حقيقة ظهور "العذراء"...كتاب لباحث مسلم

كتبت : ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
فى نهاية عام 2009م، لم يكن هناك حديث للناس فى مصر سوى عن ظهور السيدة العذراء مريم ببعض الأماكن بالقاهرة، مما دفع مئات الآلاف منهم إلى التجمع حول الكنائس التي تحمل اسم العذراء فى مختلف الأماكن، فلماذا ذهب أكثر من مائة ألف شخص الى كنيستها بمنطقة المسرة بشبرا؟ لماذا أرادت هذه الآلاف أن تشاهد العذراء هناك؟ وهل شاهدوها فعلاً؟؟

كل هذه الأسئلة يطرحها الكاتب والصحفى "محمود صلاح" فى كتابه "حقيقة ظهور العذراء"، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، ويجيب عنها فى مقدمة الكتاب قائلاً: إن هذه الآلاف من الناس يريد كل واحد منهم أن يرى فى صورة العذراء الخلاص الذي يتمناه، أوأنهم يرفضون واقعهم الذي يعانون فيه من الهموم والمشاكل، ويرون أن العذراء هى المنقذ السماوي لمشاكلهم، أوأنهم يلتمسون بركات العذراء، أومنهم من ذهب بدافع الفضول ليس إلا.

وينقسم الكتاب الذى يقع فى حوالى 155 صفحة من القطع المتوسطة إلى سبعة فصول، هم:-
1-"هكذا ظهرت فى أسيوط"
2-"عندما ظهرت للصبية الفرنسية الجميلة"
3-"تنبأت بالحرب العالمية الثانية"
4-"فتيات جرابنديل وظواهر يعجز العلماء أمامها"
5-"ظهور العذراء فى كنيسة الزيتون"
6-"قصة منزل باب الشعرية"
7-"البابا كيرلس السادس يؤكد الظهور أمام الرئيس جمال عبد الناصر".

سمات ظهورات العذراء:
ولظهور العذراء أربع سمات يذكرهم الكتاب على لسان القمص عبد المسيح، الذي يرى أن ظهورات العذراء مريم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ ليس كمثيله فى باقى الظهورات، لأن غيره لايُعد أكثر من طيف أو رؤية ، فى حين أن ظهوراتها بالكنيسة القبطية هو تجل وليس طيفا او ظهور ، كما ان تجليها فى ظهور جهورى ومعلن لكل ذى عين وعلى مراى من جميع الناس المؤمنين بها والغير مؤمنين ، هذا الى جانب ان ظهورها هذا تريد به أن تلفت أنظار العالم كله إلى هذه الكنيسة التى حفظت الإيمان لتقدمه للمسيح عند مجيئه الثانى كما استلمته منه وقت مجيئه الأول ، هذا بالإضافة الى ان المعجزة ليست فى ظهور العذراء لأنها لم تتخذ جسد غير الجسد الروحاني النورانى إنما المعجزة فى العيون التى استطاعت أن ترى العذراء وتشاهدها، حقًا إن رؤية الإنسان لروح بلاجسد أو لجسد من دون روح لمرعب ومخيف جدًا، فلماذا تهلل الناس لظهورات العذراء متمنين استمرارها بالحب والفرح بغير خوف او هلع ؟ والجواب يكمن فيمَنْ هو صاحب الظهور .. إنها الأم الرؤُم والصدر الحنون والحضن الدافئ مريم العذراء .

البسطاء والاطفال .. وظهور العذراء
إن ظهورات العذراء كثرت فى القرن العشرين بصور متعددة، وقد تم تسجيل أكثر من 300 ظهور للعذراء فى أماكن مختلفة من أنحاء العالم، هذا ما يؤكده الكتاب الذى أوضح أن ظهورات العذراء فى كل هذه المرات تتفق فى أشياء وتختلف فى أشياء أخرى من حيث هدوء الأماكن وعدد الأفراد إلا أنها فى معظم المرات كانت تظهر لأشخاص بسطاء ليسوا من أصحاب المناصب أو الجاه ، وأبلغ قصة فى هذا هى ظهور العذراء لفتاه فرنسية تدعى "برناديت" منذ حوالي 142 عامًا، حيث روى قصتها بالتفصيل القس "عبد المسيح البسيط" فى كتابه: " ظهور العذراء"، كما ظهرت أيضًا لثلاثة أطفال كانوا يعملون فى رعي الأغنام فى قرية "فاتيما" بالبرتغال ، والمثير فى تلك القصة التى حدثت عام 1917 هو أن السيدة العذراء كشفت لهؤلاء الأطفال عن أسرار خطيرة، لعل أهمها كان إعلانها عن ارتداد روسيا التي كانت مسيحية وقتها، وعن قيام الحرب العالمية الثانية والتى وقعت فعلاً بعد هذا الظهور بسنوات .

ظهور العذراء دعوة للسلام
آلاف المواطنين من مختلف الأديان والطوائف قرروا بيقين رؤية العذراء، فالعذراء ظهرت فى ليالٍ مختلفة وبأشكال مختلفة، وكانت تتحرك وتمشى وتبارك الجموع، هذا ما أعلنه البابا كيرلس السادس فى بيان رسمى ، ولهذا قامت محافظة القاهرة بتنظيف الشوارع المحيطة بالكنيسة ، كما اعلن القس ابراهيم سعيد رئيس الطوائف الانجيلية إيمانه بظهور السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون مختتما خطبته فى المصليين قائلاً: إن ظهور العذراء على شكل حمامة بيضاء هو رمز للسلام، وتعبير عن عدم احترام المادة والتسامي إلى الروحانيات .