CET 00:00:00 - 17/04/2009

هات ودنك

بقلم: ماجد سمير
يعاني مجتمعنا من التواصل بشكل مناسب مع العالم الخارجي وأحياناً الداخلي، فكل القضايا الجدلية مخرجاتها تكون طبقاً لمنظورنا الذي لا يفهمه سوانا فنفقد بكل بساطة أي تفاعل حتى من أقرب الأصدقاء، والعيب يكون بالطبع ليس في المستقبل كما نحاول دائماً أن نؤكد لأنفسنا وإنما العيب في الرسالة والمرسل في الوقت ذاته.
والغريب أننا ما زلنا ندير حوارنا مع الآخر على نهج طريقة صديقي القديم إبراهيم "فاندردي" VENDREDI أو إبراهيم جمعة ولكن باللغة الفرنسية، وظل الشاب خفيف الظل دائماً ينطق الكلمات الإنجليزية والفرنسية حسب المعنى العربي، فمثلاً عند لقائنا به صباحاً يقول فوراً CREAM MORNING أي "صباح القشطة" وفي عرف صديقنا "إبراهيم فاندردي" وطبقاً للغته الخونفشارية، تحية المساء المناسبة HUNDRED NIGHTS بما يعني مية مساء.
والمتابع لسياسة مصر الحالية يجد أن زميلنا "فاندردي" من المناسب أن يكون المتحدث الرسمي للحكومة أو مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، لأن أسلوبه في الحديث لا يلائم إستراتيجة تعاملنا مع دول العالم فقط بل يتسق تماماً مع سياستنا الحكيمة أو طبقاً لترجمته للكلمات بشكل حرفي OUR NURSE PLOTICAL على أساس أن الحكيمة وظيفتها الأساسية التمريض وإعطاء الحقن.
ويحضرني موقف طريف جداً تعرضت له وأنا بصحبة "فاندردي" في أحد المؤتمرات الصحفية الكبرى التي شارك فيها زملاء صحفيون أجانب، واستضاف أحد فنادق القاهرة الكبرى فعاليات المؤتمر العالمي، والكبرى هنا تعود على الفندق وليس القاهرة حتى لا يتصور القراء محافظة حلوان أو القليوبية مثلاً، فالفندق كان شديد الفخامة، وعقب المؤتمر إتجهت ومعي المشاركون ومنهم صديقنا "فاندردي" إلى بوفيه الغذاء.
وفجأة وقف "فاندردي" وأمسك بيدي مشيراً إلى صحفية أجنبية تابعة لإحدى وكالات الأنباء العالمية وقال: بص البنت دي جميلة قوي "نظرت إليها وكانت فعلاً شقراء رائعة الجمال" وجذبني من يدي واقترب منها وقال لها باللغة العربية مبتسماً "أحب الجبنة البيضاء" فردت متسائلة عليه وعلامات عدم الفهم تبدو واضحة جداً عليها "what do u said?" ماذا قلت، وكان من الطبيعي أن يترجم صحابنا طبقاً للغته الخاصة إعجابه بجمالها وبياض بشرتها الملفت للنظرالذي ارتبطت في ذهنه بحبه للجنبة البيضاء إلى I LIKE WHITE CHEESE فتعجبت من رده وقالت "OK U WILL FIND A LOT THERE PLEASE GO AND TAKE WHAT U NEED" ستجد الكثير هناك مشيرة إلى البوفيه ومضيفة تناول من فضلك ما تحتاج، فابتسم "فاندري" وقال FROM MY TWO EYES…U ARE MOON، أي من عينيه الأثنين، انتي قمر، نظرت إليه متعجبة إتجهت إلى مقعدها في آخر القاعة.

أسلوب "فاندردي" سيظل المناسب والملائم لحكومة تترجم كل شيء طبقاً لثقافة لا يفهما الآخر ولم ننجح على مدى قرون طويلة في إقناع حتى الدول الصديقة سواء بتلك الثقافة أو برؤيتنا الخاصة، وفي الوقت الذي يتحرك فيه العالم وفق تكتلات واندماجات وتحالفات تنهض بالأمم بشكل فعّال نحن SLEEPING IN HONEY أي سنظل في زمن النوم في العسل.

شكة:
حتى النوم في العسل غير مريح نظراً لوجود بالقرب من السرير الكثير من النمل.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

النوم في العسل

سدة تعليمية

بعد 6 أبريل ما يعدي

حسب مكتب التنسيق

بلد إضرابات

جديد الموقع