كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
"قلم رصاص وأزميل ومنشار وألواح خشبية وقطع أرابيسك وبدن فارع الطول منحنِِ، وأنامل خشنة متشققة ووجه طيب" تلك هي أدوات صناعة الوحدة الوطنية البسيطة جدًا التي ابتكرها كراس جرجس، ورصدها "أمير عازر" في مقاله بمجلة "الثقافة الجديدة" عدد مايو 2010.
كراس جرجس -62 عام- كما يراه عازر، ذلك النجار القبطي البسيط الذي قضى عمره في صناعة منابر المساجد لأشقائه المسلمين، هو مواطن مصري على فطرته وربما لم ينل قسطًا من التعليم، حل اللغز الذي تعثر على كثيرين حله، بادر بأدواته البسيطة بتقديم حلول لتلك الإشكالية الصعبة التي استعصى على كثيرين حلها وراحوا يعقدون الحلقات النقاشية في الغرف المغلقة ويديرون المساجلات والمجادلات ربما يجدون الإجابة على السؤال وهو كيف تصنع وحدة وطنية في بلد اغترب فيه مواطنوه؟
"كراس جرجس" يُجيب بأن الحل يكمن في أن يبدأ كل شخص بنفسه، فكيف تطلب من الآخرين أن يخرجوا القذى الذي في أعينهم وأنت لم تخرج بعد الخشبة التي في عينك؟!
صنع "كراس" مئات المنابر لمئات المساجد في الصعيد وهو لا يستطيع أن يحصى عددها، لكنه يتذكر باعتزاز ذلك المنبر الفخم الذي صنعة لمسجد "العارف بالله سيدي عبد الرحيم القناوي" بمدينة قنا، منذ سنوات والذي استغرقت صناعته 20 يومًا.
يرى كراس إن رسالته تخرج من ورشته الصغيرة في "نجع حمادي" تلك الرسالة التي تقول للآثمين الذين انتهكوا قدسية الوحدة الوطنية وراح يعبثون بفصولها المجيدة، كفا عبثًا يا أولاد الأفاعي.. ماذا تستفيدون لو ربحتم العالم كله وخسرتم مصر؟
"كراس" النجار القبطي البسيط الذي أخلص لمصريته فصار قيمةً وفخرًا لكل المصريين. |