CET 00:00:00 - 06/06/2010

مساحة رأي

 بقلم: ماري عبده
احيانا يسأل الانسان نفسة كيف يمكن ان أحتمل كل ذلك ؟؟و يسأل نفسة لماذا الله سمح لهذة الامور ان تحدث ؟؟
و لماذا تحمل دائما الحياة لنا كل هذة المتاعب و الضغوط و الألام ؟؟؟
 
و جاءت الاجابة فى حوار بسيط دار بين شاب و امرأة عجوز :عاد الشاب الى منزلة الذى كان يحيا فية منذ وقت قريب مع والدية و اخية الصغير و جلس على كرسية المعتاد ينظر عبر النافذة و يتذكر يوم كان هذا المنزل يسمع فية الضحكات و يتبادل فية الجميع اعذب اللحظات قبل ان تشاء الأقدار ان  يقع حادث أليم و يفارق الجميع الحياة  ما عدا هو .... ليعود كل يوم من عملة الى المنزل يجلس وحيدا مع ذكرياتة يناجى الله و يسألة لماذا فعلت ذلك بي ؟؟
دق باب منزلة لقد جاءتة جارتة العجوز التى اعتادت ان تطمئن علية كل يوم و جدتة حزينا باكيا ...قالت لة انى جئت لك اليوم لأصنع لك الحلوى التى تحبها تعالى معى و ذهب معها  حسب ما طلبت و سألتة  ان يجلب لها بيض و دقيق و سمن و سكر و اشياء اخري ثم  قالت لة يا عزيزي هل يمكن ان تأكل من هذا السمن فدهش الشاب و قال لها قطعا لا يمكن... و بعد لحظة  استدارت لة مرة اخري و قالت هل يمكن ان تأكل هذا البيض الغير ناضج فقال لها ماذا تقولين لا يمكن!!  و بعد لحظة اخري قالت لة من فضلك تذوق هذا الدقيق فدهش الشاب ونظر لها متعجبا لتصرفاتها ..!!  فربتت على كتفة و قالت لة يا بني نحن لا يمكن ان نأكل اى من هذة الأشياء على حدى لأن مذاقها سوف يكون سيء و ربما مر ايضا لكن ان مزجنها معا سوف نصنع منها أجمل حلوى ..هكذا حياتنا هى مزيج من الاشياء المرة و الجميلة المحزنة و المفرحة ..الله يصنع من هذا المزيج حياة أفضل لنا ولا تحزن اذا  طرحتك الحياة بتجاربها و ضيقاتها على ركبتيك بل افرح لانها بذلك اتاحت لك الوضع الامثل للصلاة .. ارجوك يا بني لا تيأس و ثق فى حكمة الله
 
حقا  اننا لا  ندرك ما الهدف من ما نمر بة من محن و صعاب  لكن الله يعرف و يخطط لحياة افضل دائما و هذا ما حدث بالفعل بعد ان رفع احد الأقباط  قضية لتسمح لة الكنيسة بالزواج الثانى  و حكمت المحكمة الإدارية العليا بحكم يلزم الكنيسة  بالتصريح للمطلقين بالزواج مرة اخري ... ثارت الاقلام و اختلفت الاراء بين مؤيد و معارض
أيد بعض الاخوة المسلمين القرار لانة حق من حقوق الأنسان وانة لا يمكن ان يكون  الله بهذه القسوة حتي يربط اثنين برباط يستحيل الفكاك منة الا بسبب علة الزنى فقط و ماذا يفعل من لا تناسبة الحياة مع شريكة الاخر ... و ان الكنيسة كمؤسسة دينية يجب أن تتفاعل مع التحولات المجتمعية وتستجيب لمقتضيات العصر ولا يجب على الدولة أن تتخلى عن مواطنيها وتترك رجال الدين يمارسون سلطتهم بشكل مطلق باعتبارهم ينفردون بالحقيقة المطلقة ويتفردون بالقداسة
 
وهنا  سؤال  يفرض نفسة... ماذا فعل الطلاق للأخوة المسلمين ؟؟؟؟ هل الطلاق حل مشاكل المسلمين حقا  ؟؟؟
 نري المحاكم مليئة  بسيدات يطالبون بالنفقة و المؤخر و خلافة  ومنازعات لا حصر لها حول حضانة الاطفال !!!!! و النهاية اطفال مشردين بين اباء مطلقين والنتيجة ان الشارع يصبح هو طريقهم الوحيد !!! لان فى بيت الأب زوجة أب لا تقبلهم و فى بيت الأم زوج أم لا يقبلهم ...و انى اسأل الاخوة المسلمين نفس سؤالهم  هل الله بهذة القسوة ؟؟؟؟ لم يرحم هؤلاء الابناء و شرع لابائهم الطلاق ليتشردوا  و يدفعوا  الثمن ؟؟ ما هو ذنبهم ؟؟؟
 
مشاكل عدم الطلاق التى يعانى منها بعض المسيحين أهون الف مرة من مشاكل الطلاق التى يعانى بسببها الاف بل ملايين الاطفال المشردين و يعانى معهم ابائهم و امهاتهم
 
و أراء اخري استنكرت رد فعل الكنيسة و قالت اذا كان الاقباط يريدون العلمانية اذا لماذا يعترضون اليوم ...ولا اعرف هل هؤلاء يعانون من لبس فى المفاهيم ام انهم يفهمون جيدا و يتلاعبون بالكلمات ؟؟؟ هل العلمانية هى تغير الشرائع الدينية  ؟؟؟ ام انها فصل الشرائع الدينة عن السياسة و الحكم ؟؟
من يريد ان يتزوج زواج مدنى لة حريتة الكنيسة لا تقف فى طريقة  و لكن ليس من حق القانون تغير الشريعة لاجل الأفراد ؟؟!!؟
لان القوانين تتغير و تتطور حسب  مفاهيم كل عصر لكن الشرائع لا تتغير لانها تمثل القيمة الاخلاقية السامية التى لا تتغير مع تغير الزمن
اذا الانسان لم يشاء ان يتبع هذة القيمة الاخلاقية السامية  لة حريتة لكن ليس من حقة تغير القيمة الاخلاقية الثابتة و التلاعب بالشريعة للتتماشي مع ما يريد هو
 
وعلى الصعيد الاخر عارض المسيحين الحكم و اعتبروة حكم متجنى و ظالم .. ربما هذا الحكم ظالم و مؤلم لكن فى الحقيقة كان لة فضل عظيم  لانة جعلنا ندرك جمال عقيدتنا التى لم يدرك البعض قيمتها الا عندما اراد القانون انتزاعها من بين ايدينا.. انها المحن و التجارب التى تجعلنا ندرك قيمة و عظمة  بما نملكة لكن للاسف البعض لا يقدر قيمتة احيانا و هنا تذكرت حكمة المرأة العجوز (الله يصنع من المحن و التجارب حياة افضل) هذا الحكم الذى حكمت بة المحكمة  جعلنا نري و ندرك كم هو ثمين ما نملك .....حقا يجب ان نثق فى حكمة الله ولا ننزعج من الإنذار الذى ذهب للبابا على يد محضر يحذرة.... !!!!.. لان المسيح قال (على هذة الصخرة ابنى كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها )متى 18:16
 
 احب اسأل الأخوة المسلمين المؤيدين للحكم و لمن اصدروا الحكم  ايضا ..هل لو القانون سمح للرجل المسلم بالجمع بين عشرة  زوجات فى وقت واحد بدلا من اربعة  لان عدد النساء اكثر و يجب معالجة مشكلة العنوسة التى باتت ظاهرة من ظواهر هذا العصر
هل الشريعة الاسلامية سوف تتفاعل مع التحولات المجتمعية وتستجيب لمقتضيات العصر ؟؟؟؟
ام ان ذلك القرار سوف يقابل بالرفض لأنة أنتهاك صريح لما تنص علية الشريعة الاسلامية ؟؟؟؟

و اذا شيوخ الأسلام تصدوا  لذلك القرار لأنة مخالف للشريعة هل سوف نجد الاقلام تكتب نفس الكلام و تقول  (( لا يجب على الدولة أن تتخلى عن مواطنيها وتترك رجال الدين يمارسون سلطتهم المطلقة باعتبارهم ينفردون بالحقيقة المطلقة ويتفردون بالقداسة)) ؟؟؟
ام  ان هذة الاقلام سوف  تقف مع من يحمون الشريعة الاسلامية  ؟؟؟ لان رجال الدين لا يخترعون الشرائع ....بل هم فقط يطبقونها
 
ما لا تقبلونة على انفسكم  لا تقبلوة على الاخرين... ولا تتجنوا على الاخرين لئلا يأتى الوقت و تجدوا  من يتجنى عليكم  لانة كما يزرع الانسان  يحصد ....هكذا علمتنا  قوانين الحياة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق