CET 00:00:00 - 09/05/2010

مساحة رأي

بقلم : صبرى فوزى جوهره
اعود الى الحديث عن  العمل القبطى الجماعى مرة خرى حيث انه قد اصبح "موضوع الساعة"  فى دوائر النشاط الحقوقى القبطى.  يستحوذ الامرعلى الكثير من الاخذ و الرد بين معارضين قلائل و غالبية مؤيدة و ان كانت غير متفائلة  فى معظم الاحيان بامكان تحقيق مثل هذا المشروع الحيوى. يرجع لقلة الرجال المخلصين الراغبين و القادرين على البناء و البدء من لا شىء  بل ان المتاعب و السلبيات تسبب ما هو اكثر مشقة من ذلك وهوعدم التمرس و الاعتياد على العمل الهادف المنظم و تناسى انتفاخات "الذات" او التطلع الى بريق زعامة مزعومة او اغراء مكاسب مادية مفترضة لن تأتى الا بالتعاون مع اعداء القضية فواقع الامر هو ان العاملين المخلصين فى هذا المجال يبذلون من جهدهم و اموالهم فى سبيل القضبه و لا يتكسبون من ورائها كما يدعى بعض مرضى العقول و النفوس من عملاء السلطة المأجورين فى مصر بل و من بعض من يدعون انهم اقباط!
 
يتطلب العمل الجماعى اولا وجود الزعيم. و للزعامة معاييرها القاسية, منها اعطاء المثل الحى للاصدقاء و الاعداء فى نقاء السيرة و طهارة اليد, و الذكاء و الحكمة و الاخلاص لاهداف الجماعة الذى لا يحيد و الشجاعة الفائقة التى تلهم الضعفاء و تدفعهم الى التضحية و العطاء بصرف النظر عن ندرة الامكانيات  او توافرها,  و التفاؤل الدائم حتى فى احلك الساعات و القدرة على الرؤيا المستقبلية الوهضحة البعيدة, والقابلية على جذب العاملين الاكفاء المخلصين و القدرة على الاحتفاظ  بهم كجماعة تعمل فى توافق مثمر و اكتساب احترامهم و محبتهم و حثهم على الاستمرار فى العمل عندما تفتر العزائم, و تقبل النقد المخلص البناء من الغير و الاستماع الى الرأى المخالف و الرجوع عن الخطأ و التخلى عن كبرياء التشبث بالباطل.  صفات و خصال يكاد من المستحيل تواجدها فى فرد واحد.  فماذا علينا ان نفعل و نحن فى انتظارهذا القائد الملهم؟ علينا ان نعمل بما اعطينا بعد ان ننتقى فردا او افرادا قلائل منا نتوسم فيهم الكثير من هذه الفضائل على ان يكون من ابرزها قدرتهم على التعامل مع نقائص بعضهم البعض  دون تشرذم و انشقاق و انشطار و تبادل الاتهامات. 
 
امر آخر قد تختلف فيه الاراء يتعلق بفتح ابواب القيادة و المشاركة للجميع فى العمل لنصرة القضية القبطية ام استبعاد من تحوم الشكوك حول نواياهم و سلوكهم منذ البدء؟ لا ريب ان اقصاء شخص ما لاسباب تتعلق بالشرف و الامانة هو امر ملزم. اما عن اختلاف الافكار و ربما بعض الوسائل ايضا فهى امور مرغوب فيها  طالما كانت فى اطار الاهداف و المبادىء العامة المتفق عليها مسبقا.  ولكن ماذا عمن ثبت تعامله مع اعداءالقضية؟ هنا يجب الحذر. فعلى المدعى بهذا ان يثبت صحة ادعائه اولا بقدر معقول من الاقناع و الا لوقعنا في ما نأخذه على اعدائنا عندما يتهموننا بالتعامل مع الصهيونية و الاستعمار الى آخر هذا الهراء. اما اذا ثبتت حقيقة وجود علاقة لنقل عنها انها "خاصة" بين شخص و جهات السلطة المشبوهة فى مصر فلا بد من استبعاده. هذا الشخص المفترض ليس فى واقع امره سوى "حصان طروادة",

عهد اليه العمل على تخريب العمل الجماعى القبطى من الداخل بنشر بذور التفرقة بين العاملين. و قد يبدو للبعض ان مثل هذا الشخص يتحدى السلطة فى مصر عند ظهوره المبرمج فى وسائل اعلامها ولكن علامات الانحراف عندئذ يسهل اظهارها: فالهجوم من الداخل هو ما تريده السلطة القائمة فى مصر لاسباب عديدة ليس اقلها التظاهر بان الاقباط يتمتعون بحرية التعبير التامة فكبف لهم الادعاء بالاضطهاد؟ ثم ان فى "الكلام" تنفيس عن الغليان يخفض من احتمالات الانفجار و الاهم, تشتيت الفكر و العمل الذكى الفعال لتحقبق مطالب الاقباط و القضاء على محاولات انهاء وجودهم فى مصر, مثل ذلك كمثل القاء بعض الماء على نار متقدة لاخمادها و لو لحين.  اضف الى ذلك ان ظهور عميل السلطة القبطى بمظهر النشط الداعى للقضية امر حيوى لخداع اقباط الشتات و اختراق صفوفهم العاملين و اعاقة جهودهم وافسادها. فمن المعلوم للجميع ان اقباط الشتات يعملون فى العلن و تحت ناظرى العالم باسره, لا تآمر و لا خيانة للوطن, فما الداعى اذن لزرع العملاء و المخربين بين صفوفهم ان لم بكن الهدف هو افساد جهودهم المشروعة؟

من علامات العمالة للسلطة هو الاصرار على ان "مشاكل الاقباط  يجب ان تحل بالعمل الداخلى" و ليس بتوعية الضمير العالمى بما يعانون. و نحن نعلم جميعنا كم من نداء و رجاء و استعطاف ذهبت هباء بينما تمادى الطناش وتكرر الاهمال و تعاظم العدوان و لم يعد فى استطاعة الاقباط  الاستمرار على هذا المنوال. باختصارو للاعادة: علامات حصان (او قولوا حاجة تانية ان اردتم)  طروادة هى:
1.الادعاءبالعمل للقضية القبطية و التهويش بكلام خلال وسائل اعلام حكومة مصر محققا بذلك اهداف السلطة فى التظاهر "بعمل حاجة" تجاه شكاوى الاقباط. و بذلك يتم خداع بعض الاقباط البسطاء و ربما ايضا الرأى العام العالمى تجاه هذه المأساة.

2.محاولات العميل اختراق كل منظمات اقباط الشتات بهدف تفتيتها من الداخل, فوجوده فيها فى حد ذاته مدعاة للخلاف بين رافضيه من جهة و اعوانه و المخدوعين به و القائلين بفتح كل الابواب للجميع للاشتراك فى العمل من اجل القضية من جهة اخرى.

3.اصرار العميل على "العمل فى الداخل" وليس خارج مصر. ففى الداخل كلام بلا حدود و دوران فى حلقة مفرغة  دون توافر اى قدر من  الارادة او الرغبة فى التصدى لمشاكل الاقباط.  اما نشر القضية فى الخارج فيجلب الفضائح و اصرار المجتمع الدولى المتمدين على التخلى عن العنصرية و الاضطهاد و التعدى الفاضح على حقوق الانسان القبطى هى وسائل الضغط الوحيدة التى يمتلكها الاقباط لحل مشاكلهم. لذلك كان هدف العميل هو احباط نشاط اقباط الشتات, فهذا ما تتطلبه السلطة المصرية منه. و عليه ان يعمل بكل جهد لارضائها حتى يبقى على المزايا المعطاه اليه نظيرذلك. بل اننى اضيف القول بان الدخول فى هذا النمط من النشاط المزدوج المريب  يحتم على العميل الاستمرار فى "الخدمه", حيث ان التوقف او الفشل لا يعنى الاستغناء عنه فقط بل قد يعرض حياته ذاتها للخطراعند اللزوم  اذا ما كان فى ذلك ما قد يمنع "وجع الدماغ" لشركاء الماضى. لعبة خطيرة بقدر دنائتها.  مثل هؤلاء كمثل سمكة القرش التى يتحتم عليها دوام الحركة فى الماء ودفعه الى خياشيمها لاستخلاص الاوكسيجين اللازم للحياة, فان توقفت عن الحركة تختنق و تسقط و تنفق.
4.النظر الى تاريخ العميل فى العمل القبطى  يوضح نمط سلوكى معين وهو عدم الرغبة فى العمل الجماعى و العمل الحثيث المقنع فى سبيل نصرة القضية فى بادىء الامر, ثم  تنعكس الاية و تتهافت و تتتابع محاولات التعلق باى و كل هيئة قبطية فى الشتات بعد انكشاف التحالف مع زبانية السلطة فى مصر! ذلك ان عليه الان الاختراق و بث التفرقة و احباط جهود اقباط لفضح النظام فى العالم. مره واحده يستبدل الانعزال بمحاولات و هرولة  لاحتضان كل من يلقاه لطبع قبلة يهوذا على وجنته.
 
اقول هذا و انا آخر من يرغب فى خلق اى انشقاق بين صفوف الاقباط, داعيكم عن تعميقه.
و ارجو العفو ان كنت على خطأ.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق