بقلم: د. جورج شكري
لطلما بحثت عنك و لم اجدك، سعيت اليك و ام اصلك.فرغم شوقى الشديد الى معرفتك،الا اننى مازلت لا اعرف عنك شىء يذكر(اش13:5).فأشواقى تائهه و لا طريق لها.و قلبى مفتت بينك و بين امور دنياى.فما زلت اريد معك على الارض اشياءً مز(25:73).كثيرا ما بحث عنك عقلى و عديدا ما حدثتك شفتاى اما قلبى كعادته فمبتعدا عنك بعيداً.اريد ان ادركك بعقلى و لا استطيع لن اختبر الحياه معك.فمعرفتى عنك عقليه.و عقلى محدود عاجز ابسط من ان يحتويك او يدركك-ايها الغير المحدود وحدك-.
فتشت عنك فى كل مكان و سعيت اليك كآيل ظمآن(مز1:42).فتشت عنك داخلى فلم اجدك.لانك قدوس تسكن القديسين.فكيف اذن تعيش وسط نجاسات قلبى و افكار عقلى التى ابدعت شرا من قبلى..كلا.. فانت نور و جمال.. و انا ما انا الا ظلا قاتم و قبح دائم.
فبحثت عنك خارجى مجتهداً علّى اجدك.فذهبت اليك فى بيتك و اعتدت زيارتك.و اقتربت اليك و طلبتك بل و تجاسرت وعملت معك..لعلى ادركك و معى آخرين..و حاولت ان اعرف الاخرين على شخصك و اجتهدت لتوصيلهم اليك..و كأنى خادمك.تعبت بحق و سعيت بجد لكى اربح الكثيرين لك.
بيد انه قد فاتنى ان أعرفك جيداً(أش3:1).فان كنت لا اعرفك أأعرفهم اياك؟!و انا لا ادركك أأحدثهم عنك؟؟!!
ورغم يقينى من انك قادر على استخدام ضعفى و جهلى لأجل خلاص الأخرين مثلما استخدمت بيمينك قديماً ضعف يونان و هروبه-حسب ظنه-.فى خلاص البحاره الأمميين.الأ اننى ظللت مقتنعاً انه لايمكن ان يمتلأ احداً منى بينما أنا فرغ منك. و كأنى اعم غيرى ما لا اعلمه لنفسى(رو21:2).
و هكذا شككت فى جدوى عملى معك و شعرت اننى اسعى باطلاً (غلا2:2) لخلاص الأخرين.
أما فيما يخصّ خلاص نفسى ،فكنت واثقاً من حقيقة واحده هى أن عملى معك لم يقربنى بعد اليك فالأيام تمر و خرفك ضال بعيداً عنك.فما زلت تائه و منشغل عنك ..نعم..بل و مشغول عنك بك..أقصد مشغول عنك بخدمتك-ان جازت تلك التعبيرات-.
حتى صرت لا اجد وقتاً للحديث معك..وللاختلاء بك من جرّاء مشغوليتى بالعمل معك.
و مع كل يوم يثقل قلبى بأحمال خطايا جديده لم يكن يعرفها من قبل.فبينما احسب نفسى اعمل معك اذ بى مجتهداً ادين العاملين معى. و اغضب من هذا و اعثر من ذاك.وضعت خدامك نصب عيناى أراقبهم و أتاملهم و احكم على كل فعل يصدر عنهم، و كأنّنى صرت لهم ديّاناً بدلاً منك ناظراً القذى الذى فى عيونهم . متجاهلاً الخشبه التى ملأت عيناى.
و هكذا ثابرت على مراقبة الآ خرين. و تركت نفسى دون رقيب(اكو 13:11). و صار عملى معك يبعدنى عنك بعيداً و لم استطع أن أجدك من خلاله كما ظننت سابقاً. ليس عيباً فى العمل ذاته..حاشا..انما فى ذاتى..التى لم تعد روحياً لهذا العمل المقدس (2كو 5:13). مثلما أعد له موسى و يوحنّا خدامك. كما لم تمتلأ من روحك القدوس(أف18:5). فلو كان لذاتى استعداداً لما رأيت ضعفات الأخرين و أخطائهم و لما عميت عيناى عن خطاياى الكثيره الطّامّه على كتفى كأثقل الاحمال.. و كان وقتئذ لى استحقاق لأتبارك بالعمل معك.
و لأنك أيها القلب المحب الحانى. تعلم أننى جاد فى طلبك لم تترك قلبى كثيراً فى حيرته و لم تدع ضعف ارادتى يقوى على أ، يفصلنى عنك. بل همست فى أذنى بصوتك الحلو قائلاً(أنا الرب الهك معلمك لتنتفع،وأمشيك فى طريق تسلك فيه.ليتك أصغيت لوصاياى فكان كنهر سلامك) (أش48-18:17). ابنى الحبيب لماذا تبحث عنى خارجك؟؟ أنا فى داخلك..أسكن فى قلبك و أقرب اليك منك..لكنى فيك حزيناً..انهض و تب و لا تعد بعد تحزن روحى الذى فيك(اف30:4). بل كن قدوه للاعمال الحسنه مقدماً فى التعليم نقاوهووقارا و اخلاص (تيط 7:2).. قم الأن ولا تقسى قلبك(عبر 8:3) .اطلبنى فلا يعوزك شيئأً من الخير(مز 9:34).قدس نفسك فتلك اراداتى(اتس3:4).
الهى الرقيق..أشكرك من أجل اهتمامك بى و ارشادك لى ،و اعدك أن أعود اليك بدموعى تائبا واثقاً من انك ستذكر أنى عمل يديك و ستقبلنى مثلما قبلت اليك السامريه. و ستقبل دموعى مثلما لم ترفض دموع المرأه الخاطئه. اهدى نفسى التائهه فى وادى العصيان .ها قد دعيتك فكن لى قريب (مز18:145). و ليكن قلبى لك مسكناً و عقلى فيك متأملاً. فأذوق حلاوتك و عذوبة حبك..اشبعنى بشبهك(مز 15:17). لأجد خيراً و رحمه يتبعاننى كل ايام حياتى(مز 16:23) . دعنى اذوقك أولاً لأمضى فرحاً داعياً الجميع
(ذوقوا و انظروا ما أطيب الرب )(مز8:34)
انه الأبرع جمالاً من كل بنى البشر(مز2:45)
دعوا عقولكم و خيالاتكم تبحر بلا حدود فى عظمة شخصه... |