CET 22:54:29 - 09/05/2010

المصري افندي

بقلم : ماريا ألفى
تمنيت كثيرًا أن أعيش في الماضي ، زمن الثمانينات وأيام الأبيض والأسود في أيام الخير والبركة- على حد قول أجدادي .
فأعتبر نفسي حاليًا مظلومًا لأني أعيش في هذا الزمن الذي يسيطر عليه الفساد والرشوة والوسطى، ومناخ ملئ بالتعصب والكراهية.
فـ "زمان" ..كان الناس يعيشون عيشة ميسورة الحال، وكان الجميع مهما وصل مستواهم  إلى أدنى  مستوى  من المعيشة يستطيعون الحصول على الطعام والشراب ..
 وأتذكر أنه  في الماضي عندما ارتفع سعر اللحمة ووصل لـ "ستين قرشًا" أثار هذا غضب الشعب لكونه وصل إلى هذا السعر الكبير.

ولكن الآن وصل سعر كيلو اللحمة لـ "سبعين جنيهًا" في الوقت الذي يكون فيه راتب موظف (300 ) جنية!! أليس نحن مظلومون في هذا الزمن.

وزمان أيضًا..كانت تعم المحبة بين جميع طوائف الشعب، وكان شعب مصر بإختلاف دياناته يعيش في حب وود متبادل بعضهم مع بعض.

إننى أحزن كثيرًا  لوضعنا الحالي عندما أستمع من والدتي أو جدتي أو جارتي المسلمة عن أيام زمان، عندما كانوا يلعبون ويقضون أوقاتهم في بيوت أصحابهم وزملاؤهم المختلفين عنهم في الدين فقد كان الجميع يعيشون في حب متبادل ولم يكن هناك مكان للتعصب أو للمناخ الطائفي الذي نعيشه اليوم.


ولكن الآن تنتشر الأحداث الطائفية ونسمع كل يوم عن حريق كنيسة أو خطف قاصر أو قتل أو هدم وما إلى ذلك .. بل أصبح العنف والكراهية تجاه الآخر متأصل داخل معظم  المصريين..أليس نحن مقهورون في هذا الزمن؟

و زمان أيضًا كنت أسمع من خلال الأفلام العربية أنه عندما كان يريد شخصًا مكافئة غيره  لكونه صنع عملاً جيدًا كان يمنحه "خمسة آلاف جنيه" ليبدأ بها حياته!! ، ولكن الآن .. يمتلك الشباب "مئات الآلاف " من الجنيهات ولا يستطيعوا أن يبدأوا حياتهم نظرًا لإرتفاع  الأسعار يومًا بعد يوم.

وزمان كان الشعب المصري بكافة طوائفة يلتف  لسماع خطب الرؤساء حيث كانت خطب الرؤساء فى ذلك الوقت تمثل شيئًا هامًا بالنسبة لهم ، ولكن الآن لا يبالي أحد  بهم لأن الشعب المصري يعلم جيدًا أن ما سيقال لن يًنفذ منه شئ بل أن كلام المسئولين لم يعد له مصداقية من قبل الشعب، فعندما يطل علينا مسئولون ويقولون أن مصر حققت معدلات نمو أكثر من ثلاث دول منها الصين..أليس هذا كلامًا لا يًصدق ويعتبر استخفاف بعقل المصري.

وزمان كان زمن الفن الجميل، زمن "أم كلثوم" و"عبد الحليم" و"عبد الوهاب" فكان للكلمات معنى ووزن، وكان للأغنية المصرية مكانتها، ولكن الآن انتشرت الكليبات لفنانات لا يفعلن أكثر من تقديم أجسادهن كوسيلة لتحقيق أكبر قدر من المبيعات.

وختاماً..أطرح عليكم سؤالاً ألسنا جيلاً كئيبًا تعيساً كتب عليه القدر أن يعيش في زمن بهذا الشكل؟!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق