CET 00:00:00 - 17/04/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
استمعت إلى حلقة من برنامج إضاءات على قناة العربية الذي يقدمه الأستاذ تركي، وكانت الحلقه تستضيف الأستاذ عبد الرحيم علي خبير الحركات الإسلامية في الوطن العربى, أما عن رأيي في الأستاذ عبد الرحيم علي فقد ذكرته سابقاً في مقال بعنوان (عبد الرحيم على أحلى حسن).
والحقيقه مهما كتبت عن هذا الشخص الكريم فلن أوفيه حقه, فإن الأستاذ عبد الرحيم يتكلم بصدق وشفافية وكلماته نافذة إلى قلبك لا تحتاج إلى تفكير، فهو يتكلم بلغة سهلة يفهمها الجميع ويستوعبها الكبير والصغير, كما أنه يتميز بأنه لا يتحدث حديثاً مرسلاً وإنما يتحدث ومعه المستندات التي تثبت صحه حديثه
والحقيقه أنني في هذه الحلقة أُعجبت بما جاء فيها على لسانه كما اعترف الرجل أأأنه كما أن له مواقف معارضه لبعض الحركات الإرهابية أن له أيضاً اعتراضات على بعض الإتجاهات لبعض من مسئولي الأمن في بعض الأمور التي يرى أنها ليست في مصلحه الوطن والمواطن, ولقد جاء الحديث إلى بعض كتبه التي ألفها وفي مقدمة هذه الكتب إهداء إلى ابنه قال فيه هذه الجمله:

(لا توالس وإن قلدوك الذهب)
واعتقد مقدم البرنامج هنا أن كلمه لا توالس بمعنى لا تهادن فصححها له الأستاذ عبد الرحيم على فقال له:
إن معنى كلمه لا توالس هنا أن لا تقول على الشيء السلبي أنه إيجابي كما لا تقول على الشيء الإيجابي أنه سلبي.
بمعنى أن تفحص الشيء جيداً وتعرف هل هو مضر أو غير مضر,
كما صرح الأستاذ عبد الرحيم علي أنه لو رأى أي شيء إيجابي لهذه الجماعات الأصولية لصرح به، ولكنه لم ير لها أي أثر إيجابي منذ نشأتها، بل على العكس إنها أدت إلى تراجع وتخلف هذا الوطن كما أدت إلى وقف مسيرة التنمية بالإضافة إلى السمعة السيئة التي أُلصقت بكل عربي في العالم.

والحقيقه أن ما قاله هذا الرجل لا يستطيع أي أحد أن يقوله فهي كلمة حق أريد بها الحق عينه ولا شيء آخر، ولو أراد الأستاذ عبد الرحيم علي أن يتقلد الذهب فما أسهل من ذلك فعليه فقط أن يغير نبرة كلماته الحادة وبعض العبارات فيفتح له حساب بالبترودولار، ولكن الرجل صادق وهو صادق بما تعنيه الكلمة.

أما عن الموالسه فهي كثير في هذه الأيام ولها رجالها الذين اشتهروا بها فمثلاً:
1- حينما يأتي أحد رجال الأقباط بعد كل مذبحه ليبرر الأمر على أنها أحداث فردية لا تستدعي كل ذلك فهو موالس.
2- وحينما يذهب أحد الأقباط وهو من الأعيان طامعاً في عضوية لمجلس شعب أو مجلس محلي فيقوم بالضغط على بعض الآباء الكهنة ليغيروا أقوالهم لصالح الطرف المتعدي فهو موالس أيضاً.
3- وحينما يأتي أحد المحافظين في هذا الزمن الغابر ليعلن أنه كان هناك تبادل لإطلاق النيران بين الرهبان والعربان على غير الحقيقة وهو يعلم الحقيقة فذاك موالس أيضاً.

4- وحينما يغير بعض الكهنة من أقوالهم في أحداث عين شمس فيقولون أن المصلين قاموا بالصلاة دون إذن الكاتدرائية فهؤلاء موالسون أيضاً.
5- وحينما يحكم قاض في قضية مقتل أحد الأقباط بسنة سجن على القاتل مع إيقاف التنفيذ فهذا موالس و.............
6- وحينما لا يُحكم على أحد من سفاحي مذبحه الكشح بحكم رادع فهذه موالسه و......... أيضاً.
7- وحينما يأتي بعض من المصريين الذين يدّعون الطيبة ويقولون لو تولت الحركات الأصولية الحكم في مصر لأصبح الوضع أفضل فهؤلاء موالسون أيضاً
8- وحينما يأتي بعض الصحفيين ويقرروا أنه لا يوجد تمييز ضد المسيحيين في مصر فهؤلاء موالسون أيضاً.
9- وحينما يأتي البعض ليقولوا أنه كما توجد جماعات متطرفة في الإسلام داخل مصر يوجد أيضاً متطرفون من الأقباط يسعون للتخريب فهؤلاء موالسون أيضاً.

10- وحينما تسعى إحدى الأجهزة لإرهاب ناشطة في حقوق الإنسان باتهامها بالعمالة تارة أو بالضغط على بعض الشهود ليغيروا أقوالهم في قضيه تخصها لإلحاق الأذى بها فهذه موالسه وخلق للموالسين.
11- وحينما يتم إسقاط عضو قبطي لامع بعد نجاحه في الإنتخابات المحلية خوفاً من أن يزداد لمعان هذا العضو ويرشح إلى عضوية أعلى فهذه موالسه وفساد وإفساد.
12- وحينما يتم إتهام الأقباط بأنه ليست لهم مشاركات سياسية ولهذا ليس لهم تمثيل في البرلمان أو غيره فهذه موالسة أيضاً.
13- وحينما ترد المذيعة اللامعة على تساءل قداسة البابا عن عدم وجود رؤوساء جامعات من الأقباط فترد عليه يمكن الوظائف دي محتاجة كفاءات لا توجد عند الأقباط (قال يعني الأقباط استغبوا فجأه!!) فتكون هذه موالسة فجة.

14- وحينما يردد البعض أن عدد الكنائس في مصر يفوق أعداد الأقباط برغم وجود قرى كثيره لا توجد بها كنائس فيضطر المصلون بأن يسافروا لأداء الصلاه في بلد آخر كأنهم ذاهبون إلى القدس في عربات فهذه موالسة أيضاً.
15- وحينما يأتي بعض الأعضاء الموقرين مبررين عدم مناقشة قانون دور العبادة الموحد لعدة دورات بأن مناقشه هذا القانون قد يثير مشاعر العامة فنقول لهم ليس للعامة شيء في هذا فما تريدون تمريره فإنكم تمرروه ولو على رقاب العامة فكفى تدليساً وموالسة.
16- وحينما يتم تقسيم الأقباط إلى أقباط مصر وأقباط مهجر متهمين أقباط المهجر بالعمالة للصهيونية أو الأمريكان نظراً لأنهم يناقشون أحوال الوطن وما يجري لإخوانهم الأقباط على أرضهم فهذه موالسة أيضاً.

أيها الأخوة إنني من أشد المحبين لهذا الوطن وهدفي الأسمى هو دعم أمنه واستقراره، وأنا أدعو أن تأتي الحلول من داخل هذا الوطن وليس من خارجه كما أننى في نفس الوقت أرفض تشويه صورة أقباط المهجر بالإدعاء بأنهم عملاء أو خونه, إن مصطفى كامل حينما حدثت حادثة دنشواي الشهيرة خاطب فرنسا متظلماً إليها من قسوة الحكم على الفلاحين ساعتها، فهل اتهمنا الزعيم مصطفى كامل بالإستقواء بالخارج ساعتها؟,
إنني أرفض هذه التهمة وأرفض نظرية الإستقواء من أساسها.
نحن نريد وطناً آمناً مستقراً وهذا الأمن والأمان يأتي بنشر ثقافة المحبة واحترام حقوق الآخر أياً كان موقعه وأياً كانت ديانته أو معتقده,
إن هذا الحب يأتي عن طريق نشر تعاليم المحبة والإخاء في المدرسة والجامع والكنيسة والكتّاب.
إن هذا الحب من الممكن أن يأتي من داخلنا ومن أخلاقنا إن أردنا هذا,
إن هذا الحب لن يأتِ بقرار من أمريكا أو الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية.

نريد من مسلمي مصر ومسلمي المهجر ونريد من أقباط مصر وأقباط المهجر أن يدعموا ثقافة احترام الآخر وقبول الآخر أياً كان شكله أو لونه أوجنسه أو معتقده, كما أطلب من أولي الأمر في هذا البلد أن يدعموا الكتّاب الليبراليين أمثال الأستاذ عبد الرحيم علي والأستاذ طارق حجي والدكتور سيد القمني والاستاذ مأمون فندي وأن يسمحوا لهم بالظهور في القنوات الإعلامية الرئيسية في هذا البلد فهؤلاء الكتاب بفكرهم يملكون الكثير لدعم استقرار هذا الوطن ونموه.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق