير؟
فقالت كهرمانة: يامولاى أنه عبد حقير ، ولكنه يطمع فى عطف مولاه .. ويتمنى ان يستمع إلى شكواه ..
فأمر الملك بدخول هذا الغلام .. ابن العشرة الأعوام .. وقال الصبى فى أدب وإحترام .. السلام على ملك البلاد .. ومنصف العباد .. من الشر والفساد .
لقد جئتك يامولاى؛ لكى تنقذ أسرتنا من الإجحاف .. فنحن نعيش دون حد الكفاف .. فأبى عامل أجير .. ولديه أطفال كثير .. وأجره القليل ، جعله يسهر الليل ذليل .. حتى أصبح جسده هزيل .. فلا يسد رمقنا حتى الخبز الجاف .. لذلك جئت إليك طلبًا للإنصاف .. فلم تعد تجدى المظاهرات .. وما يلقاه العمال من ضرب وإهانات .. خاصة بعد أن طلب الباشوات منا القصاص .. وضربنا بالرصاص .. لأن العبيد صوتهم ارتفع .. وكان لازم خدهم يتصفع .. بعدما طلبوا رفع الأجور .. ليواجهوا غول الأسعار المسعور .
وهنا نظر الملك للغلام .. فى ودٍ واحترام .. وأثنى على شجاعته .. وقوة حجته .. ووعده قبل الإنصراف ، بإاقامة العدل والإنصاف ..
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المُباح. |