CET 00:00:00 - 18/05/2010

مساحة رأي

بقلم:سوسن ابراهيم عبد السيد
بكيتُ بحرقة قلب الأم ، وأنا أشاهد برنامج على قناة المحور ، يستضيف والدة الدكتورة الصيدلانية / "إيرين" ، التى قتلها زوجها فى أحد الفنادق بالأسكندرية ، ورغم اقتناعي الشديد بأن هذه القصة ليست القاعدة ، وإنما هى جريمة شاذة ، لا علاقة لها بالزواج فى أية ديانة , ولكننى كأم ، شعرت بلوعة فراق فلذة كبدها ، التى حلمت - منذ أن كانت فى المهد - بيوم زفافها ، ورؤيتها بالثياب البيضاء..تُزَفُ إلى عريسها ، الذي من المفترض فيه أنه إنسان ، سيُقدر شريكة حياته .

و يتساءل الكثيرون والكثيرات من المقبلين على الزواج : كيف أعرف أن هذا الزواج من عند الله؟
بدايًة...أود أن أقول : إنه لا توجد قاعدة جوهرية لمعرفة ما إذا كان هذا الزواج سينجح ام لا ؟!!
ولا أحد يقدم على هذه الخطوة ، وفي داخله ذرة شك من فشل هذه العلاقة ، بل تكون دائمًا الأحلام الوردية ، هى المسيطرة على الفتى والفتاة ، في مرحلة ما قبل الخطوبة والخطوبة ، وحتى يوم الزفاف ، ولكن ما أودُ الإشارة إليه هنا ، أنه توجد عوامل تساعد على إنجاح هذه الزيجة ، كما توجد عوامل على فشلها ، ولأن الزواج فى المسيحية هو علاقة أبدية بين الطرفين ،  فلابد له من أُسس ثابتة وقوية ، حتى نضمن لهذه العلاقة الديمومة.
وأُسس الزواج السليم أربعة:
1) التوافق الديني والروحي.
2)التوافق العمري.
3)التوافق التعليمي والثقافي .
4)التوافق الاجتماعي.

ولا شك أن اختلال أحد هذه الأُسس يسهم فى اختلال العلاقة ككل .
فلا يمكن لمختلفي الديانة مثلاً أن يستمرا ، لأنه معروف بآيةٍ صريحة وردت  بالكتاب المقدس ، بعدم اجتماع النور والظلمة معًا ، كما أن الفارق الكبير بين الأعمار يوَّلِدُ مشاكل جمة ، نظرًا لاختلاف الخبرات ....و هكذا...
و قد يتساءل البعض ...عما إذا توافرت كل هذه الشروط ، ومع ذلك نجد حالات من الزيجات الفاشلة ...ولهؤلاء أقول: لابد من وجود الله ، ليس فقط فى داخل البيت بعد الزواج ، ولكن قبل إتمام أية مراسم للارتباط. فكيف يتم ذلك؟؟

أقولها - وعن تجربة شخصية - أنها كانت نصيحة أبى الغالى .. وهى تخصيص خمسة عشر يوما من الصوم والصلاة لعائلتي الخطيب و الخطيبة ، قبل إتمام أية مراسم للارتباط ...على أن تكون العلاقة بينهما فى أضيق الحدود –لاستبعاد التأثيرات العاطفية والنفسية -وليطلب كل منهما ارشاد الرب ، ويضعا حياتهما بين يديه...و يمتثلا لما ستسفر عنه تلك الأيام من أحداث.
و لتتأكدوا يا من تُقبلونَ على الزواج ، أن الله لا يخذل الملتجئ إليه ...وقوة الصلاة والصوم التى نقلت الجبال فى يوم من الايام ، قادرة أن تكشف لكم : هل هذا الزواج من عند الله أم لا؟؟

قد تغمر الأسرة سعادة ، إذا ما تقدم لابنتها شخص ، وكما يقولون باللغة "العامية"{لُقطة}خاصة وأننا فى زمن تعالت فيه صرخات الأهالي من تزايد نسبة العنوسة بين الفتيات , وبعد أن كان الأهل يثقلون على العريس بطلبات تعجيزية ...أصبح القول السائد حاليًا:..(المليان يصب على الفاضي)...و فى غمرة تلك السعادة يتناسوا وجوب وجود الله ، ويكتفوا بإتمام المراسم الكنسية ، واعتبار ذلك مباركة لهذه الزيجة ، ورغم يقيني بأن إتمام الارتباط بين الخطيبين ، و نوالهما لسر الزيجة المقدس فى الكنيسة ، مبدًأ أساسيًا للزواج المسيحي ، ولكن اختبار وجود الله فى حياتنا يكون فى كل الاوقات ، وفى كل الأماكن: فى المنزل , فى العمل , فى الشارع , فى كل شئ.
ليعطنا الله صلاحًا ،وطهارًة ، وشركًة روحية فعالة معه ، حتى تستقيم حياتنا معه ، فنحن بدونه لاشيء.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٣٤ تعليق