CET 00:00:00 - 17/05/2010

مساحة رأي

بقلم : د. رأفت فهيم جندى 
الجميع موقن أن الرئيس مبارك مصاب بمرض أخطر كثيرا من حصوة المرارة، وقد مر بجراحة دقيقة كان من الممكن ان تودى بحياته، ولهذا كانت كل العائلة معه وقتها. وربما لن تطول ايامه ليصل لوقت الأنتخابات القادمة. نحن لا نفرح لأى شر له، وكل منا سيأتى له يوم مثل هذا. 

الرئيس مبارك وهو فى وقت نقاهته بالمانيا اصدر أمرا بإنشاء كنيسة فى مدينة 15 مايو، ويظن البعض أنه يريد ان يقول للعالم أنه عادل للأقباط ويراعيهم حتى وهو مريض وفى وقت نقاهته، ويظن البعض الآخر انه ربما يمر الآن بصحوة ضمير بسبب مرضه، وربما يكون ايضا قرار إنشاء هذه الكنيسة تخديرا لهذه الصحوة، فاعداد غفيرة من اقباط القرى وايضا مراكز كثيرة لا يجدون كنيسة بالقرب منهم ويكلفهم الذهاب للكنيسة مالا طاقه لهم به من أجور مواصلات وليست فقط مدينة 15 مايو التى تحتاج لكنيسة. 

عندما كانت زوجة الملك السابق احمد فؤاد ابن الملك فاروق على وشك الولادة عام 1979 استأذن الرئيس السادات أن تأتى زوجته لمصر لكى تضع مولودها.  وعلى العكس من هذا ذهبت زوجة جمال مبارك لأنجلترا لكى تضع مولودها. من هذا الوقت نستطيع أن نوقن أن جمال مبارك لا يفكر فى حكم مصر، أو أن جمال مبارك قد ادرك أنه لا يستطيع أن يكون ملكا لمصر. ولقد عمل جمال مبارك رئيسا لفرع بنك اوف امريكا فى لندن من قبل وربما اراد ان تكون ابنته بريطانية المولد منذ البداية استعدادا للمعيشة هناك بعد وفاة والده، وربما غير هذا.   

بالرغم مما فعله مبارك من سحل واذلال للأقباط وقتل وتشريد وخطف لبناتهم خلال 28 عاما فنحن نطلب من الرب أن يعطيه البصيرة لكى يدرك مصيره الابدى، ولنا رجاء لكل شخص حتى ولو كان طيلة حياته غير مبارك مثل الرئيس مبارك. والقديس موسى الأسود كان مجرما ايضا قبل توبته ولكنه انتهى بكونه قديسا واستشهد أيضا.

الرئيس مبارك امامه فرصة ذهبية من بضعة اشهر لكى يصلح الطريق للقادم الجديد، سواء كان القادم عمرو سليمان او البرادعى او غيرهما، الا وهى تعديل مواد الدستور التى لا تستقيم مع العدل واولها وجود المادة الثانية فى الدستور والتى تقول أن الشريعة الأسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، هذه المادة التى تجعل الغبن للأقباط عدلا.

هل سينتهز مبارك فرصة هذه الشهور المتبقية له لكى يقيم عدلا كان هو من اشد المغتالين له؟ وهل ستسمح له القوى المحيطة به بهذا لو اراد؟ نتمنى له أن لا يستمر فى عناده وتحجره مثل فرعون مصر أو استهتار "بلشاصر" البابليين الذى استهان بالمقدسات وقيل له من قبل الرب "وُزِنْتَ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْتَ نَاقِصاً." (دانيال 5 : 27) وفى نفس الليلة أعطيت مملكته لداريوس المآدى.

نرجو أن يكون ـ ولو فى اواخر حياته ـ الرئيس مبارك للمصريين ولا أن يكون بلشاصر للبابليين.    

رئيس تحرير الأهرام الجديد الكندية

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق