CET 08:35:01 - 18/05/2010

مساحة رأي

بقلم: د.صبري فوزي جوهره
وجه جديد اشرق على افاق المنطق و الفلسفة (الخايبه طبعا) هو لسيدة تدعى سحر جعارة يقال انها تعمل بالصحافة. قدمت السيدة الفاضلة دفاعا عن تعدى دكتور(يقال انه فى الصوفية) يوسف زيدان, عنترة بن شداد عصرنا الذى استهدف التاريخ و العقيدة المسيحية بالتهجم و الكذب و التضليل فى كتابين حققا له شهرة لم يكن يحلم بها مطلقا الى جانب النعنشه ببعض النقدية.
 
لن اتحدث عن نقائص شخصية دكتور زيدان طويلا  بالرغم من الكثير مما سمعت فى هذا المجال. مصدر معلوماتى عن سلوك زيدان فى مكان عمله جاء من احد اصدقائى المقربين الذين اثق فى صدقهم و وموضوعيتهم و نزاهتهم , كان قد عانى من دكتورزيدان كرئيس مباشر له خلال عمله بمكتبة الاسكندرية. جاء سرده للقصص مطولا و متعددا. الملخص المفيد ان الرجل كان يبدى تعصبا علنيا مرضيا  بلا خجل ولا وجل تجاه المرؤسين الاقباط, و ان كان له الخيار و الفقوس بين مرؤسيه. و ساترك للقارىءالكريم فراسة التخمين فيمن كان منهم من الصنف الاول و من كن من النوع الاخر.  قال لى الرجل بوضوح ان دكتورزيدان  كان اسوأ من عمل معهم بلا منازع. و على العكس من ذلك كان ثنائه على دكتور اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة, و رئيس زيدان, ابن الاصول, جزيلا و مستفيضا مما جعلنى اكثر ثقة فى الافتراض بعدالة و صحة مقولاته.   لم يكن الامراو القصد هو اغتياب زيدان بل جاء فى معرض حديثنا عن الانباء التى جائت عن "مسكنته" المفاجئة بعد استئساد "اصطناعى" ما كانش خايل عليه و بعدان  تصدى له اخيرا محاميان قبطيان رفعا عليه دعوى لازدرائه العقيدة المسيحية.
 
حقيقة الامر هى اننى لم انوى فى كتابة هذا المقال تبيانا لسلوك دكتور زيدان المعيب حيال الاقباط و عقيدتهم او الرد عليه  فهذه امور قيل فيها الكثير. اضف الى ذلك اننى لم اتعرف على الرجل شخصيا (و مش عايز) و من ثمة, فليس من العدل اوالحكمة التصدى  له  باقوال غير ايجابية. أضف الى ذلك الحقيقة المعروفة بان كثرة الحديث عن التافهين او عن تفاهاتهم لن تزيدهم سوى "انتفاخ" كاذب فيخيل للضفدع انه فى حجم  الفيل و يمكن كمان يهجم عليه!  ولكنى شرعت بتقديم ما سمعت عن زيدان تمهيدا لتقديم ما الايد ان اعبر عنه حقيقة فى هذا المقال وهو فساد و خطورة عبقرية مدام سحر جعارة و دفاعها غير المجيد عن اخيها فى الاسلام دكتوريوسف زيدان.
 
يتلخص دفاع السيدة جعارة و تبريرها لتطاول دكتور زيدان على المعتقدات المسيحية الرئيسية خاصة عمل المسيح لخلاص البشر وتسائله نزل ليه الى الارض بينما كان فى استطاعته فعل ذلك وهو قاعد فى عليائه يلعب عشره طاوله مع احدهم. بررت مدام جعارة هذه السفالة بمنطق خطير بقدر فساده. قالت ما معناه ان يوسف زيدان مسلم و نطق الشهاده بوحدانية الله و  بشخص رسوله, و من ثمة لا يمكن له قبول و الموافقة على خلاص المسيح للبشر و الا لاصبح مرتدا عن الاسلام.
وواقع الامر انه الى هذا الحد, لا جدل مطلقا فى سلامة المنطق ولكن الخطأ و الخطر و الفساد يجيىء فيما تلى. وهو ان تعلق السيد زيدان بهداب الاسلام يوجب عليه الاستهزاء بالمسيحية و الا   لتعرض للاتهام بالردة عن دين الله الحنيف.
 
طيب يا ست جعارة, هناك فى مصر ما يقرب من عشرة ملايين قبطى لا يعتر واحد منهم بمجرد بنبوة رسول الاسلام داعيك عما جاء به.  مش بس كده, ده عندهم من دواعى الاستهزاء ما تنوءله العصبة ذوى القوة كما  تعلمين بلا شك لو كنت عايشه فى عالمنا هذا. ثم لماذا الغضب و الهيجان على كل من هوب ناحية الاسلام بنقد حتى و ان كان منطقيا و سليما و مفعما؟ سيادتك عايزة الدنيا تكيل بمكيال خاص للاسلام  اما ماعداه فلا مانع يمرمطوا به الارض؟...ام انك ستقفين مدافعة عن المستهزئين بالاسلام عملا بمبدأ المساواة بين البشر  و تجيبيلهم عيش و حلاوة فى السجن اذا عملوها و استهزأوا بالاسلام لاظهار تمسكهم بمعتقداتهم المسيحية استهزأ لابعاد شبهة الردة عنهم كما فعل زيدان حسب منطق سيادتك؟ ما هو برضه المسيحى اللى يعترف بالاسلام مرتد عن المسيحية... فهل تسمحى لنا ان ندخل معاكى "قافية" كل واحد يسخر من الاخر ليثبت تمسكه بعقيدته؟ هل تعتقدين ان هذا يسر الله و يرضيه عندما يرى خليقته تتصارع و تتقاتل باسمه؟ اذا كان هذا هو منطق فضيلتك فهو مناف تماما لمنطق اله المسيحية.
 
اعتقد ان فيما كتبت اعلاه تبيان لفساد منطق السيدة جعارة. ولكن الفساد لم يصبح بالامر غير المعهود فى مصر اليوم. فالتعصب و الاحساس المكتوم بالدفاع عن قضية خاسرة و التحفز لتبرير عقيدة و فكر و سلوك اصبحت جميعها محل نقد حتى من بعض المستنيرين من اتباعها و شيوع الاعوجاج فى كل فكر و منطق و عمل فى المحروسة, بالاضافة ربما الى محدودية ثقافة ووعى مدام جعارة و من سمح لها بنشر هرائها هذا تحت مسؤليته و ناظريه, كلها عوامل تؤكد و تفسر فساد الفكر وهو الامرالذى اصبح معتادا و مقبولا و متبعا فى مصر اليوم.
 
اما الخطورة, كل الخطورة, فهى فى "فكر" السيدة جعارة.   فتكمن فى سماحها و تبريرها للمسلمين بالتهجم على الاقباط و تحريضها غير المقنع او المهذب لهم على ذلك لاثبات تمسكهم بالاسلام, و كأنهم ناقصين! ثم ما قد يقوم به الاقباط من رد الصاع صاعين خاصة و انهم قد خرجوا عن صمتهم الطويل وان لديهم كما ذكرت الكثير جدا من الحجارة ليلقونها على بيت من زجاج ظهرت فيه للعالم باسره شروخ  عميقة فعل. عندئذ ستقوم القيامة فى مصر. فلم يعد الاقباط يتلقون الصفعات وهم راضخون.
 
الست جعارة اتلمت على مولانا عمارة و السيد زيدان ابو نضاره  وغيرهم من العقول المتأسلمة الجبارة و اعلنوه موسما مفتوحا على اهل مصر من النصارى , ليتهم يعلمون فى اخر الامر على من ستحل الخسارة....
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق