بقلم: صبحى فؤاد
منذ أسبوع تقريبًا كتبت بخصوص دعوة الأخوان المسلمين للحوار والتفاهم مع المصريين الأقباط وقلت متسائلا : مالذى سيخسره الأقباط إذا قبلوا دعوة الأخوان للحوار ؟
ورغم عدم قناعتى بمصداقية وجدية الأخوان المسلمين، بما قالوه أو عرضوه عبر الصحف ومواقع الإنترنت .. ورغم أنى كنت أشك فى أن دعوتهم لإرضاء الأقباط هى دعوة خالصة لوجة الله، الإ أننى كتبت مشجعًا قيادات الأقباط داخل مصر لقبول دعوتهم، ومحاورتهم، والإستماع إليهم، والتعرف على تفاصيل خطتهم بشان التعامل مع غير المسلمين من أبناء مصر كما تفعل الحكومة، وجميع الأحزاب السياسية الموجدة فى مصر، وكل المهتمين بمستقبل هذا البلد.
وبعد أن كتبت ما كتبت، ونالنى بسببه كثيرًا من الطوب، والزلط، والنقد الشديد ، من جانب بعض أحباءنا الأقباط ،الذين كانت ردود أفعالهم عاطفية، متسرعة، قاسية، لم أسمع بعدها كلمة واحدة سواء من قيادات الأخوان، أو أى عضو من أعضاءهم بشان هذة الدعوة، وكأنما كانت دعوتهم وكل كلمة قرأتها مجرد خطأ مطبعى أو زلة لسان أو فبركة صحفية .
ولكن أغلب الظن أن هذة الدعوة غير الصادقة، كانت مجرد محاولة صبيانية خبيثة؛ لجس نبض الأقباط وردود أفعالهم قبل حلول الإنتخابات، وفى نفس الوقت إرسال رسالة غير مفهومة أو واضحة لمن يهمة الأمر فى مصر !!
حقيقة كنت أتمنى أن يكون الأخوان المسلمين صادقين فى دعوتهم للوفاق الوطنى، ووضع نهاية للصراعات الطائفية البغيضة، ونشر المودة والمحبة بين المصريين، ولكن للأسف التجربة تقول لنا أن واقع الأخوان الذى نجده يتلون من وقت لآخر مثل الحرباء، ويغير جلدة مثل الثعابين، بالإضافة إلى تاريخهم الدموى العنيف المتآمر، يخالف تمنياتى وأحلامى "الرومانسية" للتفاهم والجلوس معهم على مائدة واحدة، من أجل نشر السلام والخير والوئام على أرض مصر !!
لقد شعرت حقيقةً بالخجل من نفسى عندما قرأت بعد يوم، أو ربما يومين، عقب نشر مقالى الذى دعوت فيه الأقباط لقبول مبدئى لفكرة الحوار مع الأخوان فى موقع " الأقباط متحدون" ، كلامًا منسوبًا لعضو اخوانجى سوف يرشح نفسه فى الإنتخابات القادمة، يؤكد فية إصرارهم على التمسك بشعارهم "الإسلام هو الحل"، وفى نفس الوقت يحاول بسذاجة متناهية إقناعنا بتقديره وإحترامه للمواطنة، والاقباط، والوحدة الوطنية، ووحدة الصليب والهلال ..
وأخجلنى أكثر ما قرأته فى الصحف المصرية، من إنتقادات حادة و تهديدات وتحذيرات من قبل بعض أعضاء مجلس الشعب المصرى، المحسوبين على الأخوان، ضد وزير التعليم، لمجرد أنه طالب بإعادة النظر فيما يتعلمه أطفالنا الصغار فى مدارس مصر من تعليم دينى مسموم غير صحيح، يؤثر على عقولهم ويزرع فى نفوسهم التعصب والتطرف والكراهية ضد الآخر.
وختامًا تُرى هل يدرك الأخوان المسلمين، الذين نعرف جميعًا أنهم صنيعة نظام السادات، وتربية خليفته الرئيس الحالى "مبارك" أن المبادرة الوحيدة التى نطلبها منهم ليست إرضاء الأقباط أو غيرهم، وإنما هى ترك الدين للة وجعل الوطن للجميع، والتوقف تمامًا عن المتاجرة بالإسلام، والقيام بالمشاركة برجولة، وجدية، وشفافية، فى العمل السياسى والإجتماعى النظيف، لبناء مصر الحديثة ؟؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|