مهندس"ش.ن": البلد ستكون أفضل بدون قانون الطوارئ. كان القرار مبنيًا على فرضية أن صفوة المجتمع فيها حكماؤه و أمراؤه – حتى و إن بعدوا عن السياسة و همومها، و على الرغبة فى معرفة كيف تقبلت تلك الفئة، والأسر التى تنتمى إليها هذا القرار، وهل فعلاً تعيش تلك الفئة فى أبراج عاجية بسبب رفاهية حياتها، و لا تحس بمشاكل مجتمعها؟ بدأت لقاءاتى بعد العِشاء، فى إحدى أمسيات أجازة نهاية الأسبوع المنصرمة، لأضمن أعلى كثافة تواجد بالنادى، أو ما أستطعت منها ، حيث أن ما لا يقل عن نصف من حاولت استطلاع رأيهم قد رفضوا – أو بالأحرى رفضن - إذ لم يرفض الإشتراك من الرجال الإ اثنين، بينما رفضن الحديث كل النساء المحجبات تقريبًا، ومن كل الفئات العمرية، وبعضهن لمجرد رؤية كارنيه الصحافة الذى استعملته للتعريف بنفسى. و سأعرض لكم آراء بعض من قابلت. و قد وافقه المهندس (ش.ن) 60 سنة، الذى كان مصاحبًا لابنته فى تدريبها الرياضى، فى معظم ما قال، إلا أنه قبل بإستعمال قانون الطوارئ لإستئصال الإرهاب و البلطجة، و لما كان الإرهاب قد زال أو يكاد، والبلطجة زادت فما اللزوم لتمديده؟ أما السيد (س.س) 43 سنة ويعمل بمجال التعليم، فكان رأيه أن قانون الطوارئ هو مرحلة ضبابية لا فهم فيها للحقوق، ولا للحدود المفروضة على المواطنين و الجهات الأمنية، مما يحطم الفكرة الأساسية لمفهوم القانون، و يخلق أجيالاً لا تعرف ما عليها بعد أن سُلب منها ما لها. وقريبًا من حمام السباحة، قابلت ثلاثة فتيات فى سن الشباب، وافقن على الإدلاء بآرائهن – أخيرا – فى الموضوع؛ كانت منهن اثنتين محجبتين، و الثالثة غير محجبة، وسأرمز إليها بالحرفين (ن.ج). فجأتنى (ن.ج) 22 سنة، طالبة – بسؤال ردًا على أسئلتى عن رأيهن فى قانون الطوارئ، قالت: "و هل نعرف قانونًا غيره يحكم هذه البلد؟ ثم توجهت إلى سيدة مصرية فى أواسط العمر – طبعًا لم أسألها عن سنها ، عمل طبيبة؛ كانت ترتدى ثيابا فاخرة جدًا، و حلياً ماسية، وإن كانت بسيطة و تتناسب مع تواجدها فى نادٍ ،و ليس فى سهرة، إنما تدل على ثراء عريض و مستحق، وأوضحت لى أنه لا يهمها إلا قانون العلاج على نفقة الدولة، وحكت لى عن حالات تقوم بعلاجها من البسطاء المستحقين للعلاج، ولكنهم لا يحصلون عليه، أما قانون الطوارئ فلا يعنيها الإ إن طال الظلم ابنها، وقتها ستُشرّح من ظلمه بأظافرها و ليس يالمشرط. وكانت آخر مقابلة لى مع رجل طيب، مصرى شديد المصرية: عم (ص.ص) منادى السيارات بالنادى، حاصل على شهادة محو الأمية، وله من العمر 47 عامًا قضاها كلها بالنادى، منذ أن كان فى التاسعة من عمره أو قبل ذلك. قلت له : ولكن الكل إلى زوال ، قال بأنه يتمنى أن يخلفه "عمرو موسى"، لأنه كان حريصًا وهو يتكلم أن يشرح كلامه بحيث يفهمه عم (ص.ص)، و أنه لا يخشى أن يجر "عمرو موسى" مصر إلى الحرب مع "اسرائيل" لأن الحرب مع اسرائيل خطا. من كل ما سبق، لا يستطيع أن يجادل أحد فى أن الطبقات المرفهة فى معزل عن الحراك السياسى، ولكنى أجزم أنهم يقفون منه موقف المتفرجين وليس اللاعبين، و هم أجدر و أقدر على خوض معترك السياسة؛ فالمفروض أن قيادة الأمة واجب على مثقفيها وصفوتها، ولكنهم يتخذون مواقع النقاد بدون المشاركة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |