الراسل: مريم ثروت يوسف
الفصل الأول....يمسك لوحاته وألوانه مملؤلاً بالأمل والحياة، وعلي وجهه تعلو إبتسامة، فقد بدأ قلبه ينبض بالحب، وهناك مايدفعه ليملأ حياته، وحياة الآخرين بفيض من السعادة، يرسم أشجارًا وورودًا وأحلامًا جديدة، بحارًا وأسماكًا وشموسًا، وترى عينيه الحياة قوس قزح بألوانه وأمانيه، يظل يرسم ويرسم ويغني ويصمت ويضحك ويبقي الحلم .. حلمه الجديد.
الفصل الثاني.......تتلاحق أنفاسه، ويسمع كل من حوله نبضات قلبه، تسرع خطواته ويظل يتساءل طوال الطريق، تُرى هل ستشبه عيناها شمسه؟ هل سيكون قلبها كخطوط لوحاته؟ هل ستغرد أنغامها علي أشجاره؟ يبتسم عندما يتذكر صمتها الحالم وكأنها تركت أحزانها داخل قلبه، وودعت أمسها في غده.. يصل ليجدها كما تمنّى، وتلمع عيناها لتخبره أنها أحبت وذابت وأختلطت أحلامها بخيوط القمر ولكن أنه......أنه ليس هو ليس قلبه!!
تظل ابتسامته كما هي، ويخفي دموع تريد الإنحدار، يظل يسمعها وابتسامته الضاحكة الباكية لا تفارقه، ينظر إليها ولكنها لا تراه ولاتقوي قدميه علي الرحيل، ولايريد أن يصدق أنها لم تعد حلمه.....ويرحل.
الفصل الأخير.....لوحة كبيرة بيضاء وبقايا ألوان وأحلام، وفوق اللوحة يوجد قلب أنغرست بين ضلوعه زهرة بأشواكها وجمالها، وتبقت قطرات حمراء تكتب سطور النهاية. |