CET 00:00:00 - 17/04/2009

مساحة رأي

بقلم: نشـــأت عدلي
كان يوماً شاقاً على نفوسنا... يوم الجمعة.. نرى المخلص رجاؤنا في الخلاص قد صُلب ومات ودُفن في القبر.. ورجعنا متخاذلين ومعنا مريم تذرف دموعاً مخلوطة بدماء قلبها.... قلب الأم الذي رأى فجيعة أبنها.. وجلسنا كلنا صامتين.. خافضي الرأس.. متحيرين.. متسائلين.. لماذا حدث كل هذا؟؟ ومعنا بطرس الذي لم يكف عن البكاء وقرع صدره بعنف ودموعه قرحت جفونه..

يومان ونحن لم نجرؤ على الخروج لمواجهة اليهود.. وفي اليوم الثالث قامت مريم المجدلية فجراً ومعها الحنوط لتذهب للقبر ومعها مريم أم يعقوب وسالومى لتطيب جسد  يسوع.. ولكنها رجعت سريعاً.. ودموعها تهطل هطلاً من عيونها.. وهي تصرخ في وجوهنا لقد أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه.. وجرى بطرس ويوحنا ليتأكدوا من صدق روايتها.. فسبق يوحنا بطرس.. كان الحب يلهب رجليه فإنفك أسرهما وسبق بطرس.. ووصلوا إلى القبر ولم يجرؤ يوحنا على الدخول إلى حجرة الدفن.. فدخل بطرس  ووجد اللفائف التي كُفن بها الجسد هي هي وموضوعة في مكانها.. ومنديل الرأس في موضع وحده..

إذاً الجسد لم يُسرق.. ولكنه انسحب من داخل اللفائف.. وإذ به يمسك الأكفان يحتضنها ويقبلها بعويل ونحيب كالنساء.. ونادى يوحنا بصوت خنقته الدموع لينظر ما رآه.. ودخل يوحنا ولم يتمالك نفسه وارتمى في حضن بطرس.. واختلطت دموعهما وصدى العويل قد رج القبر الفارغ.. ولملم بطرس الأكفان والأطياب كلها.. وأحتضنهما في صدره وجريا إلى المنزل.. فوجدنا العذراء ودموعها قد ملئت المنزل.. وما أن رأت الأكفان حتى أخذتهما واحتضنتهما من بطرس.. ثم جاءت المجدلية بعد أن ذهبت ثانية لتستطلع الأمر... وبشرتنا بأن السيد قام.. يسوع قام من الأموات..

فتاهت أنظارنا ووقفت عقولنا.. ونحن مختلطي المشاعر.. ما بين الفرح وعدم التصديق مما تقول.. لم نصدقها.. ولكننا نريد أن نصدقها.. فأجلسنا المجدلية وأخذنا نسألها.. ماذا رأيتي.. وماذا حدث؟؟ فقصت علينا أنها ذهبت ثانية ودخلت القبر ووجدته فارغ.. ووجدت ملاكان بثياب بيضاء قالوا لها لماذا تطلبين الحي من بين الأموات.. خرجت ورأت شخص واقف فظنت أنه البستاني.. فرجّته أن يقول لها عن مكان يسوع.. وقالت له لن تتعب في شيء فسأحمله أنا بين ذراعيَّ.. وأرجعه لمكانه.. فنظر إليها نظرة مملوءة من الحنان.. وقال لها بصوت قوي لكنه عطوف.. يا مريم.. فكشف عن عينها وعرفته.. وصرخت.. يا سيد.. وارتمت تحت قدميه تقبلهما.. وامتلئ فمها من دماء المسامير التي كانت في قدميه.. وإذ بها تريد أن تحتضنه.. هذا هو يسوع فطار صوابها.. تمسكه ولا ترخيه ثانية.. ولكنه قال لها.. لا تلمسيني.. لأني لم أصعد بعد إلى أبي..

ولكن أذهبي إلى إخوتي وقولي لهم.. وجاءت المجدلية وأخبرتنا بكل ما حدث.. ولكننا أغلقنا على أنفسنا بسبب اليهود وخوفنا منهم.. وفي أول الأسبوع وأبواب المنزل مُغلّقة تماماً وإذ السيد يظهر لنا.. وتنخلع قلوبنا فرحة وبهجة.. وهو يــقـول لنا.. ســـــــلام لـــــــكم....

أخـــــر ستـــــوس أنيستي... أليــــــــسوس أنيستي

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق