CET 00:00:00 - 03/06/2010

مساحة رأي

بقلم: عبد المنعم عبد العظيم
نجح الحزب الوطني في الأقصر ولا عزاء للديمقراطية:
ملعونة نفسي الحمقاء التي صدقت أن في مصر تطورًا ديقراطيًا ومساحة من التغيير، ورغم كل هذا العمر والتجارب الأليمة التي عشتها من انتخابات إلى انتخابات، خسرت كل الرهانات، قالوا لي إن الحزب سيختار فلانًا وفلانًا، فقلت مستحيل لأن قائمة مرشحي الحزب فيها الأكفأ والأصلح.
قيل لي إن النائب علي عبد العزيز العديسي تلقى تحذيرًا أنه لو خاض الانتخابات فلن يحصل على تأييد الحزب، فاحترم نفسه وتاريخه السياسي ولم يخضها، وقيل إنه سيأتي بالتعيين .. وقيل أيضًا إنه عقد صفقة مع الحزب ليأتي بابنه في مجلس الشعب، ثم أجريت الانتخابات في المجمع الانتخابي للحزب الوطني، وجاءت النتيجة على غير ما توقع الجميع حتى أعضاء المجمع الانتخابي أنفسهم.

فقد تم ترشيح خالد عبد المنعم فراج، وهو عميد سابق بالقوات المسلحة ومدرس بالكلية الحربية، فلاحًا... "فلاح إزاى معرفش.. يعني علشان عنده حيازة خمس فدادين.. ياسلام ده أنتم بترشحوا مدرس الابتدائي فئات، واللى عنده فاترينة سجاير تاجر فئات، وكل منضم لنقابة مهنية فئات، وبياع الفراخ فئات، يبقى من فين الباشا الظابط فلاح، مع احترامى لشخص خالد عبد المنعم فراج وتاريخ أسرته النيابي.. لكن فلاح دي واسعة قوي وتزوير فاضح للصفة النيابية"..

لو أننا في بلد يعرف الأصول لعاد لصفته الأصلية ومثل طبقته الاجتماعية.. لكن "فلاح واسعة خالص" واعتداء على حق أصحاب المصلحة الحقيقية من الفلاحين الكادحين.
لم يكن خالد عبد المنعم فراج يومًا من أصحاب الجلاليب الزرقاء ولم يمسك الفأس في حياته ولم يسمع بمواسم الزراعة طبقا للتقويم القبطي ولا ذاق "البتاو" ولا تغذى "بكسرة خبز وفحل بصل مع المش القديم في القيلولة في الغيط ولا كسر القصب ولا حش برسيم يبقى من فين فلاح".

صحيح أنه كان يؤدي رسالة الدفاع عن الوطن والتدريس لضباط مصر في الكلية الحربية، وله باع في العسكرية المصرية، فهل يشعر هذا الجنرال بالفلاح الحقيقي المعدم، وهل سيكون أمينا في الدفاع عن مصالحه؟ لا أعتقد..
وقد اختار الحزب أيضًا على قائمته شيخًا نزلت عليه الثروة فجأة وأصبح مستوردًا للأخشاب ولديه شركة بالأسكندرية أرضها بخمسة وعشرين مليون جنيهًا، ويبني عمارة بالعجمي، وهو موظف بالأوقاف يقال والله أعلم إن له قضية حفر واتجار بالآثار برىء منها، وعلى أية حال فهو كما قيل يملك من الإمكانيات المادية ما استطاع به أن يزيح كوكبة من القيادات التي تشدقت بديمقراطية الحزب وهزموا أمام نجمه الجديد الصاعد والواعد الضبعاوي كالدكتور عبد الدايم نصير، وكيل جامعة الأزهر، واللواء محمود أبوزيد، ونجم السياحة البارون.

ثم جاء دور الجماهير التي كانت صادقة مع نفسها وأحجمت عن الانتخابات ولم يذهب لصناديق الانتخاب أكثر من 8% على أكثر التقديرات ومعكم أنها سلبية وهي السبب في أن ينجح مرشحا الحزب بالتسويد لا بالتصويت.
حصل مرشحا الحزب على أغلبية ساحقة ونجحا وأعطيا مؤشرًا أن معركة مجلس الشعب القادمة لمن يملك مالاً ويدفع وليست للعمال والفلاحين والبسطاء خريطة، و"انقلبت.. نعدلها إزاي؟" بالمشاركة وعدم السلبية "ممكن".. "لكن برضه لو سقط الحزب كان اللي حينجح حيهرول للحزب، يعني الحزب كده ناحج وكده ناجح، الحمد لله ريحونا من تمثلية الإعادة"..

مبروك للحزب الوطني وإحنا برضة لبسنا العمة وشربنا المقلب..
وكل انتخابات وانتم طييبين

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق