CET 00:00:00 - 20/05/2010

مساحة رأي

بقلم : نبيل المقدس  
في مقال  للأستاذة سحر الجعارة في صحيفة المصري اليوم بتاريخ 14 - 5 - 2010 عدد رقم 2161 تحت عنوان ( الردة بديلا للإزدراء ) ... حيث تتكلم عن الإرهاب الفكري الذي يحاصر الدكتور " يوسف زيدان " , وعن دعاوي الحسبة التي تتربص له عقابا علي رواية عزازيل , وكتابه الاخير " اللاهوت العربي " . أحب أن أوضح للأستاذة سحر ان المسيحية عموما وكل من يحياها , لا يؤمن إلاّ بالحرية ,
 
ونحن جميعنا ضد رفع دعاوي الحسبة علي كل من في نظره أو نظر محبيه أن ما ينشرهُ أو ينتجه من أفلام أو مقالات أو دراسات فيها إزدراء للحياة المسيحية . لأن حياتنا المسيحية توصي بمحبة الآخرين , و علينا أن نتحمل أخطاء الآخرين إلينا , ولا داعي لذكر آيات  كشواهد لهذه الوصايا... لأن المسيحية ليست وحدها التي تحمل هذه السمات ... بل جميع ديانات العالم حتي الوثنية تمتلك هذه السمات ... فهذه السمات هي سمات إلهية يضعها الله في الإنسان كأي سمة جميلة أخري , وعلي الإنسان إستخدامها , او رفضها . نحن نقبل أي فكر ... وعلي مر العصور نجد أن الحياة المسيحية تواجه إزدراءات كثيرة ومقاومات عظيمة ... لكننا لم نسمع أن مسيحي واحد قد أقام قضية سب وإزدراء ضد شخص علي مستوي العالم , أو قام بقتل الذي تكلم في حق المسيحية .

لكن أصحاب الديانة الوحيدة والأولي عبر الزمان والتي بدأت برفع دعاوي الحسبة علي كل من كتب نقدا عنها أو  تفسيرا حديثا أو حتي فكر جديد لم يطرق عليهم من قبل هي "الديانة الإسلامية "... حتي أنها رفعت مثل هذه الدعاوي علي من يَدينْ الإسلام لمجرد أنه فكر في تعديل أو تجميل بعض الأفكار التي ربما تكون غير ملائمة لوقتنا هذا , وكأن إلغاء الفكر والعقل هو من ضمن السيئات والتي سوف تكون عواقبها وخيمة علي ايديهم , ولا يتركوا الههم هو الذي يحافظ علي كلمتهِ.

الكنيسة كمؤسسة لا ترضي ابدا برفع دعاوي حسبة ... أما الكنيسة كشعب , فهم مهما يكن إيمانهم لكنهم بشر , لا يتحملون تكرار الضربات بدون هوادة ... فالعقدة هنا في العبارة التي إستخدمتيها كمثال ...( هل المطلوب من الدكتور زيدان أن يخرج من ملته ويكفر بما جاء في القرآن درءاً للشبهات ؟ فلقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح إبن مريم .. المائدة - 17 ). وقد أحسنتي في قولك بعد ذلك وهذا مشهود لك , أنه لا يُوجد مسلم أو قبطي مسئول عن التناقض بين العقيدتين , ولا يُوجد عاقل واحد يطلب من باحث ومفكر بحجم دكتور زيدان أن يهرب  من تهمة إزدراء المسيحية إلي الإرتداد عن دينه بإنكار القرآن ليصبح دمه مباحا للعامة , وفتاوي المحتسبين من الفرق الإسلامية ..!!! ..

هنا الخلل في العبارة .. وعلينا أن نستكشف اسباب الخلل .. ولكي نعرف السبب يبطل العجب وربما يكون السبب فى ذلك  هو كلمة ) قد كفر ).. فانا لست أتكلم عن العقيدة بأن القرآن ينبذ فكرة أن الله هو المسيح إبن مريم .. فهذا شأنكم ..  بل نحن نرفض كلمة " لقد كفر " .. لأن كلمة الكفر في مفهومكم تدعو إلي القتل . كذلك كما انتم ترفضون الإرتداد لكي تتجنبوا الإزدراء , (مع  أننا لا نرضي لكم بهذا ) ..فنحن ايضا نرفض الإرتداد , لكن  نطمع بمساحة لنا نتكلم فيها عن آيات في كتابنا المقدس تشير إلي حقائق نحن أيضا نؤمن  بها فمثلا لدينا آية تقول " ويقوم انبياء كذبه كثيرون ويضلون كثيرين" متي 24 : 11 , و تُعتبر هذه الاية في نفس الوقت إزدراء لكم ... فهل علينا نحن المسيحييون أن نرتد لكي لا نكتب كتابا يتحدث عن هذه الاية والتي هي من صميم إيماننا ويُنشر في مصر مثلما يفعل الدكتور زيدان ؟؟.

هنا عقدة الدوبارة يا سيدتي . هل يستطيع كاتب مسيحي أن يكتب كتابا يشرح فيه العبارات التى تشير مثلا  أنه لا مجال لأنبياء آخرين بعد صعود المسيح , او مقالا في صحيفة قومية او غير قومية كما يفعل كُتابكم.؟؟ هل يمكننا أن نفند آياتكم وأحاديثكم وروياتكم بطريقة علمية ومن كتبكم أيضا كما أنتم تفندون كتابنا لكن بالأسف الشديد هذا التفنيد هو من وجهة نظر كتابكم وروياتكم وبدون سند علمي أو حتي تاريخي ؟؟ نحن نريد :-
أولا: لو تكلمتم عن عقيدتنا في صحيفة أو في كتاب يكون كلامكم قائم علي أسس علمية وتاريخية وجغرافية .
ثانيا: ان الذي سيكتب ضد عقيدتنا عليه أن يتوقع اننا سوف نفند ما قاله ويُنشرفي نفس الجريدة أو بكتاب آخر يكون الناشر واحدا في كلتا الحالتين اي يكون ردا للدفاع.

 ثالثا: أن تسمحوا لنا أن نكتب نقدا أو تكذيباً عن ما تؤمنون به بمواثيق تاريخية وعلمية كما يفعل الدكتور زيدان في حق ما نؤمن به ... فهذا حق لنا ونحن لم نجبر احدا علي تصديق ما نقوله . فلماذا إذاً مسموح للدكتور زيدان وغير مسموح لشخص مسيحي له مكانته في الكتابة والأدب ؟؟؟ أليس هذا ما يُطلق عليه الكيل بالمكيالين . ؟؟

أما عن القساوسة فهم لم يخرجوا عن منهج المحبة , كما أدعيتي في مقالك ولم يطلقوا قذائف اللعنات ضد مفكر , كذلك لم يقم أحدا منهم او من شعب الكنيسة بإهدار دم زيدان , فليس عندنا نصوص في كتابنا يأمرنا بهذا ... أما ما فعله المستشار نجيب جبرائيل فقد رفع البلاغ طبقا لعمله الحقوقي فقط , وبعيدا كل البعد عن الكنيسة كمؤسسة , وأنا ضد مافعله وهناك الكثيرين من أبناء الله ( المسيحييون) يرفضون هذا الأسلوب ... فقد كنت اتمنى بأن تكون دعوة المستشار نجيب جبرائيل هي المطالبة بنفس ما يفعله الدكتور زيدان يكون مسموحا لنا ان نفعله  ... بل بالبعكس نحن نريد ان يتواصل الدكتور زيدان , والدكتور العوا , والدكتور زغلول النجار , لكن في المقابل أن يكون لنا نفس الحق , فهذه هي فرصتنا .....!!!!!!!!. وأنت تعلمين تماما ماذا أقصد بالفرصة .!!!!!!  

أما الذين ناصروا الدكتور " سيد القمني " فهم المسلمين المتنورين  المعتدلين  أولا  ثم العلمانيين وهذا شيء طبيعي ... كما أن الدكتور " سيد القمني " لم يمس المسيحية في اي معتقد بل كان يتجنب الحديث أو الكتابة عن الحياة المسيحية ... وهذا عكس ما يفعله الدكتور " زيدان " فهو يقوم متعمدا بنقد كتابنا المقدس مستندا علي آياتكم واحاديثكم ... فهو يتحدث وبكل جرأة كأنه وسام له وسوف يُحمل علي اعناق , بعكس الدكتور سيد القمني ... وما يدهشني هو اننا لم نجد ردا علي الدكتور القمني  من شيوخ أو علماء الإسلام , إلا فقط قضايا حسبة وتكفير .!! 

كل ما نطلبه هو ترك الحرية لنا في الكتابة والتحليل العلمي والتاريخي عن ديانتكم كما يفعل الدكتور زيدان ... هل يا استاذة سحر لديكي الشجاعة ان توافقين علي هذا المطلب ؟؟؟ لا أظن ..!!!! إذاً فمقالك هذا الذي نُشر لك في الجريدة لا يُجدي بشيء بل هو إضافة بنزين لإشتعال الفتنة باقصي سرعة .
وإن كنت تتباهي بمقولة الدكتور زيدان عندما قال ( مصر دمعتنا الوحيدة الباقية , ولن نسكبها تحت اقدامكم ) .. فنحن نقول لكم ( مصر فرحتنا الوحيدة الدائمة , ولن نُكبتها تحت اقدام المتهورين ) . 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٢ صوت عدد التعليقات: ٢٥ تعليق