CET 08:37:55 - 14/05/2010

مساحة رأي

بقلم / حنا حنا المحامى
غازل الاخوان المسلمون الاقباط ومن أجل هذه المغازله عرضوا بعض النقاط للبحث مع الاقباط.  وأهم هذه النقاط موضوع الجزيه.
 والغريب أن هذا العرض الذى لا يعبر إلا عن سوء أدب بمناسبة الانتخابات حتى يحصل الاخوان بذكائهم على أصوات الاقباط.  وهذا الامر "الجزيه" أصبح لا يعبر إلا عن طبيعة هذه الشرذمه التى لا تؤمن إلا بوسائل الشر والعنف وعدم احترام الاخر, فضلا على نزعة الغرور التى جعلت منهم عصابه منبوذه على الكره الارضيه.  ماهو موضوع الجزيه يا عصابة الاخوان؟  إنكم تنتشرون وتنشرون سمومكم من مفهوم خاطئ وهو أنكم تتوهمون أنكم أفضل البشر.
     وهذا الفهم خاطئ جدا لعدة أسباب .... أولا إنكم تتصورون انكم بلغتم الكمال الاخلاقى والاجتماعى والدينى الذى لم يبلغه أحد من قبلكم أو من بعدكم.وبما أنكم بلغتم الكمال فمن ثم يكون من عداكم تحت إمرتكم وتحت حكمكم لانكم أصحاب السلطه والسلطان ومن يمسك بسلطان الحق والحقيقه.  أيها المتكبرون إن الكمال ليس إلا لله  ولا أخال أنكم تضعوا أنفسكم موضع الآلهه.  إنكم للأسف الشديد لا زلتم تؤمنون أنكم أصحاب الكمال ولذلك لا تبحثوا عن نقائصكم ومن ثم تظلون فى غياهب الظلام.  إن الدين يا ساده فى القلب وليس فى الزبيبه والسروال والشعر الاشعث.  الدين المعامله, الدين هو التسامح, احترام الآخر, والقلوب المليئه بالمحبه والسلام والتعاطف واللسان العف واحترام الغيرواحترام عقيدته أيا كانت, والتعامل معه بالحسنى.  الدين هو مظهر الانسان ولفظه واحترام حرية الغير وسلوكه. ولكنكم تشغلون أنفسكم بسلوك الغير ومظهر الغير حتى تقنعوا أنفسكم أنكم بلغتم الكمال.  ومن ثم امتلأتم بالغرور الذى هو أول الشرور.

 ألم يقل نبى الاسلام أنه لا يفضل عربى على عجمى إلا بالتقوى؟  التقوى لعلمكم ليست فى الزبيبه, وليست فى الرداء بوجه عام ثم إنتاج ثلاثة ملايين لقيط, ولكنه يتمثل فى المثل  العليا التى هى من صفات الخالق مثل التعاطف, والتواصل الحميد, ومساعدة الغير والمحتاج, والبحث عن الذات لتنقية النفس من  النقائص.  وأول هذه جميعا وبمعنى أشمل وأعمق ... المحبه.

 وطبعا إنكم لا تؤمنون بهذه المحبه.  ذلك أن المحبه لديكم هى الجنس ومن ثم هوى تفكيركم إلى الحضيض ومن هذا الحضيض تصورتم بالباطل أن المسيحيين ملتزمون بالجزيه.  وإنك بهذا الهراء للأسف تجبرنى على أن أقول لك حقائق تاريخيه حرفتها الثوره المباركه رغم أن جيلنا قد درسها فى المدارس.
  إن أجدادكم وأجدادى كانوا مسيحيين ثم جاء عمرو بن العاص الذى يأنف من سيرته أى إنسان محترم ويعرف معنى القيم.  أجدادكم إما أنهم أسلموا لانهم يحبون الحياة الدنيا على الآخره ففضلوا السلام ليتمتعوا بالحياه فأسلموا, إما أنهم ضحوا بارواحهم فى سبيل إلههم وترتب على ذلك أن اعتصبت نساؤهم فأنجبوا ذريه مسلمه.  وقد بلغ الحقد والشر ووأد الحريات أن من تمسك بدينه ولم يكن له وسائل القتال الكافيه أمام الشرذمه البدويه فضل أن يدفع الجزيه التى سمحتم لانفسكم أن تسلبوها دون جهد أو كد وفضلتم ثراء البطاله على العمل الجاد والانتاج الامين.  ومن ثم استمرأتم موضوع الجزيه فهى تحقق لكم العيش الرغد على حساب الغير.  وقد كان الاكرم لكم أن تهبوا لتثأروا لكرامة أجدادكم, ولكن الناس معادن منها الكريم ومنها الرخيص.

 إنكم لا تؤمنون بالوطنيه ولا بمصر كوطن.  لماذا تصرون على أن تعيشوا فيها؟ إنكم غير مرغوب فيكم لماذا لا ترحلوا إلى الدوله البدويه التى تمولكم لتحصلوا على عطايا وهبات أكثر سخاء وتحققوا تكاسلكم وتراخيكم وتنعمون بخير البترول؟  إنكم بصراحه غير مرغوب فيكم فى مصر.

  إنكم لا تسلكون إلا كالجرذان أمام أى قوه تقف أمامكم.  خذ الصحافه الدانيماركيه التى تحدتكم بصور رسول الاسلام تحديا صارخا وعالميا ومهينا.  ماذا فعلتم؟  لبدتم فى جحوركم كالجرذان ولم تتصدوا لتلك الاهانات.  ولكنكم تستأسدون إذا وجدتم أنفسكم أمام قله لا تؤمن بالشر وتؤمن بالسلام والمحبه فبدلا من أن تتعلموا منهم القيم الاخلاقيه, وقيم التسامح والدعوه إلى السلام تتكلمون عن الجزيه حتى تحققوا الثراء من كد وتعب سواكم وتستمروا فى تكاسلكم المهين لتحققوا الثراء من الابواب غير المشروعه ولتضفوا عليها صفة المشروعيه تسمونها "جزيه".

 أيها الاخوان –ولا أقول مسلمون لأن المسلم من سلم الناس يده ولسانه – إن الدوله المصريه أيضا مسئوله عن شركم وشروركم.  إنكم فئه وهيئه محلوله وأى نشاط لها هو نشاط غير مشروع ولكن دولتنا السنيه تخالف القانون ولا تؤمن بقانون تسنه.  وهذا بديهى لدوله تلجأ إلى شريعة الغاب وغياب القانون وتحل محله الجلسات البدويه أو بمعنى أدق جلسات الاذعان التى تحقق الظلم وتنصر الظالمين.

لا تصدقوا انفسكم أيها الاخوان بأنكم أفضل بنى البشر ولذلك لا تفرض عليكم الدول الاجنبيه التى تعيشون فيها أيه ضرائب استثنائيه أو بما يمسى جزيه.  الفضل يا ساده لا يعود لكم بل إلى تلك الدول لأنها تحترم آدميه أى إنسان.  فهى تحترم الانسانيه بوجه عام, تلك الانسانيه التى اهدرتموها وأهدرتم معانيها الساميه.  إن المسيحيين يعيشون فى مصر كمواطنين درجه ثانيه وليس هذا مجال عرض الحقوق المبدئيه التى تهدروها لهم ولكن أيا كانت هذه الحقوق فإهدارها يظهر مدى ما تتمتعون به من أخلاق ويظهر أنكم تباشرون قوتكم وسطوتكم على من كان أضعف منكم عددا وعده.  وهذه أدنى مراتب اللاأخلاقيات.
 وإذا تكلمنا عن اللاأخلاقيات فإننا نحتاج إلى مجلدات ولكن لمحه صغيره عن تاريخكم فى الدماء تملأ كتبا وأنهارا من الدماء.  إن قتلاكم من المصريين أخوتكم فى الوطن لا تقع تحت حصر منذ النفراشى حتى كتابة هذه السطور.  وكل من توارث فى جيناته نزعة الجريمه ينضم إليكم ليشبع شهوته فى الدماء والسلب والنهب بحجة الدين.  وياحبذا لو كانت الجريمه أو جينات الجريمه مزدوجه.  فمحلات المجوهرات للمسيحيين تشبع هذا الازدواج شهوة القتل مع شهوة السلب والنهب والثراء غير المشروع.  وتلك الجرائم ترتكب تحت ستار الدين وكأن الدين والديان يباركون الجريمه والجرائم.  يا ساده الدين كبح للغرائز وليس إطلاقا للغرائز بل أسوأ الغرائز.

 كذلك الامر فى موضوع الحكم وما تسموه الخلافه.  مصدر للثراء الفاحش بلا جهد أو تعب ولكنه بالدماء وهذا أسهل السبل.  من يعترض أو ينتقد أو يطالب بحق مبدئى من حقوق الانسان يرسل وراء الشمس.  وبذلك تحققون أكبر عدد من السنوات وأكبر عدد من السلالات لتستمر فى الحكم وتتوارث السلطه مع ما يتبعها من فساد وإفساد.  علما بأنكم لو –لا قدر الله- وصلتم إلى الحكم سوف تقتلون بعضكم البعض كما هو دأبكم ونرتاح منكم ومن شروركم.
  إنكم  قوم لا يعرف العمل الجاد والانتاج المثمر ولكن التاريخ يؤكد أنكم تعيشون عالة على غيركم.  وحين أردتم أن تتبعوا هذا النهج فى الدول الاجنبيه لفظوكم لفظ النواه.  لو كنتم فعلا جادين فى السياسه المعروفه من جذب وشد وتعاون وسعى لنهضة الوطن ورخائه الذى يتحقق بالاساليب الديمقراطيه المعروفه لما كنتم تلفظتم بهذا الهراء المسمى "جزيه".  ألا تدركون كما أن مصر ملتزمه بسداد أموال اليهود التى سلبتها الثوره إلى إسرائيل, كذلك أنتم ملتزمون بسداد الجزيه التى دفعها أجدادنا.

يا ساده هناك حقيقه تاريخيه وهى أنه حين بدأ المصريون فى وضع الدستور سنة 1923 أصر الأعضاء المسيحيون على النص على أن يكون "دين الدوله الاسلام" وذلك رغم اعتراض الاعضاء المسلمين.  ولكن الاقليه المسيحيه أصرت على احترام الاغلبيه.  وإذا بكم تكافئون المسيحيين جزاء سنمار.  وهذا هو دأبكم. 

يا ساده أيها الاخوان المسلمون, إنكم أسأتم إلى ديانتكم أسوأ إساءه, إنكم لا تؤمنون باحترام الآخر وحق الآخر, وإنسانيه الآخر وثقوا أنكم قد أسأتم إلى الاسلام ولكن عوامل الغرور والتكبر والعجرفه والانانيه جعلتكم لا تبصرون ما يدور حولكم.

 هل تعرفون أن سنغافوره كانت دوله من الدرجه الثالثه.  ولكنها كانت دوله محظوظه برئيس دوله عمل على وحدة الوطن وتماسكه فوحد بين المسلمين والمسيحيين والهندوس وجعل أعيادهم أعيادا رسميه للدوله فكانت النتيجه أن سنغافوره أصبحت دوله من الدرجه الاولى.  طبعا هذا النظام لن يروق لكم لأنه سيحرمكم من السياده والتسلط والانانيه والاحتكار ولتذهب مصر أو الدوله إلى الجحيم.

يا ساده حقيقة يعرفها الجميع وتتصورون أنكم أذكى أذكياء العالم وهى أنكم تأخذون من الدين ذريعه للوصول إلى الحكم وتجلعوا منه خلافه تستمتعون فيها بحكم هارون الرشيد والجوارى ورغد العيش على حساب كل القيم والتقدم والحضاره.

 وبعد .... لقد كنت أنتظر أحدا من الاخوه المسلمين المعتدلين والاحرار أن يرد على من يسمون أنفسهم بالاخوان المسلمين على موضوع أو تهريج الجزيه ولكن لم أر أى رد.  لذلك لم أجد مندوحة من القيام بهذه المسئوليه باسم المصريين جميعا.
 إن الاخوان يريدون مغازلة المسيحيين طمعا فى أصواتهم, ولكن كما يقول المثل "حسنه وأنا سيدك"
 وأخيرا أقول إن الانسان الذى لا يعرف قدر غيره لن يعرف قدر نفسه

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق