بقلم: نصر القوصى
اليوم أسرد تجربتى الأنسانية داخل ديرالقديسين الكائن بمدينة الطود التى تبعد عن مدينة الأقصر مسافة ال15 كيلو متر مربع وحينما أتحدث عن دير القديسين سوف أخص حديثى عن القمص صرابامون الشايب رئيس الدير والذى سمعت عنه كثيرا قبل أن ألتقى به فحدثنى عنه عمى الذى كان يستأجر شقة بعمارة سكنية كان يمتلكها والد القمص صرابامون الشايب فحكى لى عمى جزء من شخصية القمص صرابامون الشايب ، وعن صديقه الحميم جدا الدكتورألهامى فرح شقيق القمص صرابامون ذلك الطبيب البيطرى الذى ترك مهنته الأساسية وهاجرالى كندا ليعمل هناك فى مجال الأتصالات .
ثم تعرفت أكثرعلى القمص صرابامون الشايب من خلال مكالماتى الهاتفية المتكررة مع الزميلة هالة المصرى وفى نهاية كل مكالمة كانت تطلب منى مقابلته
وفى الوقت نفسه طلب منى أصدقاء آخريين عدم مقابلته لأنه شخص صعب جدا وليست لديه أى مرونه
بين هذا الرأى وذاك سارت الأمور بى وأخذنى عملى ونسيت الأمر تماما الى أن ألتقيت فى أحد الأيام وبالمصادفة بشخص يتواجد مع عمى لم أراه معه من قبل فقال لى بأنه الدكتور ألهامى فتبادلت معه أطراف الحديث و طلب منى فى نهاية الحوار بيننا بضرورة الذهاب لمقابلة القمص صرابامون فوعدته بذلك
وبعدها بأسابيع جاء الدكتور صابر نايل فى زيارة الى الأقصر وهو أقصرى يقيم بالقاهرة تربطنى به علاقة قوية فطلب منى أن أتصل له بالقمص صرابامون فأتصلت به وقلت له أننى نصر القوصى فطلب منى أن أغلق الموبايل وأتصل هو بى وتحدثنا سويا فى أشياء كثيرة وأنتهت المكالمة على أمل لقاء قريب يجمعنا الى أن حدثت مشكلة قيام بعض الأهالى المحيطين بالدير بالقاء الحجارة على الأتوبيسات القادمة لزيارة الدير والتى أصدر على أساسها قرارا بأغلاق أبواب الدير فأتصلت به بصفتى الصحفية لأعرف منه الحقيقة فسرد لى ما حدث ويحدث لضيوف الدير موضحا بأن قرار أغلاقه للدير خشية من تآثير ذلك على السياحة وعلى سمعة المدينة بسبب هذه الأفعال فجزء كبير من زوار الدير من السائحين فكتبت ما قاله بالحرف وبعد هذا الحادث بأيام أنتشرت شائعة بين أبناء الأقصر تؤكد أن قرارا كنسيا سوف يصدر ضد القمص صرابامون بسبب هذا التصرف
فأتصلت به على الفور لأعرف الحقيقة منه فأخبرنى أن هذا الكلام لا اساس له من الصحة وبأن ما فعله بدافع وطنى وقمت بنشر ذلك ومن بعدها كثرت الأتصالات التى نتناقش فيها حول العديد من القضايا الوطنية الى أن أتصل بى صديق عزيز جدا لى وطلب منى مصاحبته فى زيارة الى دير القديسين فأخبرته بأننى مريض حيث كانت عينى متورمه بسبب التهاب بها فكيف يكون أول لقاء بينى وبين القمص صرابامون الشايب وأنا على هذه الهيئة فقال لى وأيه المشكلة وأصر على ذلك فأخبرته بموافقتى وبمجرد
دخولنا للدير وجدنا القمص صرابامون فى أنتظارنا فأخذنى بالحضن و جلسنا فى أستراحته بداخل الدير تحدثنا فى كل شيىء تجاذبنا الحواربالشد والجذب ثم قام بأحضار مجموعه كبيرة من الأوراق تحتوى على ما يكتبه هو وغيره على المواقع وأخذنا نتناقش فى كل هذه الأوراق ثم طلب منى الذهاب معه الى البوفيه الخاص بأستراحته من أجل أن يقوم وبنفسه باعداد الشاى لنا وأثناء وجودنا بالبوفيه شرح لى عن علاقته بالأهالى المحيطين بالدير وكيف كانت هذه العلاقة سيئة بعض الشىء فى بداية توليه مسئولية الدير ثم تحسنت تماما بعدما تعرف الأهالى جيدا علي شخصيته
ثم تناقشنا بما يحدث داخل مدينة الأقصر من آزالات وقد لحظت أهتمامه الشديد بهذا الأمر ورغبته القوية فى مساعدة الأهالى البسطاء بآى شيىء مؤكدا بأن الناس غلابة وما يحدث فيهم غير أنسانى بالمره
ثم خرجنا من الأستراحة ليأخذنا فى جولة داخل الدير بالرغم من عدم قدرته على المشى بسبب معاناته من آلام الظهر وأثناء تجولنا بداخل الدير شرح لى عن فكرة مشروع خيرى يأمل فى تنفيذه وهو عبارة عن جمعية خيرية يتجمع بداخلها كل المستنرين من أبناء المحافظة من أجل أعمال الخير ثم دخل بنا الى حجرة مليئة بألعاب الأطفال الذين يحضرون الى الدير وبمجرد خروجنا من الحجرة جلسنا على أرجوحة من الأراجيح الموجودة بداخل الديرودار بينى وبينه حديثا جانبيا عن صديقه الدكتور صابر نايل وعن ذكرياته معه وطلب منى أن أصطحبه لزيارته فى الدير لو جاء مدينة الأقصر فى أى وقت .
وبعدما شعر القمص صرابامون ببعض الراحة أكملنا تجولنا بالدير المليء بالخضره التى أكد لى حبه الشديد لها وسعيه الدائم الى زيادة مساحتها بداخل الدير لأنها تريح أعصابه وأعصاب كل زوار الدير ثم وقفنا أمام دورة مياه متهالكة وأخبرنى بأنه يريد تجديدها ولكنه لا يستطيع عمل ذلك إلا بتصريح من الجهة الأمنية فهل هذا يعقل ثم وقفنا أمام ساقية قديمة جدا محاطة بالأخشاب وبعد ألتقاط بعض الصور لها أنتهى اللقاء فطلب منا تكرار هذه الزيارة فوعدته بذلك ولكن ظروف الحياة حالت دون ذلك حتى هذه اللحظة
والى تجربة جديدة قادمة.
لقراءة الجزء الأول انقر هنا
لقراءة الجزء الثاني انقر هنا
لقراءة الجزء الثالث انقر هنا |