CET 00:00:00 - 15/05/2010

مساحة رأي

بقلم: سامح سليمان
الاستيقاظ من النوم:
للأسف صحوت من نومي كما هي العادة، خرجت من حجرتي لأذهب إلى الحمام، هممت بالدخول ولكن أجبرت على الانتظار، فقد أستطاع أن يسبقني إليه ويحتله أحد من تسببت لهم الصدفة في الإتيان إلى الحياة، واختارت لهم الكثير من مكوناتهم، وفرضت عليهم الانحدار كما انحدرت من نفس الرجل والمرأة -أو ربما من أحدهما- والحياة في نفس المكان، والتشابه في بعض الملامح والخصائص والصفات.

تم الجلاء بعد فترة، تمكنت من الدخول، بدأت بغسل أهم نافذة من نوافذي على العالم، ثم أسناني التي أعتدت على تنظيفها للحفاظ على جودتها نظرًا لأهميتها.
"آه، كم تمنيت أن تصبح أكثر حده وصلابة، لتكون أكثر قيمه وفاعلية" ارتديت ملابسي وهممت بترك المنزل والذهاب -كما هي العادة- إلى العمل للحصول على المال الذي يمكنني من استمرارية البقاء، وحيازة بعض الكرامة والتقدير من الآخرين، ولكن تذكرت شيء هام، وهو أن أتأكد من سلامة أظافري، نعم هي سليمة ومازالت بنفس حدتها وقوتها المعتادة، كم أنا مطمئن وسعيد.

الذهاب إلى العمل:
خرجت من المنزل، مشيت لفترة ولكن شعرت بالملل والقلق، ركبت أول وسيلة مواصلات تصادف أن تمر في تلك اللحظة.
آه كم هي مزدحمة وخانقه ومليئة بالبعوض، أنني اشعر بالاختناق والقرف والغثيان، لقد اقتربت من التقيؤ، لا بل أنا أرغب في التقيؤ على من حولي، أرغب في أن يُغرق تقيئي أول وأخر بعوضه أتت للوجود، ولكن لا، كعادتي لن أفعل ذلك، ليس عن ارتياح وقناعه، ولكن عن خوف وضعف وإيثار للسلامة.

الوصول إلى العمل:
بدأت العمل بأداء أحد أهم طقوسه الإجبارية، وهو إلقاء التحية على أكبر عدد ممكن للتأكيد على حضوري في الميعاد المحدد، وليعرف صاحب العمل عن طريق عيونه المنتشرة في كل مكان، كم أنا مطيع ومنضبط. أديت عملي كما هي العادة -تحت المراقبة- بجديه وإتقان.
أنهيت العمل بالكثير من التودد والمداهنة والتملق للرؤساء والمراقبين حتى أتمكن من العودة إلى المنزل مبكرًا.

العودة إلى المنزل:
استطعت العودة مبكرًا بخلاف مَن يقاسمونني الحياة في المكان، لا يوجد أحد، ما أجمل الوحدة برغم قسوتها، المنزل خالي من البعوض، ما أعذب الهدوء، حقًا الجحيم هو البعوض.
لقد سئمت من لعب دور المغذى لكيانهم، لقد تعبت من استنزافهم لطاقتي وامتصاصهم لدمائي، أنني أشعر بالتآكل والتفتت، لقد اقتربت من الاندثار، نعم أنا كائن محكوم عليه بالتآكل والتحلل والاندثار، ولكن ليس بهذه الطريقة أو بهذه السرعة والسهولة، لا إن كان لابد من التآكل فالتآكل الذاتي هو أفضل ما يمكن اختياره لما يحتوى عليه من شجاعة وقيمه وكرامة.

(صوت طرقات عنيفة: أستيقظ عليك اللعنة، لقد تأخرت عن العمل كعادتك).
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق