CET 00:00:00 - 11/05/2010

مساحة رأي

بقلم : حليم أسكندر
رداً علي سؤال وجهته جريدة اليوم السابع للكاتب الدكتور محمد سليم العوا – حول حول موقفه من قضايا الحسبة وازدراء الأديان ،  قال الدكتور محمد سليم العوا رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين:
 "يوسف زيدان أكثر الناس براءة فى الدنيا من ازدراء كل شئ فإذا رأى "صرصار ميت" فى مكتبة الإسكندرية، هيوطى عليه ويرميه" فكيف يزدرى المسيحية؟

اولاً:- طبعاً – يوسف زيدان – قمة البراءه ولايقصد ابداً اهانة او تجريح او ازدراء المسيحيه !!! كلام مرسل لايقوم علي اي سند او دليل علمي او علي بحث وتحري واعمال العقل ! لا أعرف كيف يصدر من شخص يحمل درجة الدكتوراه !! ولكن بما ان الاثنين يسيران علي نفس المنهج والدرب ، فلما لايدافع كل منهما عن الاخر؟ ولا استبعد ان يكون الدكتور الفاضل لم يقرأ اصلاً رواية – عزازيل – للسيد يوسف زيدان والتي تحتوي علي ازدراء واضح وصريح للمسيحيه !! وانا لست ضد حرية الرأي والفكر والتعبير أو الابداع الادبي – ولكن شريطة الا يمس العمل الابداعي  العقيده والاينطوي علي اساءه  للاخر – اياً كان هذا الاخر – فيكفي ان يكون انساناً مخلوق علي صورة الله ومثاله .

ونظراً لوحدة الهدف والغرض – نجد ان الدكتور العوا – والذي هاجم ومازال يهاجم الكنيسه والمسيحيه – قد انبري للدفاع عن يوسف زيدان ومحاولة تصويره علي انه قديس وزاهد ( وقلبه قلب خصايه ) اذ يقول :-
 "زيدان" ينظر إلى الطعام والشراب ومتع الدنيا على إنها أشياء زائلة، ولقد مر فى حياته بمحن هائلة أعرفها كلها ولم تؤثر هذه المحن فى علاقته بالذين امتحنوه، وهو متهم من قبل المسلمين قبل المسيحيين بشأن الكتب التى يحققها، وشأن يوسف فى هذا شأن كل الذين يفكرون باستقلال و حرية وهم غالبا أمام أمرين"إما أن تصيبهم التهم الباطلة من قبل الناس دون دعاوى قضائية، و إما أن يعبرون عن أنفسهم تعبيرا يفلتهم من التهم القضائية وإما أن يتحدثون بعفوية وتلقائية فى الحديث والكتابة كما هو يوسف زيدان "فييجى واحد يصطاد عشر كلمات" ويدعى إنه ازدراء أديان، فيوسف مسكين مثل كل المساكين المبدعين فى بلادنا الذين يشغلون عن إبداعهم بالقضايا والمحاكم.

ثانياً :- عندما سأله احد الحاضرين عن عن رأيه فى الأحداث الطائفية المتكررة و ما يحدث بين المسلمين والأقباط قال "ما يحدث فى مصر ليس فتنا طائفية إنما هو عدوان من أحد الفريقين المسلمين والمسيحيين على الآخر، ثم يقابلها ردا من الآخر فنظن إنها فتن طائفية.

وهو هنا لم يدع الفرصه تمر دون ان يظهر ما بداخله تجاه المسيحيه والكنيسه ، فهو ينكر وجود فتنه طائفيه – رغم اعتراف القياده السياسيه علي اعلي مستوي متمثله في السيد الرئيس حسني مبارك ، اذ قد اعلن ذلك يوم الاحتفال بعيد الشرطه وحذر من تكرار مثل تلك الاحداث مشيراً الي احداث نجع حمادي التي راح ضحيتها ستة شهداء اقباط بالاضافه الي الجندي المسلم عشية عيد الميلاد المجيد 6 يناير 2010، ورغم ذلك ينكر الدكتور العوا وجود فتنه من الاساس !! ليس ذلك فحسب بل نراه يسوي مابين الجاني والمجني عليه ! بين الظالم والمظلوم !! اذ يقول :-
ما يحدث فى مصر ليس فتنا طائفية إنما هو عدوان من أحد الفريقين المسلمين والمسيحيين على الآخر، ثم يقابلها ردا من الآخر فنظن إنها فتن طائفية.

فهل يتكرم سيادته باخبارنا متي بداً الاعتداء من الفريق المسيحي ضد الفريق المسلم كما يدعي ؟ بل ارجو ان يخبرنا متي جدث رد فعل عنيف من الفريق المسيحي ضد الفريق المسلم ؟ ولناًخذ احداث نجع حمادي كمثال ، ماذا كان رد فعل الاقباط عقب استشهاد 6 واصابة العشرات؟ ليسمح لي ان ارد انا : لقد كان رد الفعل هو الاتجاء الي الله وشكره علي كل حال ومن اجل كل حال وفي كل حال ، بل نري من صرح من اهالي الشهداء بالقول ( ربنا يسامحهم ) يقصدون القتله !! فأين العنف ورد الفعل يا سيادة الدكتور ؟ ايوجد تسامح اكثر من ذلك؟ واين نغمة النسيج الواحد بينما انت تقسم مصر الي فريقين ؟ الفريق المسلم والفريق المسيحي ؟ لماذا لايكون فريق واحد وهو الفريق المصري ؟

ثالثاً: - يري السيد الدكتور العوا - أن الكنيسه هي سبب الفتنه !! اذ يري سيادته ان :-
واستكمل "فى رأيى فإن الواقعة التى مازالت تترك آثرها فى نفوس المسلمين والأقباط هى واقعة "وفاء قسطنطين ومارى عبد الله" التى انهزمت فيها الدولة أمام الكنيسة للمرة الأولى فى تاريخها من عهد الفراعنة.

وقال"وفاء قسطنطين ومارى عبد الله أسلمتا فقامت الدنيا ولم تقعد وحققت معها النيابة ومارى عبد الله سلمتها مؤسسة إسلامية إلى الكنيسة، وذهبت هاتان السيدتان إلى حيث لا يعرف أحد. وأكد "العوا" أن قسطنطين وعبد الله سجينتان لدى الكنيسة، وقال "سيظل المسلمون فى هذا البلد يشعرون بغصة لأنهم لم يستطيعوا أن يحموا امرأتين أسلمتا، وعبر عن ذلك قائلا "القصة دى كل ما واحد مسيحى بيقول لمسلم "بخ"، المسلم يتذكر وفاء قسطنطين ويقول "هيعملوا فيا زى ما عملوا فى وفاء قسطنطين"، وإذا قال مسلم لمسيحى "بخ" يهرب المسيحى ويقول "ده عايز يبشرنى بالإسلام زى وفاء قسطنطين".

والسؤال الان للدكتور العوا ، ما رأيك في احداث الخانكه والزاويه الحمراء هل كانتا بسبب وفاء قسطنطين وماري عبد الله ؟ اخشي ان ياًتي يوم ونسمع من يقول ان مقتل المصري في لبنان والتمثيل بجثته كان بسبب وفاء قسطنطين وماري عبد الله !!! الجدير بالذكر ان السيده وفاء قسطنطين كانت قد صرحت امام النيابه انها ولدت مسيحيه وستموت مسيحيه ولم يحدث يوما ما ان اجبرت الكنيسه شخصاً ان يستمر مسيحياً رغم ارداته – ولن يحدث .

رابعا: - يحاول الدكتور العوا ان يحرض الجميع ضد الكنيسه والتي صورها علي انها سجان ، وانها اقوي من الدوله !! اذ يقول :-
"فهذه الفتن فتن سياسية وسببها ضعف الدولة فى مواجهة الكنيسة، وطغيان الكنيسة وجبروتها فى مواجهة الدولة حتى إنها أسرت سيدتين ووضعتهما فى سجن لا يعرفه أحد ومن حقى كمواطن مصرى أن أعرف لأنى مهدد بنفس المصير، فالكنيسة بذلك صنعت سجنا داخل الدولة وتحدت سلطة الدولة، وستكتب تلك الواقعة فى التاريخ وسنظل نذكرها ولو مر ألف عام.

تحريض واضح وصريح ومفردات صادمه تشف عما ما بداخل هذا الرجل من تسامح وبراءه وقبول للأخر كصديقه  القديس الزاهد يوسف زيدان !! طغيان الكنيسه وجبروتها امام الدوله ؟ ياراجل قول كلام غير ده !!! اين جبروت الكنيسه والتي يتم الاعتداء عليها وعلي املاكها ؟ اين جبروت الكنيسه التي يقتل ابنائها يوم عيدهم؟ اين جبروت الكنيسه التي يعتدي علي اديرتها ورهبانها؟ اين جبروت الكنيسه التي تحتاج لقرار جمهوري حتي يتم تركيب بلاطتين ؟

خامسا: - تكلم الدكتور العوا – عن حرية العقيده والتي يري انها تساعد علي اخماد الفتنه  وهذا شئ جميل اذ يقول :-
و"أضاف" من يرغب فى إخماد تلك الفتن فليخرج "مارى قسطنين ووفاء عبد الله" إلى الشارع ويتركهما يختارا دينهما، فإذا اختارا المسيحية نقول لهما "الإسلام مش هيزيد بيكوا" وإذا اختارا الإسلام نقول لهما "المسيحية مش هتنقص من غيركم"، فأنا أرجع جميع أسباب الفتن إلى تلك القضية.

كلام جميل ومنطقي جداً ومقبول ، فحرية العقيده من ابسط واهم حقوق الانسان ولكن لماذا لاتنادي بالمثل لماريو واندرو اللذين اعلنا مراراً وتكراراً تمسكهما بالمسيحيه ورغم ذلك رفضت المحكمه اثبات كلمة مسيحي في خانة الديانه لهما؟ لماذا لاتنادي بذلك لمحمد حجازي وماهر الجوهري وابنته؟ سيادة الدكتور حتي تكون هناك مصداقيه لنترك الكيل بمكيالين ، لتكن حرية العقيده  كامله وغير منقوصه ، رفقاً بوطننا الحبيب مصر وكفي تحريضاً ، كفي سكباً للبنزين علي النار ، كفي مغالطه وقلباً للحقائق .

لينك الموضوع باليوم السابع أنقر هنــــــــــــــا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق