بقلم / حنا حنا المحامى ألم يقل نبى الاسلام أنه لا يفضل عربى على عجمى إلا بالتقوى؟ التقوى لعلمكم ليست فى الزبيبه, وليست فى الرداء بوجه عام ثم إنتاج ثلاثة ملايين لقيط, ولكنه يتمثل فى المثل العليا التى هى من صفات الخالق مثل التعاطف, والتواصل الحميد, ومساعدة الغير والمحتاج, والبحث عن الذات لتنقية النفس من النقائص. وأول هذه جميعا وبمعنى أشمل وأعمق ... المحبه. وطبعا إنكم لا تؤمنون بهذه المحبه. ذلك أن المحبه لديكم هى الجنس ومن ثم هوى تفكيركم إلى الحضيض ومن هذا الحضيض تصورتم بالباطل أن المسيحيين ملتزمون بالجزيه. وإنك بهذا الهراء للأسف تجبرنى على أن أقول لك حقائق تاريخيه حرفتها الثوره المباركه رغم أن جيلنا قد درسها فى المدارس. إنكم لا تؤمنون بالوطنيه ولا بمصر كوطن. لماذا تصرون على أن تعيشوا فيها؟ إنكم غير مرغوب فيكم لماذا لا ترحلوا إلى الدوله البدويه التى تمولكم لتحصلوا على عطايا وهبات أكثر سخاء وتحققوا تكاسلكم وتراخيكم وتنعمون بخير البترول؟ إنكم بصراحه غير مرغوب فيكم فى مصر. إنكم لا تسلكون إلا كالجرذان أمام أى قوه تقف أمامكم. خذ الصحافه الدانيماركيه التى تحدتكم بصور رسول الاسلام تحديا صارخا وعالميا ومهينا. ماذا فعلتم؟ لبدتم فى جحوركم كالجرذان ولم تتصدوا لتلك الاهانات. ولكنكم تستأسدون إذا وجدتم أنفسكم أمام قله لا تؤمن بالشر وتؤمن بالسلام والمحبه فبدلا من أن تتعلموا منهم القيم الاخلاقيه, وقيم التسامح والدعوه إلى السلام تتكلمون عن الجزيه حتى تحققوا الثراء من كد وتعب سواكم وتستمروا فى تكاسلكم المهين لتحققوا الثراء من الابواب غير المشروعه ولتضفوا عليها صفة المشروعيه تسمونها "جزيه". أيها الاخوان –ولا أقول مسلمون لأن المسلم من سلم الناس يده ولسانه – إن الدوله المصريه أيضا مسئوله عن شركم وشروركم. إنكم فئه وهيئه محلوله وأى نشاط لها هو نشاط غير مشروع ولكن دولتنا السنيه تخالف القانون ولا تؤمن بقانون تسنه. وهذا بديهى لدوله تلجأ إلى شريعة الغاب وغياب القانون وتحل محله الجلسات البدويه أو بمعنى أدق جلسات الاذعان التى تحقق الظلم وتنصر الظالمين. لا تصدقوا انفسكم أيها الاخوان بأنكم أفضل بنى البشر ولذلك لا تفرض عليكم الدول الاجنبيه التى تعيشون فيها أيه ضرائب استثنائيه أو بما يمسى جزيه. الفضل يا ساده لا يعود لكم بل إلى تلك الدول لأنها تحترم آدميه أى إنسان. فهى تحترم الانسانيه بوجه عام, تلك الانسانيه التى اهدرتموها وأهدرتم معانيها الساميه. إن المسيحيين يعيشون فى مصر كمواطنين درجه ثانيه وليس هذا مجال عرض الحقوق المبدئيه التى تهدروها لهم ولكن أيا كانت هذه الحقوق فإهدارها يظهر مدى ما تتمتعون به من أخلاق ويظهر أنكم تباشرون قوتكم وسطوتكم على من كان أضعف منكم عددا وعده. وهذه أدنى مراتب اللاأخلاقيات. كذلك الامر فى موضوع الحكم وما تسموه الخلافه. مصدر للثراء الفاحش بلا جهد أو تعب ولكنه بالدماء وهذا أسهل السبل. من يعترض أو ينتقد أو يطالب بحق مبدئى من حقوق الانسان يرسل وراء الشمس. وبذلك تحققون أكبر عدد من السنوات وأكبر عدد من السلالات لتستمر فى الحكم وتتوارث السلطه مع ما يتبعها من فساد وإفساد. علما بأنكم لو –لا قدر الله- وصلتم إلى الحكم سوف تقتلون بعضكم البعض كما هو دأبكم ونرتاح منكم ومن شروركم. يا ساده هناك حقيقه تاريخيه وهى أنه حين بدأ المصريون فى وضع الدستور سنة 1923 أصر الأعضاء المسيحيون على النص على أن يكون "دين الدوله الاسلام" وذلك رغم اعتراض الاعضاء المسلمين. ولكن الاقليه المسيحيه أصرت على احترام الاغلبيه. وإذا بكم تكافئون المسيحيين جزاء سنمار. وهذا هو دأبكم. يا ساده أيها الاخوان المسلمون, إنكم أسأتم إلى ديانتكم أسوأ إساءه, إنكم لا تؤمنون باحترام الآخر وحق الآخر, وإنسانيه الآخر وثقوا أنكم قد أسأتم إلى الاسلام ولكن عوامل الغرور والتكبر والعجرفه والانانيه جعلتكم لا تبصرون ما يدور حولكم. هل تعرفون أن سنغافوره كانت دوله من الدرجه الثالثه. ولكنها كانت دوله محظوظه برئيس دوله عمل على وحدة الوطن وتماسكه فوحد بين المسلمين والمسيحيين والهندوس وجعل أعيادهم أعيادا رسميه للدوله فكانت النتيجه أن سنغافوره أصبحت دوله من الدرجه الاولى. طبعا هذا النظام لن يروق لكم لأنه سيحرمكم من السياده والتسلط والانانيه والاحتكار ولتذهب مصر أو الدوله إلى الجحيم. يا ساده حقيقة يعرفها الجميع وتتصورون أنكم أذكى أذكياء العالم وهى أنكم تأخذون من الدين ذريعه للوصول إلى الحكم وتجلعوا منه خلافه تستمتعون فيها بحكم هارون الرشيد والجوارى ورغد العيش على حساب كل القيم والتقدم والحضاره. وبعد .... لقد كنت أنتظر أحدا من الاخوه المسلمين المعتدلين والاحرار أن يرد على من يسمون أنفسهم بالاخوان المسلمين على موضوع أو تهريج الجزيه ولكن لم أر أى رد. لذلك لم أجد مندوحة من القيام بهذه المسئوليه باسم المصريين جميعا. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |