الراسل: عادل نجيب رزق
مخطئ مَنْ يظن لحظة أنه قادر على تحسين صورة الإسلام، فالإسلام ليس في حاجة إلى تحسين صورته، بل يحتاج إلى عملية "رتق" لكل التمزقات التي أحدثتها الفتاوى من عُلمَائِه، خاصًة بعد ما سيطرت الأفكار السَلَفية على كثيرٍ من الفضائيات، والتي تجوب العالم طولاً وعرضًا، وصارت ما تقدمه تلك القنوات مدَّعاة لمزيد من إظهار الوجه القبيح لدعاوى الفتنة التى يفتعلها مَنْ يظنون أنهم "مجاهدي الإسلام ودعاته"، ناهيك عن التصارع والتراشق الكلامي بين عُلَمَائِه، فلم يَعُد الاعتداد برأي دار الإفتاء هو الفيصل عند الاختلاف، بعد ما صار التَحدُث تحت لواء الدين مصدرًا للكسب السريع، لا تضارعه تجارة المخدرات.
إن المتابع عن كثب لحالة الإسلام والمسلمين؛ يجد أن المسلمين هم سرُّ تلَطُخ وجه الإسلام بالدَنس، فلولا تصرفات أبنائه، لما صارت صورته أكثر قُبحًا، وعلى مَنْ يبغى تحسين الصورة أن يبدأ بالمجتمعات الإسلامية لا الغربية، فيميط اللثام عن كل لغط لحق به من جرَّاءِ الأخذ بالأفكار السلَفية والوهابية ودرء التعامل بها أولاً.
صورة الإسلام لن تتحسن وأبناؤه لايختلفون عمَنْ تحكمهم شريعة الغاب، طالما خرج أبناؤه بعد الصلاة بتفعيل درسٍ حرَّكَ مشاعرهم ضد أُناس، يبنون أو يُوسِعُونَ معبدهم أو يقيمون صلاةً بمنزلٍ لعدم توافر مبنى يصلون فيه.
صورة الإسلام لن تتحسن طالما تحكم علائق البشر مبادئ: "انصُر أخاك ظالمًا أو مظلومًا".
صورة الإسلام لن تتغير طالما يرتضي المسلمون خطف وأسلمة الأطفال قهريًا
صورة الإسلام لن تتغير طالما يحوي بين جنباته الاستحلال، واغتنام فرص السرقة والنهب التي نشاهدها ويشاهدها العالم أجمع.
صورة الإسلام لن تتحسن طالما اعتلى منابره الإرهابيون والجهلة، لكى ما يخطبوا في الناس ويحشدوا الحشود لمهاجمة كل مَنْ لم يقاتلونهم أو يخرجونهم من ديارهم.
صورة الإسلام لن تتغير ما لم يَكُف خطباؤه عن الدعاء على غيرهم أو نعتهم بنعوتٍ يتحقق العالم أجمع من كذبها، ولا تجد لها مكانًا إلا عند ذوي اللُحى حاملي السواك، فليس من المفترض في رجل الدين أن يكون شتامًا ولا حرونًا.
تحسين صورة الإسلام ليست مسئولية شخص بعينه، ولكنها مسئولية كل المسلمين، فهم سرُّ ما أُخِذَ على الإسلام، أو لنقل: هم سر الصورة الفاضحة، وعليهم جميعًا العمل على تعديلها بتعديل السلوك، وعدم الانسياق خلف المنتفعين من الإسلام؛ فالدين ليس تجارة. |