CET 00:00:00 - 16/04/2009

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
لكل إنسان الحق في الحياة منذ أن يتكون كجنين، وبالذات الحياة الكريمة في وطنه الحياة هو حق أساسي لا يُمنَح، والعبادة هي حرية وليست فرضاً على أحد، من حق الإنسان أن لا تجبره قوة أي كانت على إتباع عقيدة معينة أو مذهب معين، الحياة حق والعبادة حرية اختيار.
العقيدة المسيحية هي أكثر العقائد ديمقراطية وتعاليمها الأساسية هي منح الإنسان حرية الإيمان، لا يجبر الله أحد على الإيمان به.
الله في المسيحية قوي، عالي فوق صغائر ورغبات البشر، كبير وغني ومحب وعظيم، وأزلي لا يُرغم أحد على معرفته بل قال لخدام الكلمة "وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت أرجلكم شهادة عليهم الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالاً مما لتلك المدينة (مر 6:  11).

الدولة العلمانية أي الدولة الديمقراطية دولة تراعي أمن وآمان المواطن كمهمتها الأولى والأخيرة وهي  تتبلور في المحافظة على حياة المواطن وحمايته من اعتداء الآخرين عليه داخلياً وحمايته من اعتداء الدول المعادية على ممتلكاته وحياته.
الدولة مسئولة مسئولية مباشرة أمام العالم حسب المواثيق الدولية أن تحافظ على حريات المواطن مثل حرية العبادة.
ولكن عندما يختلط الدين وممثليه بالسياسة وتصبح الدولة دولة دينية تفرض تلك الدول الديكتاتورية الأديان والعقائد بالإجبار وتقمع مواطنيها فارضة عليهم إتباع العقيدة. 
وبهذا يخسر الإنسان حقه في الحياة أن خالف فرائض الدولة ويخسر حريته أن حاول إتباع عقيدة أخرى غير العقيدة الحكومية.
لهذا نجد أن الإنسان غير المسلم في مصر وفي جميع الدول الإسلامية ليس له حق الحياة بل تمنح له منحاً وتعطفاً حسب رغبة الأغلبية الديكتاتورية عندما يكون مخالفاً للعقيدة التي تروّج لها الدولة.

العبادة حرية الفرد الشخصية وليست حق، العبادة علاقة خاصة وليست علاقة دولة، فالدولة الدينية دولة عنصرية لأنها تتدخل في شئون الإنسان الخاصة وهي فاشلة حتى قبل المحاولة ومهما حاولت الظهور بمظهر آخر لأنها دولة تميز عقيدتها فوق بقية العقائد والمعتقدات بدليل وجود المادة الثانية في الدستور المصري مما يضفي سمة العنصرية وسمة الدولة الدينية على مصر رسمياً.

وحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المادة 18 و التي تقول
" Article 18.
•Everyone has the right to freedom of thought, conscience and religion; this right includes freedom to change his religion or belief, and freedom, either alone or in community with others and in public or private, to manifest his religion or belief in teaching, practice, worship and observance.

المادة 18
لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.

للتعرف على الإعــلان العـالمي لحقـوق الإنسان بالكامل تجده بموقع الأمم المتحدة على الرابط التالي:
http://www.un.org/arabic/aboutun/humanr.htm

وبناء على مواد هذه الوثيقة المواطن القبطي يفتقد لحق الحياة الكريمة وحرية العبادة في وطنه بالإضافة لما يفتقده الإنسان المصري عامة بسبب الصراع الدائم على السلطة بين ديكتاتورية النظام العسكري وديكتاتورية واحتكارية جماعة الخونة للدين منذ انفراد الفرع العسكري من جماعة الخوّنة بالحكم بعد انقلاب 1952.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق