CET 00:00:00 - 17/05/2010

مساحة رأي

بقلم :  فاضل عباس 
 عندما نتحدث عن مؤامرة تقسيم وتجزئة الوطن العربي إلى دويلات صغيرة وندعو إلى إعادة دمج أجزاء الكيان المجزأ فليس ذلك الخطاب من واقع شعارات قومية بل هي حقيقية يكشفها التاريخ والدول الاستعمارية وما قامت بهما هذه الدول من جريمة دولية بحق الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، فاتفاقية سايكس- بيكو والتي وقعت في 16 آيار 1916 بين فرنسا وبريطانيا لتقاسم الدولة العثمانية المريضة في ذلك الوقت شاهد حي على جريمة تجزئة الوطن وجريمة وعد بلفور واحتلال فلسطين كواحد من أخطر تبعات هذه الاتفاقية والتي لازالت اثارها قائمة في سيطرة الحركة الصهيونية على فلسطين والقدس والقتل والدمار الذي لحق بالشعب الفلسطيني نتيجة هذا الاستعمار الجديد.          

هذه الاتفاقية التي قسمت الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا وروسيا والتي كشفت عنها روسيا بعد انتصار الثورة الاشتراكية فيها عام 1917 قد وضعت الهلال الخصيب إلى مناطق نفوذ تسيطر فيها فرنسا على سوريا ولبنان والموصل من العراق، وتسيطر بريطانيا على بغداد والبصرة حتى امتداد الخليج العربي، ومينائي حيفا وعكا في فلسطين ووضع إدارة دولية للانتداب على فلسطين سهلت بعد ذلك دخول الصهاينة إلى فلسطين واحتلالها.          
             
لذلك عندما نتحدث عن هذه الاتفاقية والذي لازالت اثارها قائمة فلا بد لنا من التفكير في الخلاص من اثار هذا الاتفاق عن طريق تشكيل جبهة خلاص من القوي والاحزاب التحررية العربية تعيد التواصل الجغرافي بين ما تم تجزئته، فاذا كانت فلسطين ووعد بلفور المشؤوم هي احد التبعات الرئيسية لهذه الاتفاقية فإن تحرير فلسطين ومقاومة الاحتلال الصهيوني يعتبر ركيزة اساسية في سبيل الخلاص من هذه الاتفاقية واثارها السلبية، ولكن لماذا هذا الصمت الرسمي العربي عن رفض هذه الاتفاقية والخلاص منها ؟ فنحن اليوم بحاجة الى توعية الشباب بحقيقة هذه الجريمة وتجزئة الامة وهي مهمة الاعلام العربي والاحزاب العربية.

وعليه فان من يقرأ هذه الاتفاقية يعرف تماما حقيقة هذه الحرب الاستعمارية ضد أي مشاريع وحدوية أو تكاملية عربية ولكن هذا لا ينفي مشاركة عدد من الأنظمة العربية في ترسيخ هذه التجزئة من ومن هنا فإن بعض الحكام العرب شركاء في هذه الاتفاقية بما يقومون به يومياً من تخريب للعمل العربي المشترك بما يؤمن لهم البقاء في الحكم تحت الحماية الغربية والأمريكية فالبعض يعتقد أن التجزئة هي طريقة للسلطة والاستمرار فيها.                                          
لذلك فنحن اليوم بحاجة لخارطة طريق للخلاص من هذه الاتفاقية وهي التمسك بالمقاومة والتحرير والديمقراطية، فالتجزئة مرتبطة بالاستبداد والشعب العربي إذا وضع أمام استفتاء حر وديمقراطي فسوف يرفض التجزئة ويطالب بالوحدة لذلك فان هذا الوعي بخطورة هذه الاتفاقية ورفضها والذي تعزز مع قيام حركة القوميين العرب يجب الاستمرار عليه ليشكل قاعدة لكل القوي والأحزاب العربية حتي الخلاص كما أننا بحاجة إلى تعديل في ميثاق الأمم المتحدة لتكن السلطة الفعلية بيد الجمعية العامة وليس مجلس الأمن حتى لا تتحول الأمم المتحدة إلى حامي والاستعمار وتصبح تجزئة واستعمار الوطن العربي بموافقة أممية نتيجة هذه الهيمنة الغربية والأمريكية على مجلس الامن.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق