الفنانة القديرة "ليلى جمال" لــ "الأقباط متحدون": مسرحية رائعة تجسد الشارع المصري.
الدكتور "أيمن نور" زعيم حزب الغد: إذا أردت أن تعرف من سرق "مصر" فلتشاهد المسرحية.
المخرج "أحمد إبراهيم": نتمنى من المسئولين فى "مصر" تقدير المواهب الجيدة، والنظر للكفاءة بعيدًا عن الأشياء الأخرى.
كتب: محمد بربر - خاص الاقباط متحدون
هناك على مسرح الطليعة، وتحديدًا داخل قاعة "صلاح عبد الصبور"، أنت مدعو لمشاهدة "مصر" التى لا زيف فيها ولاخداع, حيث تناقش المسرحية قضايا وهموم المهمشين والبسطاء فى المجتمع المصري، وقضية الغلاء والفقر، وسيطرة العشوائيات، وقضايا الفساد بأسلوب راقٍ فى صياغة فنية تخلو من الملل والمباشرة.
مسرحية تفضح الفساد
المسرحية الجديدة "نلتقى بعد الفاصل" تفضح الفساد من خلال نص ثرى، وديكور لعب دورًا بارزًا فى التعبير عن فكر المؤلف ورؤية المخرج، من خلال تصوير ميدان من ميادين القاهرة بلون باهت، ونحت لشخصية البطل.
وتناسبت ملابس الأبطال مع واقع الحياة المصرية، وخاصة فى الأزقة والحوارى الشعبية, بالإضافة إلى دور الموسيقى المصنوعة من نسيج الدراما ليصبح العرض فى مجمله تعبيرًا للحياة فى هذا الميدان.
كما أن توظيف قدرات الفنان "ضياء عبد الخالق" فى دور المسئول، أظهر بعد المسافة بين المسئولين والناس. فمن خلال شاشة العرض (التليفزيون) يخرج علينا المسئول فى كل مشهد ليؤكد "كله تمام".
المواطنة والحرية
ولقد احتلت المواطنة والحرية مكانة خاصة داخل العرض، إذ نرى مشهد أمين الشرطة الذى يفرض الجباية مقابل حماية المخالفين، وهو المفصول من عمله بعد سرقة التمثال – رمز للمبادىء والقيم والحرية – ويطلب من العاملين فى الميدان السماح له بالعمل معهم فى أى مهنة، تضمن له مستوى مادى مقبول. ويقف ليندب حظه قائلا "أنا حظى الأسود إنى طلعت حرامى صغير"!!
وعود المسئولين المزيفة
كان من أكثر مشاهد المسرحية قبولاً لدى الجمهور مشهد "المسئول الكبير"، الذى يتحدث دائمًا عن الشفافية والنزاهة، فى نفس الوقت الذى تضيع فيه كل هذه المعانى, وهو ما يشير إلى الإستخفاف بالعقول، والمحاولة الدائمة للسيطرة عليها. وقد استخدم المؤلف بعض الجمل المميزة فى هذا المشهد مثل: "نحب نطمنكم "، و "احنا عارفين كل حاجة"، وما يترتب على هذه الديكتاتورية من مظاهرات لبعض السياسيين المناهضين لسياسات الحكومة. وهو مشهد يعتمد على طرح الواقع فى غير مباشرة؛ حيث يهتف الشاب الذى خرج فى المظاهرة "الحرية بقت ديجتال والواقع أصبح بديل".
الأكثر تأثيرًا مما سبق هو الجملة المهمة التى خرج الجمهور يرددها بعد انتهاء العرض، وهى: " شالوا الحديد م البيوت وحطوا الحديد في الشوارع".
مات السواق ع الطريق .. ومين يسوق؟
مشهد "منادى الميكروباص" كان من أفضل المشاهد التى أبدع فيها المخرج "أحمد إبراهيم"، وهو صاحب دور المنادى؛ إذ جسد فى رمزية بسيطة وعميقة أحوال البلد.
ففى الوقت الذى مات فيه سائق الميكروباص، ظل المنادى يبحث عن بديل يقود الميكروباص، مؤكدًا على ضرورة الإستمرار فى تشغيل الميكروباص وطرح السؤال الصعب "مين فيكم يعرف يسوق".
مسرح الدولة بخير
وفى تصريح خاص لـ"الأقباط متحدون"، أكدت الفنانة القديرة "ليلى جمال" أن هذه المسرحية تثبت لكل المسئولين أن مسرح الدولة بخير، وأن هؤلاء الشباب لديهم العديد من الطاقات المسرحية الهائلة التى تحتاج إلى عناية واهتمام. وأشارت إلى أن المسرحية تجسد الشارع المصرى بإختلاف شخصياته، ومفرداته، ومعانيه، وما يعانيه.
وقالت "ليلى جمال": أن أكثر المشاهد التى أثرت فيها هو مشهد موت الحلم، الذى ظل جميع الأبطال ينتظرونه ليجتمعوا حوله. وقد ماتت القيم فى الميدان بفضل الفوضى، والعشوائية، والعنف.
المسرحية تجيب على أسئلة الشارع المصري
ومن جانبه أشار الدكتور "أيمن نور"، زعيم حزب الغد الذى حضر العرض والتقط الصور التذكارية مع أبطاله، إلى أن المسرحية تفضح الفساد، وتجيب على أسئلة الشارع المصرى، وأضاف: أنه يمكن للمواطن المصرى ضبط سارق "مصر" من خلال المسرحية المتميزة.
وقد حضر المسرحية أيضًا الفنان النقيب "أشرف زكى"، والنائب "حمدين صباحى"، والفنان "محمد محمود".
الاهتمام بالشباب الموهوب
ومن ناحيته قال المخرج "أحمد ابراهيم" فى حديث لـ "الأقباط متحدون": كل ما نتمناه أن يهتم المسئولون بالشباب الموهوب، وأن تكون الكفاءة والقدرات والموهبة هى الأساس، بعيدًا عن الأشياء الأخرى، التى جعلت المسرح المصري يعانى الكثير.
أبطال المسرحية
المسرحية بطولة "مجدى سعيد"، فى دور "أمين الشرطة"، و"ضياء عبد الخالق" المسئول، و"فاطمة عادل" بائعة الورد، و"محمد عادل" بائع الجرائد، و"أكرم مصطفى" الثائر، و"عادل ماضى" الجزمجى، و"وسام صبحى" المذيعة، بالإضافة إلى "أحمد إبراهيم" المنادى، و"محمد سلامة" بائع كروت الشحن"، ومن إخراج "أحمد إبراهيم". |