CET 00:00:00 - 17/05/2010

مساحة رأي

بقلم : لبنى حسن
تمن بنات عايشيين لوحدهم و كل ما يملكوا فى الدنيا عربية قديمة و لكن عريقة و قيمة ورثوها عن الاباء و الأجداد, و كان لها سواق اسمه "عتريس" المفترض انه يعمل فى خدمتهم ويساعدهم يوميا على قضاء كل المصالح, و لكن مع مرور السنين بدأ يستضعفهم و زادت سطوته و بدأ يجيلهم حسب مزاجه و قد لا يأتى لأسابيع خاصة بعد ما البنات اكتشفوا انه بيسرق قيمة البنزين باستمرار...

ده غير انه بيستخدم عربيتهم للتربح من خلال نقل الركاب و احيانا البضائع...و كمان بقى بيعامل البنات كخادمات و كأنهم همه اللى بيشتغلوا عنده, فصار يأخذ طعامهم بالعافية, و يجبرهم على غسل ملابسه, ويأخد منهم المال عنوة و يقتحم بيتهم وقت ما يحب, و كان بيضرب البنت اللى تبدى اى مقاومة أو حتى اعتراض أو امتعاض..و الأهم انه كان بيهددهم دايما انه ممكن يلجأ لابن خاله مخبر القسم لبهدلتهم و تلفيق اى تهمة لو مش عاجبهم بالذات ان ابن عمهم و عدوهم اللدود اللى طمعان فى العربية من زمان واقف فى صفه و مستعد يشهد ضدهم.

و لما طفح الكيل و بقي واضح ان السواق بلطجى و ناهب مال البنات و مستعبدهم بلا رحمة, قرروا يطلبوا منه يسيب العربية و يروح لحاله و مش مهم اللى اخده منهم او اللى سببه لهم من عذاب و خسائر و اهانه على مر السنين... و لكن لأنه سمج و بارد الأعصاب بطبيعته و كمان مستمتع و مستفيد بالوضع القائم فكان لا يبالي مهما حاولوا استعطافه.

 و لما أعيت البنات كل الحيل اقترحت واحدة منهم الاستسلام و الرضي بالحال, و كان مبررها انهم اتعودوا عليه و يعرفوا كل خباياه و بالتالى ممكن يكون أحسن من غيره اللي جايز يكون أبشع! و هنا انضمت لها أختها الأصغر و أيدت كلامها و أكدت أنه على الرغم من اساءه استخدامه للعربية و تشويها و بهدلتها لانه اساسا بيسوق بدون رخصة لكن يكفى ان العربية مازالت موجودة و أكيد فيه أمل أنه يموت و ترجع ليهم العربية.

أما باقي البنات فرفضوا الانهزام و الذل, و راحوا لجارهم المثقف, و فعلا حاول التدخل بأدبه المعهود, فما كان من عتريس إلا انه جاب أصدقاؤه البلطجية و نزلوا فيه ضرب و لكن سرعان ما انضم للجار عم عبدو البواب اللي كان بيعاني هو كمان من أساءة معاملة عتريس له و لأولاده و زوجته... ده غير عم ميخائيل البقال اللي كمان كان متضرر من عتريس لأنه كان بيفرض عليه إتاوة و بياخد بضاعته بتراب الفلوس...و بسرعة انضمت كمان الست أم مصطفى صاحبة الكشك المقابل للعمارة لأنها كانت هي كمان شايفة المر من عتريس, و كانت حزينة لحال البنات اللي بقى وقتهم كله موزع بين الدعاء على عتريس و بين نحيب و بكاء أو استعطاف عشان يسيب العربية.

البلطجية أصدقاء عتريس و ابن خاله ضربوا الجميع و هددوا بسحلهم و جرجرتهم على القسم و سجنهم كمان لو عادوا تانى و اعترضوا... و من يومها و البنات مش عارفين يعملوا إيه؟!...و بيسألوا يا ترى ده قدر و مكتوب و عليه الصبر مطلوب؟ و لا ده إجرام و عليه الثورة مش حرام؟

Lobna_hassan88@yahoo.com
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق