طفلتين الطبيب ظلوا بجوار جثتين والديهما حتى الصباح واستجندو بمدرستهما
انبا بولا حوادث قتل الاقباط بليبا يستهدف مصر اولا ..ولا وجود للمسئولين في ليبيا سوى على الخريطة
نادر شكري
تحولت ليبيا إلى مقبرة للأقباط بعد استهداف عائلة طبيب قبطي وقتلهم ، وبعدها بساعات تم خطف 7 أقباط آخرين من محافظة المنيا إثناء طريق عودتهم للاحتفال مع أسرهم بعيد الميلاد ، ووسط هذه الأنباء المحزنة مع بداية العام الجديد وجهت انتقادات شديدة للخارجية المصرية التي وصف دورها بالتقصير الشديد لاتخاذ إجراءات حماية المصريين بليبيا وسرعة التدخل في الأزمات لاسيما بعد قتل ابنة الطبيب في مشهد ادمى قلوب المصريين ودفع البعض بالتدخل لوقف دماء المصريين ورد الكرامة وعودة المخطوفين .
• تشيع جثامين عائلة طبيب طنطا
وسط حالة من الحزن والاسىء شيع الآلاف بمدينة طنطا، جنازة الدكتور مجدي صبحي وزوجته الدكتورة سحر طلعت رزق ونجلتهما كاترين، والذين تم قتلهم في مدينة سرت في ليبيا علي يد ميليشيات مسلحة؛ من كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا ترأس نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا، والذي أنابه قداسة البابا تواضروس الثاني في الصلاة وتعزية الأسرة، كما شارك في صلاة الجنازة لفيف من الآباء كهنة طنطا ومن الإيبارشيات المجاورة وأعداد كبيرة من الشعب القبطي، وعلى المستوى الرسمي شارك في الجنازة السيد محمد نعيم محافظ الغربية واللواء أسامة بدير مدير الأمن والحاكم العسكري، وقيادات الجيش والقيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة
وقام الأنبا بولا بوعظ الحاضرين في قداس الجنازة، و لم يتمالك نفسه، ودمعت عيناه أثناء تأدية مراسم الصلاة، وتلاوة الإنجيل، واحتضن ابنتي الطبيب المقتول، وأصر على اصطحابهما معه في صلواته على الضحايا اللاتي شهدتا جريمة القتل أمام عينيهما، وعادتا مع الجثامين بواسطة عمهما ماجد صبحي الذي كان يقيم في مدينة مسراطة.
وقال مايكل شقيق الطبيبة الراحلة، بضرورة أن يكون للدولة دورًا في مرحلة بناء مصر الحديثة لإعادة الكرامة للإنسان المصري خارج دولته وفي الدول الأخرى وحمايته والحفاظ علي حياته ضد أي تهديد أو خطر.
وقال، "نسأل الرب أن يلهمنا الصبر على فقدان شقيقتي وزوجها وابنتهما الكبرى في هذا الحادث الغاشم والأليم، الذي لم يراعِ فيه القتلة أي رحمة أو شفقة في إنهاء حياة أسرة كل ذنبها أنها تدين بمعتقد مختلف عنهم".
• شاهد من ليبيا
وقال ماجد صبحي شقيق الطبيب والذي كان يقيم أيضا في ليبيا إن الحادث كان مفاجئ عندما دخل المسلحين على منزل شقيقه وقاموا بقتله وزوجته ثم خطف ابنتهما الأكبر وقتلها وظلت الطفلتين الاخريتين بجوار الجثتين طوال الليل وهما كارلى 10 سنوات وكارولين 9 سنوات وانتظروا حتى الصباح في حالة من الرعب حتى جاء الصباح فذهبتا للمدرسة ليخبرهم بمقتل والديهما
وأضاف إن الخارجية بذلت قصار جهدها ولكن الأوضاع في ليبيا مفككة ولا توجد دولة أو حكومة يمكن إن نتعامل معها
وحول استمرار الأسرة في ليبيا حتى ألان رغم سوء الأوضاع قال د ماجد إن الطرق غير أمنه ولا احد يخرج وان الأسرة كانت ملتزمة من عملها لمنزلها والطبيب أبنائه كانوا ملتزمين بالمدارس والظروف لم تكن متاحة لعودتهم ، مشيرا إن مصر حتى ألان لم تصدر قرار بعدم السفر لليبيا مثل ما فعلت الفلبين وكل البيانات الرسمية تصدر فقط للتحذير وتوخي الحذر للمقيمين هناك من التنقل بين المدن الليبية ، وأضاف ماجد إن الجنازة التي أقيمت شهدت حضور كثيف من الرسميين والمسلمين والأقباط برئاسة الأنبا بولا وتم دفن الجثامين بمدق كنيسة ابوسيفين بطنطا .
ومن جانبه، قال اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، إن "ما حدث يعد جريمة بشعة لا يقبلها عقل أو دين، وهي جريمة غريبة عن أفعال الإسلام"، وأضاف "اسأل الله أن يسكن الشهداء فسيح جناته، فهم من أبناء الوطن، والجميع يشعر بالحزن لهذا الحادث البشع المتجرد من الإنسانية".
• أنبا بولا الحادث يستهدف مصر أولا
وأكد الأنبا بولا، "علمت بالحادث من الإعلام، وتمكنا من التواصل مع عمهم الموجود في ليبيا، والكنيسة كانت تتابع عن كثب كل ما تقوم به وزارة الخارجية"، مشيدًا بالدور الذي قامت به وزارة الخارجية في ليبيا.
ووصف الحادث بأنه، "يستهدف مصر في المقام الأول لأنه استهدف مصريين؛ وذلك لنجاح الترابط بين المسلمين والمسيحيين خاصة في فترة الثورة، وأن الغرب حاول إحراق الكنائس وتهديد وحدتنا داخل الوطن، ولكن كل هذه المحاولات فشلت"، وتساءل عن سر السماح للطيران التركي فقط بدخول مسراطة.
وأشار الأنبا بولا إلى أن "الطفلتين الناجيتين من هذا الحادث البشع، في أحضانه وفي أحضان الكنيسة"، واستطرد قائلاً: إننا "مشفقون على المسئولين في ليبيا التي لم تعد موجودة سوى على الخريطة فقط".
موضحًا، أن "هذه الأسرة كانت في ليبيا للقيام بعمل إنساني، ولكن هذا ليس وقت العمل الإنساني في ليبيا"، وناشد المصريين المتواجدين هناك، بعدم المخاطرة بحياتهم
وكان يوسف طبيقة، رئيس المجلس التسييري بمنطقة جارف في مدينة سرت ( 450 كلم شرق طرابلس)، صرح أمس، أن قوات الجيش الوطني الليبي عثرت على جثة الطبيب المصري مجدي صبحي توفيق وزوجته مقتولين بالرصاص، داخل محل إقامتهما في المركز الصحي.
ووجد الطبيب مكبل اليدين ومقتولاً هو وزوجته، ومبلغ ستة آلاف دينار ليبي تخص القتيل على طاولة قرب مسرح الجريمة، ومجوهرات زوجته لم تمس!
الأسرة المكلومة انتقلت إلى ليبيا منذ ما يقرب من 14 عاما، تمتعت خلالها بسمعه طيبة، خاصة وأن الطبيب صبحي ذاع صيته، وشارك في ندوات طبية جعلته مشهورا، واعتادت الأسرة أن تزور مصر سنويا ثم انقطعت زياراتهم، بعد ثورة 25 يناير، ونتيجة لتوتر الأوضاع في ليبيا، لم تتمكن الأسرة المسيحية من زيارة مصر منذ حوالي 3 سنوات، لكن ظلوا على اتصال مع أسرتهم بطنطا، وآخر مكالمة لهم منذ حوالي يومين أكدوا فيها على نية العودة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |