بقلم :محمود الزهيري
رجل بسبع أفواه
ولسان واحد
يمشي في طريق مملوء بالأشواك
ملغم بالخطايا بنشاط
اليوم فقط قامت قيامته بطيئة متلكئة تتسكع علي جدار العجزي
وأعلن هو موته للجميع
ركب أبناؤه قطار بلا سائق , هو الآخر بطيء متلكع مهزوم
وترك هو ساقاه للسكون هاربة
صرخ أثناء موته
لم تكن لصرخته صدي
أولادي
لم أسد جوعكم العاري
لم أقدر أن أتلعثم وأنا أرفض حتي إعلان الموت
هذه المرة
اليوم أعلن موتكم بقطار سائقه متهور ميت
هو الآخر
علي رصيف الخبز المر
حيث كان يمشي منكسرا بلا أقدام
منكساً سلة خضار نبتت علي جرف مجري
حيث نفايات الإنسان
وأرض لم يعرفها
وبقايا روح كانت تتجرع الحرب
كل صباح تتقيأ حرباً
وفي المساء
لاتجد مايسد رمق شطرة خبز من أجل الحرب
مشي طويلاً وهو ميت
بلا كفن
سار تجاه أرض الحزن وزرعها ورودا
يوم أن أينعت
ذهب بها ووضعها علي جدار مقبرة متكئ عليها الفقر
ياأيها الشيطان
لماذا أصبحت ملاذ الفقراء
وبيت رحيب يرتاده المأزومين
وجذع نخلة علي بئر سراب للعاشقين
يا أيها الشيطان , لما أنت تبدو بهياً جميلاً في إشراقتك الشيطانية اللاملعونة للملعونين
لماذا قدست بيعتك لهم , وهممت بتوثيق البيعة في خزائن سطوتك
كيف لك أن تندس بوجهك بين ضلوع لايحميها من بردك إلا الجلد العاري
عروش أكفان الفقراء ذليلة
تحتمي بك
تناجيك
حتي الرجل صاحب الأفواه السبعة
وذو اللسان الواحد
حين استجار بك لم تطعم له فم من أفواهه السبعة
ولم يقدر أن يشكرك ولو بنصف لسان
ألبست أبناء الرجل أكفاناً من حديد مضمخة برائحة الدم ورائحة دخان لحوم الموتي
تتصاعد من بين حطام قطار سائقه قبل الموت , كان علي الدوام مهزوم في كل معاركه
تسير خطاك متجبهة للفافات الأفكار
الحشيش وأوراق البانجو لفت بأوراق أفكار جاهزة
إيديولوجيا التدخين بعمق الحشيش
تتطاير
تعبأ عقول مهزومة في صراع الخبز
نارجيلة يحتضنها شيخ عجوز بلباس هيئته
ينفث دخان حشيشته
يتجاذب علي رائحته المطرودين من الدنيا
يتلو تراتيل , تعاويذ , يهمهم بهموم المهموين
تتطاير عقولهم شظايا
تتفجر بصداع المجهول الحاضر مجلس شيخ الحشاشين
يتعرف علي مجلسه ذو الأفواه السبعة
الجوعي
يتقرب من مجلسه يتنسم دخان لفافات المفاهيم
إياك أن تنطق بحديث البغي
حديث سياسة
أقوال دياثة
إياك ياملعون
ذو الأفواه السبعة
أنفجرت قريحته
ونطق بحديث البغي
وأعلن موته في مجلس شيخ الحشاشين
قبل أن تتطاير أدخنة حشيش المفاهيم
لتعلن قتله
أعلن ذو الأفواه السبعة وفاته قتلا ً
وأعلن موته ليفصل عقله عن جسده
ولكن هذي المرة
بسكين
mahmoudelzohery@yahoo.com |