CET 00:00:00 - 18/05/2010

لسعات

بقلم : مينا ملاك عازر
"أنا بعشق الطريق عشان فيه لُقانا وفرحنا وشقانا، أصحابنا، شبابنا، وفيه ضحكت دموعنا وفيه بكيت شموعنا، وفيه ضاع الصديق، لكل ده أنا بعشق الطريق".
 والآن المظلومين يعشقوا الطريق عشان فيه صوتهم بيتسمع، والمسافرين بيكرهوه لو المظلومين قاطعينه.
وفي مصر طرق كثيرة، الطريق الدائري، ويقطعه سكان "جزيرة محمد"، واللذيذ في هذا الأمر أن المكان ليس جزيرة، ولكنهم أصبحوا جزيرة في دفاتر الدولة، وغير معروف فين المحافظة في خريطة الجغرافيا، ويا ريتك يا ستة أكتوبر ما بقيتي محافظة، لإنك من ساعة ما بقيتي محافظة مش عارفة تبقى محافظة على الناس، والناس عايزة تروح للجيزة.

 والنوع التاني من الطرق، الطريق الساحلي الدولي، إللي أول من قطعوه عطاشى مصر من سنوات طويلة.
 كمان عندنا الطريق الزراعي، إللي ممكن تقطعه في أي لحظة ، "بقرة"، "جاموسة"، حمار معدي وهو يتمخطر ، و تقف السيارات بكل احترام لجنابه على ما يعدي، في احترام كامل من الإنسان للحيوان، وهو مشهد فريد ، يجب على كل منظمات حقوق الحيوان في العالم أن تأتي تسجله لتشهد لنا فيه كم نحن "حنينين" على الحيوانات، و"قاسين" على البني آدمين.

ولم يكن "عبد الحليم"، ومن ورائه "نزار قباني" يعرفان أن جملتهم المشهورة التي قالوها في قصيدة قارئة الفنجان "لكنك طريقك مسدوداً" ستكون واقع، وكنا نفهم أن يكون الطريق مسدود داخل القاهرة بفعل المرور وتكدس السيارات، لكن أن تقف الطرق السريعة وتُسد ده الجديد، يعني الواحد بقى خارج من بيته الله وحده أعلم إن كان حايرجع ولا لا، طبعًا هو في كل الأحوال لا يعرف إن كان سيرجع أم  لا، ولكن تعددت الأسباب والموت واحد.
 فقد يأخده عزرائيل فسحة بلا عودة للآخرة، وقد يدوسه أتوبيس أو أي حاجة، لكن المفارقة إنه بيبقى حي – ليس حي من الأحياء التي تجري فيها الرشوة على قدم وساق أقصد على قيد الحياة -  ولكنه لا يستطيع العودة لبيته لا لشيء، إلا لأن طريقه مسدود مسدود يا ولدي.
وللأسف أسموا من يقطعوا الطريق للمطالبة بحقوقهم، على حد قولهم، وحسب وجهة نظرهم، قطاع الطرق..

كان اللى يقطع الطريق زمان يثبتك في فلوسك وهدومك، وممكن يأسرك، أما اليوم فقطاع طرقنا يقطعوه ليقطعوا الطريق على من ظلموهم.
 على كل الأحوال نحن نرفض قطع طريق الناجحين لحساب الفاشلين، ولحساب المتطفلين على النجاح، ولذا من هذه اللحظة قررت أن أقطع الطريق في هذه المقالة عند هذا الحد، ونقف هنا مع من قطعوا الطريق ليطالبوا بحقهم، ونقف ضد من قطعوا الطريق أمام كل ناجح لنمنعهم عن قطعهم للطريق.
وبإختصار مفيد،  لا تتم الأعمال العظيمة بالقوة وإنما بالصبر.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

وماذا بعد النيل؟

تُك تُك

قُطّاع الطُرق

قانون الطفو

كمادات

جديد الموقع