CET 00:00:00 - 17/04/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت المصري
عاش حياته شارد قاصي يأخذ أوامره من سيده الشيطان، أذاق البشرية حوله ويلاته من لصوصية وبلطجة وتعدِ كما أنه عاش يعاني هو مرارة الهروب والعيش عيشة الزواحف الضارية التي كل من يجدها يقتلها, ظلم المسكونة حوله وظلم نفسه حتى بات شريد هارب من كل مَن في المسكونة.
الجندي والقانون بالنسبة له عقاب وقصاص مرعب لأن أعماله جزائها القصاص لهذا عاش يبث الرعب في قلوب الآمنين من البشر، ولكن ربما يكون ضحية الظروف وضحية المجتمع وربما يملك من القلوب ما أندره وهو القلب العامل بالمحبة.
ولكن مهما طال هروب مجرم ففي النهاية يكون أسير العدالة والتي سوف تأخذ القصاص منه على حسب أفعاله, وهذا ما حدث! فقد حُكم عليه بالموت الذي يتناسب مع أعماله التي استمدها من قائده وقائد كل الأشرار الذي هو ملك الشر الشيطان عدو كل بر وكل خير, حكم عليه بموت الصليب كان أحد الاثنين حول المخلص المصلوب.

لهذا وهبه الله له تجربة في أخر لحظات حياته, إما أن ينجح فيها فيكون أول رواد الملكوت أو يفشل فيكون مع شريكه في أعمال الشر إبليس وجنوده وكل قواته في دهاليز الظلمة وظلال الموت.
نظر حوله وهو في لحظات حياته الأخيرة بعد أن أصبح أحد المصلوبين الثلاثة المسيح ولص من هنا وهو من هناك, وجد أن المسيح مخلص البشرية أسير ومصلوب معه ولكنه أسير حسد اليهود لأنهم لم يتحملوا كم الصلاح في أعماله فبصلاح أعماله كشف نفاق خدمتهم بصلاح أعماله كشف شر أعمالهم ولكنهم لم يعرفوا بقلوبهم الحجرية أنه سوف يعتلي عرشه على الصليب ليتمم قضية خلاص البشرية, رأى اللص أنه يتمادى معهم في السخرية علية يطلبون منه أن يخلص نفسه ويخلص اللصين معه ولكنه في لحظة رأى فيها عدم جدية هذا الخلاص الوقتي ليكون طريد العدالة بشره طريد القصاص والعدل الإلهي في أخرته.

نظر في المخلص المصلوب ورأى فيه أنه يستطيع أن يخلصه ولكن ليس من عذاب هذا الصليب الوقتي ولكن من عذاب الأبدية وجهنم.
ونظر له نظرة أخرى ولكنه كيف يهب الخلاص الأبدي وهو مذنب في نظر كل من حوله اليهود والرومان، نظر إلى نفسه فوجد ذاته مفلس تماماً من أي معرفة عن الناموس والأنبياء فكيف يحكم إن كان هذا مخلص أو مذنب مثله؟
نظر إلى يسوع المصلوب فوجده في قمة الضعف والتعب مهان ومذلول مخفض الجبهة محمل بإكليل من شوك يلهب رأسه الدامية, يتألم ليس من ألم الصليب والضرب واللطم ولكن من ألم الرفض, من ألم مقابلة كل الحب بكل هذه الإهانات والتعييرات, نظر إلى يسوع المصلوب وجده قَبِّل الصليب بدون أن يفتح فاه.

فأحس أنه هو المخلص وهو الذي سوف يدفع ثمن عصيان البشرية على هذا الصليب, لقد آمن اللص بالمسيح والمسيح في قمة الضعف ومذلول ومطرود ومهان من اليهود والرومان وكل وجهاء هذا العالم الفاني فقال في ذاته: ما هي طرق الخلاص حتى أصل إلى باب الملكوت؟

أوبخ ذاتي واللص الذي معي عن كل الشرور التي ارتكبناها في حق البشرية والمجتمع  فصرخ في اللص الآخر وقال له: أولاً أنت تخاف الله!!! إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه، أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله.
شعر بالندم عن خطاياه وشعر بأنه مذنب وأن يسوع هو المخلص من كل خطية وبدون أن يدري أتىَ إلى المسيح مُقر ومعترف بخطاياه بل أعترف بخطاياه علناً أمام جمهور الحاضرين, والمسيح المصلوب يرفع خطيته عنه ليضعها على عاتقه ويغفرها على الصليب ويدفع ثمن خطيته مع خطايا البشرية أجمع.

ولكن ينقصك شيء أن تعترف بالمصلوب أنه هو المخلص المسيح الرب, فشعر أن الوقت ليس فيه الكثير لابد أن يصرخ ويقول ليسوع المصلوب:
أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك
ليجده وهو فاتح أحضانه له ولكل الخطاة حتى ولو في أخر لحظة من حياتهم, المعترفين والمقرين بخطاياهم
اليوم يكون معي في الفردوس.

إخوتي يصعب عليّ أن يقال أن هذا اللص سارق الملكوت  وهو اللص الذي تاب عن كل أنواع السرقات وهو في أخر حياته، كما أن ملكوت الله يعطىَ للصديقين والمجاهدين في التوبة والمكللين أعمالهم بالإيمان الصادق بالمسيح فكيف يسُرق أو يكون عرضة للسرقة,, أما هذا اللص فهو مستحق بالحقيقة أن يكون من أول رواد الملكوت لأنه أمن بالمسيح وهو في قمة الضعف البشري أنه هو المسيح الرب مخلص العالم.
الباب مفتوح لكل نفس تائبة لنرجع للمسيح لئلا تكون هذه هي اللحظة الأخيرة يا ترى ماذا ينتظرني هناك في الأبدية؟!!! لنقول مع اللص أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك حتى يقول لنا الآن تكون معي في الفردوس.

مع تحيات نشأت المصري

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق