CET 00:00:00 - 16/04/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

في ندوة معوقات الليبرالية في مصر.. الثقافة الشعبية معادية للليبرالية
تقرير: إسحق إبراهيم – خاص الأقباط متحدون
انتقد المشاركون في ندوة "حرية تأسيس الأحزاب – معوقات الليبرالية في مصر" التي نظمها إتحاد المحامين الليبراليين بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان معوقات تأسيس الأحزاب الليبرالية، وقالوا أنها مسألة غاية في الصعوبة، وأضافوا أن انتشار الفقر يعوق نشر الليبرالية خاصة أن الثقافة الشعبية معادية لليبرالية، فالليبرالي وفقاً للثقافة الشعبية هو شخص يزدرئ الأديان وفي نفس الوقت يفتقر إلى الحس الإجتماعي، وأكدوا أن الليبرالية لن يكون لها وجود إلا بالإيمان بالناس.

اللـيـبـراليــة والـفــكــر الـديـنـــيقال أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية وعضو مجلس الشعب السابق أن الليبرالية تعني الحرية، والحرية في النهاية محكومة بعدة قواعد مثل القيم والأخلاق وحقوق الإنسان، إلا أن الحريات منذ ثورة 1952 وحتى الآن محدودة جداً باستثناء حالة أو حالتين، ويمكننا القول أن فترة ما قبل الثورة كان فيها حرية تأسيس الأحزاب بمجرد الإخطار أما الوضع الراهن والذي يحيل مسألة تأسيس الأحزاب إلى لجنة تابعة للحكومة وجميعنا يعرف تشكيل هذه اللجنة والتي يشكل أعضائها بالإختيار والتعيين مثلهم مثل مجلس المرأة، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، و ما دامت أساليب تشكيل تلك اللجان بهذه الطريقة فنحن لا ننتظر منها خيراً لأنها في النهاية أجهزة حكومية والشخص الذي يقوم بالتعيين هو نفسه الذي يقوم بالإقالة.
وأضاف: بالنظر إلى الوضع الراهن لحرية تأسيس الأحزاب الليبرالية نجد أنها مسألة غاية في الصعوبة، وأنا دائماً أقول بالنسبة لمفهوم الليبرالية أنه مبهم لكثير من أفراد الشعب، وقد رأينا في الفترات الماضية أحد الزعماء المرشحين للبرلمان قد خسر الإنتخابات بسبب أن خصومه إتهموه بالليبرالية والديمقراطية، فلا زال هناك غموض يعتري هذا المفهوم نظراً للأمية المتفشية ولا زلنا في مجتمع يتم فيه خداع الشعب بالألفاظ، إننا على سبيل المثال في حزب الإصلاح والتنمية أعلنّا أننا لا نسعى للإشتراكية القديمة أو لليبرالية المتوحشة فنحن نؤمن بالدور الرقابي للدولة والعدالة الإجتماعية وحرية الإنسان.
إن المجتمع الآن مختلف عن المجتمع منذ عقود فلم نر أحداث العنف التي تحدث في وقتنا الحالي مثل التحرش الجنسي والأنانية التي أصبحت موجودة الآن، ولنكن صرحاء فبعد قيام الثورة حدث صراع في الطبقات وحدثت ظواهر جديدة على المجتمع ويجب أن نقف عند هذه الظواهر ولا بد من وضع حلول لها، فالسياسة متغيرة فلم يوجد رئيس يتبع سياسة من كان قبله، عندنا في مصر مثلاً، وإذا ما سألنا أنفسنا سؤالاً ماذا لو حدثت حرب الآن هل سيتدافع الشباب لخوض الحروب؟؟ أم سيقولون ولماذا نقاتل هل نقاتل لأجل أمثال أحمد عز أو هشام طلعت مصطفي؟؟ هل نقاتل نحن ونموت وغيرنا يجمع في يجمع في ثرواته؟؟!
في النهاية أود القول إلى أننا نستحق ما نحن فيه.. فالسلبية أصبحت منهجاً جميعنا يتخذه وليس فينا من لديه استعداد للخسارة، ولذلك أقول أن شخصاً مثل الدكتور أيمن نور قد دفع الكثير ودخل السجن لمدة 4 سنوات ولا زال يقدم التضحيات.

 الـفـكر اللـيبرالي وتحدث الدكتور رفعت لقوشة أستاذ الإقتصاد والكاتب الليبرالي عن معوقات الليبرالية في مصر وقال:
إن هناك معوقات ومن المؤكد أن الطريق ليس سهلاً.. وأول معوق للليبرالية هم طبقة الفقراء التي لا تنسجم مؤهلاتها الفكرية مع الليبرالية أياً ما كان مواقع الجناح الذي تستقر فيه حكماً أو معارضة، وأياً ما كان مسمى المعارضة إليها، ومن البداية تبدو وكأنها صفوة مغلقة والليبرالية لا تطلب صفوة مغلقة وإنما تطلب نخبة مفتوحة وهناك فرق بين النخبة والصفوة، التي تتداول الإمتيازات وهي تؤمن بالإقصاء أما النخبة هي شيء آخر فهي التي تقدر على تبيان الأفكار وهي لا تؤمن بالإقصاء فلا إقصاء لأحد طالما احترم قواعد اللعبة، الأمر الآخر على ضفتي الحكم والمعارضة حينما نستبعد الناس من خطاب الحديث أو نستبعدهم من أو من مركز الفعل ثم نتحدث عن الليبرالية فلن يكون لها وجود فلن تكون هناك ليبرالية إلا بالإيمان بالناس، والصفوة لا تؤمن بالناس وبالتالي تضع العوائق أمام الليبرالية وعندما لا تؤمن بالناس فالخطاب يكون موجهاً لغرائز الناس!
و تكمن المشكلة أيضاً في الثقافة الشعبية لأنها معادية لليبرالية، فالليبرالي وفقاً للثقافة الشعبية هو شخص يزدرئ الأديان وفي نفس الوقت يفتقر إلى الحس الإجتماعي، ويجب أن لا نلقي بالتهمة على الناس فلم يستقر بوجدانهم هذا لأنهم أغبياء أو جهلة! ومن البدايات أيضاً قضية أن الليبرالي منحل أخلاقياً وسبب ذلك أن هناك كتابات تصدى لها البعض وانتهت كتاباتهم إلى أن يقروا إلى أن من هو ليبرالي غير ملتزم أخلاقياً! وكانت هذه الكتابات لأنهم عجزوا عن قراءة كتابات هولز وكان يقول "الحرية هي أن كل الكائنات العاقلة وغير العاقلة والساكنة تسلك بدون معوقات" فقام البعض بتفسر كلامه على هذا النحو: أنها تسلك بدون روادع! وواقع الأمر أن هولز كان يقصد أنها تسلك وفقاً لقانون الحركة وبالتالي فكرة بدون عوائق مقصود بها عوائق قانون الحركة، وبالتالي قانون الحركة الليبرالي للفرد أنه قادر وراغب على تنمية نفسه ومن ثم لا تعود حريته إنحلال ولكن تطور ومن هنا يصبح شخصاً مسؤولاً.
وأنا أفهم أن الليبرالي هو الذي يفهم الرؤية المستنيرة للدين وهو الذي يحاول أن يصالح بين الديني والمدني، وهو يحاول أن يعيد إكتشاف ما هو إنساني في الدين أياً كان الدين، إن الليبرالي منحاز إلى قيمه الإنسانية وإذا لم تحل هذه المشكلة فهناك عائق كبير أمام الطريق الليبرالي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق