بعد 6 أبريل ما يعدي

بقلم: ماجد سمير
نزلت من البيت في موعدي المعتاد وعديت على أمجد الساكت علشان يعديني على المجلة وهو في طريقة للبنك بعربيته الجديدة، بعد ما وصلت المكتب وشربت كوباية نيس كافية من إيدين إبراهيم الفراش إللي دايماً بتبقى ناقصة سكر ولبن وكافية والحمد لله إنو بيحط فيها ميّة سخنة، وبدأت أكتب موضوع هاسلمه للديسك... فجأة جاني إبراهيم في المكتب وقال لي يا أستاذ فيه ضيف عايزك، خرجت لقيت أبو نادم قاعد في مدخل المجلة وشكله غريب جداً، قلت له خير فيه حاجة يا معلم مسعد، قال لي نادر النهاردة الصبح في ناس جم أخذوه قالوا إن البيه المأمور عايزه في القسم، وما رضوش إنّي أروح معاه، نزلت جري وراه على القسم وهناك قالو لي إنهم مابعتوش ياخذوه، وما يعرفوش أي حاجة عنه، أنا هاتجنن يا أستاذ وأمه هاتموت في البيت.

كلام أبو نادم صدمني وما بقتش عارف أفكر، وقلت له هو نادر ليه أي نشاط سياسي، رد وقال لي مش عارف لكن مرة سمعته بيكلم ناس على الإنترنت عن إضراب وعن شباب 6 إبريل، زقعت له وقلت له إحنا مالناش دعوة بالسياسية والإضرابات والكلام الفاضي دا، دا أنا وأمك ماحلتناش غيرك أنت وأختك ما تحرقش قلبنا عليك، أنا مش عارف أعمل أيه، وصوته إتحاش من البكاء، قلت له يا معلم مسعد إن شاء الله ما فيش حاجة، إتلفتّ ورايا سألت السكرتيرة عن حسين المصري قالت لي إنو نزل من شوية، قلت لأبو نادم أقعد هنا ثانية واحدة هاجيب الموبايل، على طول إتصلت بحسين إللي قال لي إنو عند كشك أبو العريف، أخذت أبو نادم ورحنا عند الكشك، شحتة أول ما شافني، قال لي أهلا يا أستاذ وراح باصص لأبو نادم وقال دا ضيف من المنطقة عندك، وبص لي وسأل مش كدا؟ قلت أيوة، وفتح شحتة في الكلام زي الراديو إللي مفتاح قفله باظ وقال النهاردة الجو حر لكن لسه هايجي برد تاني كويس إنكو ماصيفتوش، ودخل في موضوع المنتخب والماتش اللي جي وبعدها قال على المظاهرات اللي مش بتخلص رحت قطعت كلامه وقلت له فين حسين المصري، قال وصل النقابة وقال لي أنك تستناه هو هايرجع بعد خمس دقايق.

قلت لأبو نادم إهدى إن شاء الله خير، قال أبو العريف وهو بيخرج من الكشك بطريقته المعتادة علشان كرشه مايتحشرش في إيه الأخ ماله، قلت مافيش حاجة ياشحتة، قال مافيش إزاي دا أنا بشم المصايب من على بعد 100 كيلو، أكيد الأخ عنه مشكلة وجالك على المجلة علشان تحلها له، وطالما فيها الأستاذ حسين يبقى الموضوع له علاقة بالداخلية، أبو نادم بص لي وجز على إسنانه ومعلقش، قلت لأبو العريف خلاص ياشحتة اسكت بلاش رغي العملية مش مستحملة.

وصل حسين سلم عليّ وعلى أبو نادم اللي حكى على طول إللي حصل وجاب سيرة شباب 6 إبريل، حسين قال أنا عرفت هو فين وطلع الموبايل بتاعه واتصل وقال للي رد أيوة يا باشا أنا عايزك في خدمة وقال للي بيكلمه موضوع نادر، فترة كان بيسمع اللي بيكلمه، وسأل أبو نادم إبنك اسمه بالكامل أبو نادم قال له الإسم، حسين بلغه فوراً بالإسم وسكت مرة تانية يسمع وسألنا أنا وأبو نادم هو من الجيزة؟ أنا وأبو نادم في صوت واحد قلنا أيوة، وراح قال للي بيكلمه يا باشا من الجيزة وفضل يسمع بإهتمام، ورد عليه طب أيه اللي هايحصل وراح، باصص لأبو نادم وقال يومين ثلاثة وهايطلع، طب ممكن نطّمن عليه، وسكت شوية وقال يبقى كتر خيرك يا باشا، أبو نادم بص لحسين وعنيه بتسأل فيه إيه، حسين شاور بأديه لأبو نادم إنو يستنى، وقال هاخليك تكلم إبنك، أبو نادم جسمه إتنفض وبعد وقت مش عارف إذا كان طويل أو قليل، حسين قال أيوة يا نادر والدك معاك وادى الموبايل لأبو نادم إللي عنيه إتملت بالدموع وقال عامل يا بني كدا تحرق قلبي عليك دا لو حصل لك حاجة نروح فيها أنا وأمك وأختك، سكت شوية ربنا معاك يا بني ربنا معاك وإتغيرت ملامحه وقال حاضر يا باشا أستاذ حسين معاك، ورجّع الموبايل لحسين إللي قال شكراً يا باشا ربنا يخليك.. ربنا يخليك، مع السلامة، وقفل الموبايل، وقال لأبو نادم ما تقلقش هايطلعه بعد موضوع 6 أبريل ما يعدي، أبو نادم بص لي وقال طب وأنا وأم الواد وإخته هانعيش إزاي لحد 6 أبريل يعدي، الله يسامحك يا بني الله يسامحك يا بني وراح مشاور لتاكسي ومشي.

حسين بص لي وقال حقيقي هايطلع بعد 6 إبريل وبيعامله كويس جداً هو وكل الشباب إللي إتمسكوا معاه، الحكاية كلها إن الداخلية مش عايزة قلق زي بتاع 6 أبربل إللي فات وخايفة يخش وسط الشباب دول عناصر مخربة، هما فاهمين كويس إن الولاد دول بيعترضوا بشكل سلمي لكن الحكومة لازم تاخد إحتياطها، شحتة راح مزعق وقال إحتياطها إيه، لما ياخدوا الواد من حضن أبوه دا الراجل يا ولداه ماشي بيكلم نفسه وراح قافل الكشك وقال أنا كمان مش هافتح إلا لما 6 أبريل يعدي.