CET 18:12:45 - 14/04/2009

مساحة رأي

بقلم: منير بشاي
وقفتي اليوم تعود بنا ألفي عاماً إلى الوراء وتأخذنا إلى فوق هضبة الجلجثة، حيث علق يسوع البار على الصليب بين لصين كما يصلب المجرمون والفجّار.

يسوع، الذي عن جماله تغنّىَ كاتب المزامير "أنت أبرع جمالاً من بني البشر" مزمور ٤٥:٢ وعن قوته وسلطانه قال "يا رب إله الجنود مَن مثلك قوي" مزمور ۸٩:۸

ولكن على خشبة الصليب بدا يسوع وكأنه "لا صورة له ولا جمال ولا منظر فنشتهيه" أشعياء ٥۳:٢ "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" أشعياء ٥۳:۷

ولكن مهلا...

لقد كان يسوع جميلاً حتى وإن كان جسده مضرجاً بالدماء

قال الطفل لأمه "كلك جميلة يا أماه، ما عدا يديك المشوهة من آثار الحروق" فردت الأم على طفلها "هل تعلم سبب الحروق التي في يدي يا طفلي العزيز؟ لقد اشتعلت النار في ملابسك يوماً وكادت تلتهم جسدك وتقضي عليك فعندما رأيت ذلك ألقيت بنفسي عليك لكي أخلصك من النيران، وكانت النتيجة أنك لم تصب بسوء ولكن النيران أمسكت بيدي وأصابته بالحروق" وهنا نظر الطفل إلى أمه في حب وإعجاب وقال "كلك جميلة يا أماه وعلى الأخص يديك اللتان تحملان آثار الحروق من أجلي".

والصليب الذي كان يبدو أنه آلة للإذلال والضعف والمهانة حَوّله يسوع إلى رمز للكرامة والقوة والمجد.

قال الشاعر جبران خليل جبران "وأنت أيها الجبار المصلوب، الناظر من أعالي الجلجلة إلى مواكب الأجيال، السامع ضجيج الأمم، الفاهم أحلام الأبدية، أنت على خشبة الصليب المضرجة بالدماء أكثر جلالاً ومهابة من ألف ملك على ألف عرش في ألف مملكة. بل أنت بين النزع والموت أشد هولاً وبطشاً من ألف قائد في ألف جيش في ألف معركة".

نسجد لآلامك أيها المسيح ونفتخر بصليبك الذي به سددت دين الخطية عنّا فاستطعت أن تمسك بيد الآب وبيدنا وتصالحنا معاً وتفتح لنا باب الفردوس الذي أوصد في وجوهنا.

"ما هذه الطريق المؤدية للموت التي أنت سائر فيها يا إلهي ومخلصي؟ أي شيء تحمل على منكبيك؟ هو صليب العار الذي حملته عوضاً عني ما هذا أيها الفادي؟ ما الذي جعلك ترضى بذلك؟ أيهان العظيم؟ أيذل الممجد؟ أيوضع المرتفع؟ يا لعظم حبك!! نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل احتمال كل ذلك العذاب من أجلي".

هذا ما عملته من أجلي... فماذا يا ترى فعلت أنا من أجلك؟

Mounir.bishay@sbcglobal.net
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق