بقلم : عزت عزيز
عندما كنت بالخدمة العسكرية منذ ربع قرن تقريباً حرصت أن لا أتحدث مع أي زميل فـــــــــي الأمور الدينية، وهذا لم يأت بناء علي التنبيهات الشكلية التي أُمليت علينا ، ولكن لأقتناعــــي الشديد أن مجادلاتي مع أي زميل أو رئيس سوف تكون نهايتها خسارة علاقتنا التي يــجب ان تكون كلها محبة وسلام.
ولكنى كنت أجد الكثير من الأسئلة التي تحاصرني من زملاء كُثر، ولما كنت مطلعاً وواثقا كنت أبدأ بمحاولة ان لا نتحدث في مثل هذه الأمور، لكن لكثرة إلحاح هؤلاء كنت لا أجد بُداً من الأجابة، وعندها يشتعل الموقف لأن الرد أو الأجابة ليست على هوى السائلين وعندها كنت لا أتوان عن تكملة أجابتي مهما كانت الأمور.
تذكرت هذا أكثر من مرة، ولكل مرة موقف يجعل ذاكرتى ترجع للوراء كل هذه السنوات.
أولها أتصال من السعودية بأحد الأباء الكهنة كنت أجلس معه في وقتها، وسمعت جنابـــــــــه يتحدث في أمور لاهوتية وعقائدية ، وبصورة متعمقة وطال الشرح والأخذ والرد والحمــــــاس والهدوء حتي أستغرق الحديث أربعون دقيقة كنت قد مللت كثيراً لطولها وعندما سألت جنابه.. من المتحدث ؟ قال الأخ عبد الرحمن من السعوديه!! وعايز ايه حضـــــرته.. ده سؤالي ؟ فقال بيسأل أسئلة عايز أجاباتها ..
وعندها قلت له يا أبي معقول كده؟ أربعون دقيقة نضيعها في مجادلات أعتبرها عقيمة، وغير مجدية، مهما حاول العديد من القراء أن يعارضونني في رأيي هذا ، إلا أنني متمسك بهذا الرأي.
ففى هذه الحالة يتحدث الكاهن مع شخص لا يعرفة ولا يثق فيه بالإضافة إلى أنــــــــــــــه (من السعودية) فكيف عرف رقم هذا الأب الكاهن الذى في أعماق الصعيد حتي ولو كان هذا لـــيس صعبا مع أنتشار بعض المواقع التي تضع أرقام هواتف الأباء الكهنة علي مستوي الــــــكرازة المرقسية!!؟؟
وتركت الأب الكاهن وعدت لبلدتي، وجاء يوم الأحد لألتقي بأحد الأباء الذين تربطني بهـــــــــم علاقة قوية وأخبرني أن هناك رجل يدعي "عبد الرحمن" أتصل به وأيقظة من النوم اللــــــيلة الماضية ليسأله بعض الأسئلة العقائدية اللاهوتية وطال الحديث معه لأكثر من نصف ســاعة!! فسألته هل تعرف الأخ "عبد الرحمن هذا"؟ فرد بالنفي ..فقلت له لماذا تتجاوب معه إذاً فــــرد علي بالآية الشهيرة"كونوا مستعدين كل حين لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم"..
فقلت لهذا الأب الكاهن أنا أعلم هذا، ولكن عندما تكون عشرات الملايين من مواقع الأنترنت تضع أمامنا هذا الكم الهائل من المعلومات دون عناء فهذا قد يغنينا عن هذه الـــــــــــــسئة او الحوارات التي غالبا ما تنتهي نهاية غير مُرضية لطرفي الحديث ..
وما دفعنى أيضا ً لكتابة كلماتي هذه هو الأب الكاهن الذي أتصل به أحد الأشخاص وطلب منه اللقاء عبر أحد البرامج الحوارية الصوتية علي الإنترنت حتي يتلقي أسئلة من المتواجــــــدين بغرفة الشات هذه، وبالفعل وافق الأب الكاهن ودخل علي غرفة الشات وَوُجِهَت له العديد مــن الأسئلة والسباب والشتائم المتنوعة اللهجات حتي أضطر ان يخرج بعد سماعه هذا الكم مــــن البذاءات!!؟
وعندما أخبرني هذا الكاهن عما حدث قلت له: سامحني يا أبي، لقد أخطات بدخولك لــــهذه الغرف وبحديثك لهم، فهناك ملايين الملايين من المواقع تتيح لكل سائل أو محتاج كل مــــا يتمناه وما لا يتمناه في غمضة عين ..
وتكرر هذا الحدث مع العديد من الأباء الذين أعرفهم،
واليوم وأثناء ابحاري علي الأنترنت سمعت حواراً صوتيا بين مجموعة شباب وأحد الكهنة يحتوى على سباب وشتائم علي شخصه وعلي العقيدة التي يمثلها وذلك بعد أن بدا الحديث بكل هدوء وأحترام وجدت الحديث ينقلب بعد ذلك إلي أحط الألفاظ وأحقرها وعندها تآلمت علي ما سمعه هذا الأب الكاهن بعد أن أخطأ في حديثة لمجموعة من معتوهي العقل والفكر.
وعليه هل يفيق آبائى الكهنة الذين قد تأخذهم روح الشجاعة والقوة والغيرة، إلي أن يتحدثوا لأي شخص دون تفكير لما يُحاك ضدهم؟
أنا أعلم أن حديثي هذا قد لا ياتي علي حسب ما يعتقد الكثيرين،ولكنني آؤمن انها حـــــوارات عقيمة وغير مجدية، وبالأخص بعد إنتشار مصادر المعرفة وتنوعها والتى اصبحت متاحة في أيدي الجميع .
فالتاريخ يحكى لنا قصص الكثير من الأباء الكهنة الذين تم اصطيادهم أمنياً بهذه الطـــــرق، بعد تسجيل العديد من المكالمات التي أجريت معهم .. أنا لا أطلب الصمت أو عدم الدفاع عـن العقيدة او الخوف او ما شابه ذلك ، ولكن أطلب الحرص والحكمة في الحديث بجانب أنه يجب ان أعلم بشخصية من اتحدث معه حتي استخدم اللغة التي يفهمها وحتي أحمي نفسي مما يحاك لي
كثيرة هي الفخاخ المنصوبة لنا ولكن يقظتنا وفطنتنا تجعلنا نضع كل من يحيكها ويدبرها لنا تحت أقدامنا فهل من مُجيب ؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|