CET 17:04:08 - 14/04/2009

مساحة رأي

بقلم: إسحق إبراهيم
لم يتورع دراويش حزب "الشيطان" من الإعلان عن تاييدهم لجريمة الحزب الإرهابى اللبناني المسمى بحزب الله، ومباركتهم للتدخل السافر في الشئون الداخلية لمصر، وانتهاك سيادتها وأمنها القومى.. يضم أنصار حزب "الشيطان" جماعة الإخوان المسلمين، وبعض تيارات الإسلام السياسي إضافة إلى بعض اليساريين والعروبيين.

في البداية قاموا بتكذيب الأجهزة الأمنية المصرية واتهموها بتلفيق القضية وشككوا في نزاهة النائب العام وانتقدوا بيانه بشدة، لكن بعد اعتراف حسن نصرالله الصريح والواضح تغيرت استراتجيتهم، وبدأوا يتحدثون عن الحزب رمز المقاومة والصمود وضرورة تقديم العون لحركة حماس في غزة حتى ولو كان عن طريق انتهاك سيادة دولة أخرى!! ثم مطالبة السلطات المصرية بعدم تصعيد الأمور مع الحزب وأن تكف وسائل الإعلام عن التعرض والتشهير وانتقاد حزب الشيطان.

وقالت اللجنة المصرية لمناهضة الإستعمار والصهيونية -أعضاءها من الإسلاميين والعروبيين- أن الهدف من رواء اتهام هذه المجموعة هو استمرار الحصار على غزة وإجبار فصائله المقاومة للإحتلال الصهيوني على الإستسلام والإعتراف بالكيان الصهيوني، ودعت اللجنة الشعوب العربية للسعي لحفظ التحقيقات مع المتهمين بتهريب السلاح للشعب الفلسطيني وإنهاء حملة التشهير والتلفيق للمقاومة اللبنانية البطلة، واعتبار استمرارهما عاراً على جبين السلطة المصرية من الأكرم لها أن تزيله.

يُجمع أنصار حزب "الشيطان" في مصر عدة سمات وأهداف أولها أنهم جميعاً ضد الدولة المدنية الحديثة، التي تحترم المواطن، وتعمل على تمتعه بجميع حقوقه، الدولة التي تحكمها مؤسسات وتشريعات... فأنصار حزب "الشيطان" يؤمنون بالطائفية التي تسود فيها قيم المجموعة وتقاليدها على نظام الدولة، فإما الطائفة وإما الطوفان، فقد فعلها حزب "الشيطان" العام الماضي وقام بتعطيل الدولة وشل حركتها وانتهاك قوانينها والتعدي على مؤسساتها، وعندما لم يحقق أهدافه استخدم سلاح المقاومة -كما يدعي دارويش الحزب- ضد الدولة اللبنانية.

قد يسأل نفر.. وما علاقة جماعة الإخوان المسلمين والتيار العروبي بهذا؟؟، وانهم يؤيدون فقط مقاومة الحزب لإسرائيل... في الحقيقة أن علاقة الإخوان المسلمين بحزب "الشيطان" وحركة حماس متجذرة ووطيدة، ولأسباب بعيدة كل البعد عن مقاومة إسرائيل وغيرها من الشعارات الوهمية، فحزب الله لم يطلق رصاصة واحدة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بل كان يسارع مثل الطفل الخائف من عقاب والده إلى نفي أي علاقة له ببعض الصواريخ التي أُطلقت من الجنوب اللبناني، ونفس الأمر تفعله حركة حماس الآن حيث أجبرت باقي الفصائل على عدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل وراحت تعاقب المخالفين.. يجمع جماعة الإخوان المسلمين بحزب "الشيطان" وحركة حماس نفس المرجعية ونفس الهدف، فالمرجعية دينية إسلامية متشددة، تنفي الآخر ولا تقبله وتسعى بكل الطرق إلى استبعاده، والهدف هو الإنقضاض على الحكم بغض النظر عن الوسيلة.

الحزب استخدم السلاح ضد تيار المستقبل وأعوانه وقتل منهم الكثير إضافة إلى تدمير الممتلكات وترويع الأنفس، وفي غزة قامت حركة حماس بتوجيه السلاح إلى إخوانهم والإستيلاء على السلطة بالدم، ولا يختلف الأمر كثير عن جماعة الإخوان المسلمين التي تملك إرثاً من الدم والقتل والتنظيم السري لم تتبرأ منه حتى الآن، بل أن معظم التنظيمات والجماعات الإرهابية خرجت من تحت عباءتها، وكانت أفكارها هي المرجعية للأعمال الإرهابية التي نُفذت في مصر وخارجها.

أما العروبيون فهم متمسكون بوهم القومية العربية التي لم ولن تتحقق، فمرور الوقت تثبت الشعوب والأنظمة العربية إستحالة تجمعهم في كيان واحد أو رؤية مستقبلية واحدة، ولا تخلو الإجتماعات المسماة قمم من خلافات وتراشق بالألفاظ لا يحدث في أي تجمعات محترمة على مستوى العالم كله... العروبيون أدركوا فشل مشروعهم وراحوا يبحثون عن تيار أقوى يدورون في فلكه لعل وحدتهم المزعومة تتحقق يوماً ما، وبالرغم من العداء الشديد بين فكرة العروبة وفكر التيارات الإسلامية إلا أنهم رضوا أن يصبحوا تابعين "إمعاً" لهذه التيارت.

يجمع بين حزب "الشيطان" والجماعة المحظورة والحركة الإرهابية والتيار العروبي خيط آخر يتمثل في الإنتهازية والإزدواجية المقيتة، فجميعهم يرفع راية الإستقلال وعدم السماح بأي تدخل أجنبي، يناصبون الغرب العداء بحجة أنه استعماري يتدخل في الشئون الداخلية للدول، وهم في نفس الوقت يقومون بالتدخل في شئون دولاً أخرى بل ويعملون لمصالح دول مرتبطة بهم على مصالح دولهم، فليس خفياً العلاقة الخاصة التي تجمع حزب الله بإيران وسوريا، وأن الحزب يعمل على تنفيذ الأجندة الإيرانية وياخذ تعليماته من ملالي إيران، وهذه الأجندة تتعارض بالطبع مع مصالح لبنان ويعارضها معظم اللبنانيون... وفي نفس السياق تعمل حركة حماس التي تحتفظ بعلاقات مريبة مع إيران وسوريا وقطر، وهي على استعداد للمخاطرة بأرواح الأبرياء كما حدث في العدوان الأخير لصالح تحقيق مصلحة ضيقة لحلفائها، أما جماعة الإخوان فهي تدعم وبشكل مباشر أعمال إرهابية في كثير من بلدان العالم، أليس هذا تدخلاً في الشئون الداخلية لبلدان أخرى؟! أما دراويش حزب "الشيطان" في مصر الذين يلعنون الغرب صباحاً ومساءً بحجة التدخل الأجنبي، يقبلون عن طيب خاطر تدخل حسن نصر الله وتعديه على السيادة المصرية.

لا يمكن تحت أي ظرف القبول أو السماح لأي جماعة داخل مصر أو خارجها بحمل سلاح وتهريبه عبر هذه الحدود، فالإضافة إلى أنه يمثل انتهاك للسيادة المصرية على حدودها أو أنه يحرج مصر أمام العالم حيث وقّعت على اتفاقيات تلزمها بمراقبة حدودها وعدم السماح بتهريب السلاح، فهذا السلاح يمكن أن يستخدم أيضاً ضد المصريين كما حدث في لبنان وغزة، وهو ما يمثل تهديد صريح للأمن القومي المصري.

وللحديث بقية

Ishak_assaad@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق