CET 00:00:00 - 15/05/2010

مساحة رأي

بقلم : عبد صموئيل فارس
مضت عدة أسابيع علي الحادث المؤسف الذي تعرض له القس الانجيلي في مدينة الاقصر والاعتداء الذي نال اسرته وبعد المواقف والشد والجذب بين الطرفين محافظ الاقصر واعضاء السنودس الانجيلي الذين اكتفوا بعدم تصعيد الامر اعلاميا في مقابل انتظار رحمة محافظ الاقصر. 

لم يفي المحافظ بوعوده من ناحية تعويض الكنيسة بمكان بديل بل تجاهل الامر تماما وهو ما وضع اعضاء اللجنه المكلفه من السنودس في وضع حرج امام الانتقادات التي وجهت لهم من اعضاء الكنيسه الانجيليه ومنهم بعض القسوس الذين اعلنوا عن غضبهم إزاء الموقف الناعم الذي اتخذه الدكتور اكرام لمعي  والبيان الغير واضح في محاوله لإستمالة عطف الحكومه المصريه، ولكن كعادتها الاجهزه المعنيه تجاهلت الامر تماما وبقي الامر كما هو عليه.

ولكن المفاجأة كانت في انتظار الدكتور سمير فرج محافظ الاقصر وصاحب الكلمه الاولي والاخيره والذي اعلن انه لايوجد قوه في مصر ستوقفه عما هو مزمع ان يصنعه في الاقصر من محافظه علي قيمة المدينه الاثريه وهذا لا نمانعه ولكن ما يحزننا هو الكيل بمكيالين فحينما تتم ازالة مسجد له عشرات السنين يتم تعويض المواطنين هناك مكانا بديلا اما ان تتم ازالة كنيسه والاعتداء علي حرمة اسرة قس انجيلي و النظر للامر بإستعلاء ودونيه فهذا امر يؤلم لكننا تعودنا عليه في دوله غاب القانون فيها واصبح التمييز من المفردات اليوميه داخلها

المفاجأه الكبري التي كانت في انتظار محافظ الاقصر هي ظهور كنيسه قبطيه من القرن الخامس الميلادي في وسط طريق الكباش وهو مالم يكن في توقعات اي احد ان يقوم المحافظ بأجهزته الامنيه وبلطجيتهم بإزالة كنيسه من علي الارض لتظهر لهم كنيسه من تحت ألارض وكأن السماء تريد ان تقول كلمتها لكل ألاطراف والمسئولين فالكنيسه تحت رعاية المجلس الاعلي للاثار ولا يستطيع احد ان يمارس سلطاته علي مكان يخضع للمجلس الاعلي للاثار وبخاصة ان الكنيسه عمرها يتعدي 1500 عام
 
إذن الكنيسه باقيه في مصر الي أبد الدهور فمهما استهدفتها أيادي او محاولة النيل منها او من القائمين عليها فللرب دور في مصر لن يستطيع احد ان يخفيها ولا يتناسي احد ان هناك ستة قرون عاشتها مصر مسيحيه وان كان هناك من يحاولون اخفاء تلك الحقيقه او تجاهلها لكن التاريخ من الصعب جدا اخفاءه فهذا امر واقع وقصة وطن وهويه استطاعت الكنيسه ان تحافظ علي هوية هذا الوطن بمختلف انماطه وان كان من هم يتجاهلون هذا الامر لكن بلا شك سيأتي اليوم الذي يجاهر بعرفان الكنيسه علي المصريين في محافظتها علي هويتهم القوميه فلغة اجدادنا مازالت باقيه داخل جدران الكنيسه وموسيقاها العزبه بالحانها وتراتيلها هي بهجة الحياه داخلها اعيادها وطقوسها مازالت محتفظه بأشكالها لتعلن للعالم انها امتداد لتلك الحضاره الفرعونيه العظيمه التي مازالت تبهر العالم بكنوزها وبأسرارها الي يومنا هذا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٢٤ تعليق