بقلم: مايكل فارس
الاسم هو المسيح... ما صلبوه وما قتلوه إنما شُبة لَهُم... ذاك الذي غيّر مجرى البشيرية والذي يحتفل العالم كله بميلاده وصار التقويم الميلادي هو تقويم العالم وكأن العالم يُذكّرنا بميلاده يومياً.
ذلك المصلوب في نظر المسلمين والمسيحيين واليهود له نظرة مختلفة في كل دين، فاليهود يعتقدون بعدم مجيء المسيح وينظرون للمسيحية والإسلام على أنهم دين وضعي وجاءت المسيحية لتعترف باليهودية ولكن دون اعترافها بالإسلام، ليأتي الإسلام ويشكك في اليهودية والمسيحية ويعتبرهم مُحرفين, وما يهمنا من هذه المفارقة نظرة الأديان للمسيح المصلوب، والتي يترتب عليها بُعد سياسي.
النظرة اليهودية... المسيح لم يأتِ بعد والأناجيل التي بين أيدي المسيحين هي من تأليفهم والمسيحية ديانة وضعية، وعليه ففكرة صلب المسيح الإله لم تحدث والذي صُلب هو ذلك الشخص الذي ادّعى زوراً أنه ابن الله وتم التخلص منه.
النظرة المسيحية.. هو ملك الملوك ورب الأرباب، هو الألف والياء البداية والنهاية، هوالذي يقول فيكون، هو النبي الإله، المصلوب الذي شهدت الطبيعة بنفسها بصلبه والذي تألمت من أجله وهو ما أكده التاريخ نفسه، فيكفينا ما قاله قاضي قضاة أثينا وفيلسوفها في اليونان أثناء حادث الصلب عندما كان في أثنيا وشهد ما يحدث في الطبيعة من ظلام وتدحرج الجحور، فقال إن ما يحدث هو أما الكون يتحلل أو إله الكون يتألم وسجل ذلك في كتبه وأرّخه.. وشاءت القدرة الإلهية أن يُبشر بولس الرسول في أثنيا ليلتقي بذلك الفيلسوف ليتحدث عن أيام صلب المسيح وكيف أن الشمس أظلمّت والقبور تفتّحت وما أن سمع ذلك حتى تأكد مما دوّنه بمذكراته أن إله الطبيعة والكون يتألم.. وآمن بالمسيح.
النظرة الإسلامية.. المسيح هو نبي من أنبياء الله وأعطاه الله إنجيل ليبشر بة ورُفع حياً إلى السماء دون صلب أو دون قتل كما جاء في القرآن (ما صلبوه وما قتلوه إنما شُبه لهم)، ويعتقدون بأن الحواريين (إي تلاميذ السيد المسيح) هم من ابتدعوا فكره الصلب وقاموا بإخفاء الإنجيل الذي أعطاه الله أياه وحرّفوا ما فيه من كلام وبشّروا بالدين الجديد المُحرف.
ومرّت السنون وما تحمله من أوجاع تراكمت على أكتاف هؤلاء الذين آمنوا بالمصلوب لأنه كان محور اهتمام البشرية على مر الدهور، فليس هناك شخص حظى باهتمام البشرية أكثر منه لأنه محور الأديان... وكم من المناظرات العالمية التي تم عقدها في أوروبا بين اليهود والمسيحيين لإثبات صلب المسيح، تلك المناظرات التي نُقلت إلى الشرق الأوسط ومع مرور الأزمنة تركزت في مصر، لتتكون صوره سلبية تجاه المصريين المسيحيين الذين يؤمنون بشخص المسيح الذي يروا فيه أنه الإله ويرون فيه أنه المصلوب فكيف يؤمنون (بأله مصلوب.. ومولود) فأي إله هذا؟
وبدأ البُعد السياسي لقضية صلب المسيح في طي النسيان مع أنه هو محور التساؤلات.. فتجد الجماعات الإسلامية والإخوان والسلفيين يعتقدون بأن الغرب المسيحي تواطأ مع الإسرائليين اليهود للهجوم على الإسلام، ولم يسألوا نفسهم مرة واحده أنه من رابع المستحيلات أن يتفق اليهود مع المسيحيين من الناحية الدينية، لأن محور دياناتها المسيح المصلوب الذي لم يعترفوا به قط، ولكن اللعبة هي لعبة مصالح دولية ومناطق نفوذ..
المسيحيون اللذين لم يأخذون حقوقهم وهؤلاء والذين لم يتم استخراج بطاقات رقم قومي لهم بعد عودتهم مرة أخرى للمسيحية (العائدون للمسيحية)، أعتقد أن ذلك لأنهم يؤمنون بالمسيح الإله المصلوب، فلو كان لدى الحكومات اعتقاد بأن المسيحيين يؤمنون بالمسيح النبي فقط فما كانت المشكلة ستتفاقم كثيراً، ولكن لأنهم يعلمون أن المسيح لنا هو إله مصلوب مولود من عذراء قد سبب ذلك مأزقاً كبيراً في أخذ الحقوق... تلك الحقوق التي أصبحت ممنوحة وليست مكتسبة.
سيظل... المسيح المصلوب محور اهتمام العالم وشغله الشاغل.. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|